« جمعية إحياء التراث » وخيانة العقيدة السلفية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه صورة إعلان للمدعو فواز البرازي في جمعية إحياء التراث الإسلامي

 وليعلم أن الماتردية جهمية في
باب الصفات وفي باب الإيمان وهم أظهر تجهماً من الأشاعرة في باب الإيمان.

قال ابن الهمام في فتح القدير (3/397): “وقال الرستغفني : لا تجوز
المناكحة بين أهل السنة والاعتزال والفضلي ولا من قال أنا مؤمن إنشاء الله لأنه كافر،
ومقتضاه منع مناكحة الشافعية، واختلف فيها هكذا ، قيل يجوز ، وقيل يتزوج بنتهم ولا
يزوجهم بنته.

ولا يخفى أن من قال أنا مؤمن إن شاء الله تعالