جواب على طعونات ساقطة في معاوية بن أبي سفيان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا جواب على كلام لرجل تأثر بكلام عدنان إبراهيم في معاوية ومن فرط هواه ينقل عن مواقع الرافضة

فأثار قضية أن ولاة معاوية كانوا يسبون علياً

وأن النسائي قتله أهل الشام

وأن معاوية كان يخطب جالساً

وهذا كله ينقله من مواقع الرافضة ويذكر كتب الحديث بالجزء والصفحة موهماً وقوفه عليها

فأما القضية الأولى فقد وقع بينهم ما هو أشد من التساب وهو القتال

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر .

ومع ذلك ما كفر أحد الفريقين الآخر بل صح عن علي بن أبي طالب في أهل صفين الشهادة بالإيمان

قال ابن أبي شيبة في المصنف 39035: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى يَوْمِ صِفِّينَ ، فَقَالَ : قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَيَصِيرُ الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ.

نص الذهبي على إدراك يزيد لعلي ، ولكن قال روايته عن علي وردت من وجهٍ ضعيف ، ولعله يعني المرفوع ، فإن السند هنا قوي إلى يزيد

قال البخاري في صحيحه 7222 – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِي إِنَّهُ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ

وقال مسلم في صحيحه 4735- [7-…] حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَزَالُ الإِسْلاَمُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ، ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا ، فَقُلْتُ لأَبِي : مَا قَالَ ؟ فَقَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.

ولا يزال صيغة اتصال واستمرار ومعاوية أحد هؤلاء الإثني عشر

قال الخلال في السنة ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ

مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَخِلاَفَتِهِ , رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

652- أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْعِجْلِيُّ , أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ : يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا , أَوْ قَالَ : خَلِيفَةً ,فَقَالَ : قَدْ جَاءَ.

وقال الخلال في السنة 654- وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْم‍َيْمُونِيُّ , قَالَ : قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : أَلَيْسَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ صِهْرٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاَّ صْهِرِي وَنَسَبِي ؟ قَالَ : بَلَى , قُلْتُ : وَهَذِهِ لِمُعَاوِيَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , لَهُ صِهْرٌ وَنَسَبٌ . قَالَ : وَسَمِعْتُ ابْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : مَا لَهُمْ وَلِمُعَاوِيَةَ , نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.

وقال الخلال في السنة 658- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : جَاءَنِي كِتَابٌ مِنَ الرَّقَّةِ أَنَّ قَوْمًا قَالُوا : لاَ نَقُولُ : مُعَاوِيَةُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ , فَغَضِبَ وَقَالَ : مَا اعْتِرَاضُهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ , يُجْفَوْنَ حَتَّى يَتُوبُوا.

وقال البخاري في صحيحه 3746 – حَدَّثَنَا صَدَقَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ

وهذا الصلح نتج عنه ملك معاوية ، ولو كان الناتج عن هذا الصلح شر لما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم

قال أحمد في مسنده 1629 – حدثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثَّنى حدثني ريَاح ابن الحرث: أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكَوفة عن يمينه وعن يساره، فجاءه رجل يدعى سعيدَ بن زيد، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السِرير، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرةَ فسبَّ وسبَّ، فقال: منِ يسبُّ هذا يا مغيرِةُ؟ قال يسبُّ علي بن أبي طالب! قال يا مغير بن شُعْبَ، يا مغير بن شعب، ثلاثاً، ألاَ أسمعُ أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُسبُّون عندك لا تُنِكُر ولا تُغَيِّرُ!! فأنا أشهد على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بما سمعتْ أذناي ووعاه قلبي من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فإنى لم أكن أروي عنه كذبًا يسألني عنه إذا لقيتُه، إنه قال: “أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة”، وتاسع المؤمنين في الجنة، لِو شئتُ أن أُسميه لسمَّيتُه، قال: فضجَّ أهلُ المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول الله، مَن التاسع؟ قال: ناشدتموني بالله، والله العظيمِ أنا تاسعُ المؤمنيين، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – العاشر، ثم أتْبَع ذلك يميناً قال: والله لَمَشْهدٌ شهده رجلٌ يُغَبِّرُ فيه وجهَه مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أفضلُ من عمل أحدكم ولو عُمّرَ عُمُرَ نُوح عليه السلام.

فهذا الخبر الذي احتج به الرافضي فأولاً ليس فيه أن هذا الرجل من الولاة

ثم إن المغيرة قد سكت على قول سعيد بن زيد مقراً وما ناقشه ولا رد عليه بل الرجل يشهد لعلي بالجنة أمامه وهو ساكت

فإن قيل : ما بال القتال ؟

فيقال : كما قاتل بعض الناس الزبير وطلحة وهو عالم بأنهما من أهل الجنة وكان يظن فيهما التأول

وقد حصل من هذا الموقف أمام علي رضي الله عنه فسبوا عثمان أمامه فغضب

قال ابن أبي الدنيا في الإشراف [291]:

حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرني القاسم بن الفضل الحداني، قال: حدثني يوسف بن سعد مولى عثمان بن مظعون قال: قال ابن حاطب:

لو شهدت اليوم شهدت عجبا اجتمع علي وعمار ومالك الأشتر وصعصعة بن صوحان في هذه الدار دار نافع – فتكلم عمار فذكر عثمان فجعل علي يتغير وجهه، ثم تكلم مالك حذا عمار قال: ثم إن صعصعة تكلم، فقال: أبا اليقظان ما كل ما يزعم الناس أن عثمان أتى وقال قائل: كان أول من ولي فاستأثر وأول من تفرقت عنه الأمة. ثم إن عليا تكلم، فقال:

أنا والله على الأثر الذي أتى عثمان , لقد سبقت له سوابق لا يعذبه الله بعدها أبدا.

ثم إن العلة التي علل بها سعيد بن زيد الدفاع علي تنطبق على عثمان فهل يؤمن بهذا عدنان إبراهيم ومن يشايعه وهل يشهدون لعثمان بالجنة ويسبون من يبغضه ؟

فضلاً عن أبي بكر وعمر

ثم إن بعض السب يقع بين الصحابة على جهة غضب الأخ على أخيه

كما قال الأعمش حدثناهم بما يقول الأخ لأخيه عند الغضب فاتخذوه ديناً

قال ابن حجر  في المطالب العالية [4172]:

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ:

كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي نَفَرٍ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَشَتَمُوهُ.

فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَهْلًا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا أَصَبْنَا ذَنْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله عز وجل: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَحْمَةٌ من الله تعالى سَبَقَتْ لَنَا.

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ والله يبغضك ويسميك الْأُخَيْنَسُ.

فَضَحِكَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى اسْتَعْلَاهُ الضَّحِكُ، ثُمَّ قَالَ: أَوَ لَيْسَ الرَّجُلُ قَدْ يَجِدُ عَلَى أَخِيهِ فِي الْأَمْرِ، يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، ثُمَّ لَا يَبْلُغُ ذَلِكَ أَمَانَتَهُ، وَذَكَرَ كَلِمَة أخرى

فانظر هؤلاء المفتونين اقتنصوا كلمة قالها علي في سعد في ساعة غضب وهما إخوان كل عارف فضل أخيه فعرف سعد محلها وأما الجاهل اتخذها نميمة وتفريقاً بين أولياء الله

قال مسلم في صحيحه 6299- [32-…] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ ، لأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ ، خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ؟ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِي.

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي.

ذكر معاوية في هذا الحديث انفرد به بكير بن مسمار وقد أورده مسلم من طرق كثيرة بدون ذكر كلمة معاوية

وبكير اختلفوا فيه فبعضهم ضعفه وليس من عادتي التعليق على أحاديث الصحيح ولكنني ألزم عادته وشيعته بطريقتهم

فمن ينكر أحاديث نزول عيسى المتواترة وأحاديث الدجال وغيرها من الأحاديث المتواترة من الغباء والهوى أن يحتج بخبر يرويه رجل مختلف فيه رواه غيره ولم يذكروا ما زاده هو فيه !

وإذا كنا سنؤمن بهذه الرواية فلنؤمن بما سبق من الروايات وبما ورد في فضل عثمان رضي الله عنه وغيره من الصحابة 

ثم إن معاوية سكت على كلام سكت وما عقب وما روي أنه آذى سعداً فهل يمكن أحد اليوم في بلاد الرافضة أن يذكر فضل الشيخين فضلاً عن عثمان ؟

وأما ذكر النسائي وما وقع له فمعلوم أن أهل الشام كان فيهم انحراف عن علي كما أن أهل الكوفة فيهم انحراف عن عثمان

قال ابن المقريء في معجمه 432 – حدثنا أحمد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا سعيد بن منصور قال : سمعت ابن المبارك يقول : « من أراد الشهادة فليدخل دار البطيح بالكوفة ، وليقل رحم الله عثمان بن عفان رضي الله عنه »

فهم غلاة إلى درجة قتل من يترحم على عثمان وهو من الصحابة الداخلين في حديث ( لا تسبوا أصحابي )

وحتى على تعريف الصحابة الذي اخترعه عدنان إبراهيم وحسن المالكي فمن أنهم من أسلم قبل الحديبية فعثمان من كبارهم

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة مرار بن حموية :” قال الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمى : نزل عليه أبو حاتم الرازى ،

و كتب عنه ، و هو قديم الموت ، قريب الإسناد جليل الخطر . قال : و لجمهور النهاوندى مسائل سأل عنها أبا أحمد المرار بن حمويه ، فأملى عليه الجواب فيها : من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع و الحفظ و الإتقان و الديانة .

و قال أيضا : سمعت أحمد بن عمر يقول : سمعت محمد بن عيسى يقول : سمعت أبى

يقول : سمعت فضلان بن صالح أخا الحسين بن صالح يقول : قلت لأبى زرعة : أنت أحفظ أم المرار ؟ فقال : أنا أحفظ ، و المرار أفقه . قال : و سمعت أبا جعفر يقول :

ما أخرجت همذان أفقه من المرار . قال : و سمعت أبى يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن داود الدحيمى بن داود يقول : سمعت المرار يقول : اللهم ارزقنى الشهادة و أمر يده على حلقه و أرانى أبى .

قال : و كان المرار ثقة عالما فقيها سنيا ، قتل فى السنة شهيدا رحمه الله ، و قيل : لما كانت فتنة المعتز و المستعين كان على همذان جباخ و جغلان من قبل المعتز ، فاستشار أهل البلد المرار و الجرجانى فى محاربتهما ، فأمراهم بالقعود فى منازلهم ، فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بن سهل و غيرها و رموا رجلا بسهم أفتياهم فى الحرب ، و تقلد المرار سيفا ، فخرج معهم ، فقتل بين الفريقين عدد كبير ثم طلب مفلح المرار ، فاعتصم بأهل قم ، و هرب معه إبراهيم بن مسعود ، فأما إبراهيم فهازلهم و قاربهم فسلم ، و أما المرار فإنه أظهر مخالفتهم فى التشيع و كاشفهم فأوقعوا به و قتلوه “

فالمراد أن غلو أهل الشام كان مقابلاً لغلو الكوفيين وأن المتشيعين قد قتلوا بعض المحدثين ظلماً

وأما شأن النسائي فليعلم أن من الناس من كان إذا ذهب للكوفة حدثهم بفضائل عثمان وإذا ذهب للشام حدث بفضائل علي كما يفعل سفيان

والنسائي فيه مس تشيع ولكن الروايات ظاهرة في أنه حديث بفضائل أبي بكر وعمر وعثمان أيضاً

وهو يخرج في سننه أحاديث معاوية فهو عنده عدل مقبول الرواية

قال المزي في تهذيب الكمال :” قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: ومع ما جمع أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ من الفضائل رزق الشهادة فِي آخر عُمَره، فحدثني مُحَمَّد بْن إسحاق الأصبهاني، قال: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ فارق مصر فِي آخر عُمَره، وخرج إِلَى دمشق، فسئل بِهَا عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان وما روي من فضائله، فَقَالَ: ألا يرضى معاوية رأسا برأس حَتَّى يفضل؟ ! فما زالوا يدفعون فِي حضنيه (1) حَتَّى أخرج من المسجد ثم حمل إِلَى مكة ومات بِهَا سنة ثلاث وثلاث مئة وهو مدفون بمكة. قال الْحَافِظ أبو القاسم (2) : وهذه الحكاية لاتدل على سوء اعتقاد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي معاوية بْن أَبي سفيان، وإنما تدل على الكف فِي (3) ذكره بكل حال. ثم روى بإسناده عَن أَبِي الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد القابسي، قال: سمعت أَبَا علي الْحَسَن بْن أَبي هلال يَقُول: سئل أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة”

وهذا جيد

وأما خطبة معاوية جالساً أفما علم الجاهل أن العاجز المحتاج يجوز له الصلاة جالساً ومن جاز له الصلاة جالساً جاز من باب أولى الخطبة جالساً ، وورد أن معاوية استأذن الناس وهذا مؤذن بوقوع علة

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: اسْمَعْ يَا زُهْرِيُّ، مَنْ مَاتَ مُحِبًّا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَشَهِدَ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ، وَتَرَحَّمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، كَانَ حَقِيقًا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُنَاقِشَهُ الْحِسَابَ.

قال عبد الرزاق في المصنف  5258 – عن معمر عن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يخطبون يوم الجمعة قياما ثم فعل ذلك عثمان حتى شق عليه القيام فكان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم أيضا فيخطب فلما كان معاوية خطب الأولى جالسا ثم يقوم فيخطب الآخرة قائما.

فعثمان سبقه من مشقة تلحقه

وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 484 – حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، قال : « أول من خطب جالسا معاوية حين كثر شحمه (1) ، وعظم بطنه »

فهذه علة في الجسد والدين يسر

وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 485 – حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : أول من خطب جالسا معاوية رضي الله عنه ، ثم اعتذر إلى الناس فقال : « إني أشتكي قدمي »

وأبو إسحاق رجل متشيع فالرجل كان مريضاً وليست الخطبة بأولى من الصلاة قائماً وقد رخص في الجلوس لمن يشتكي علة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم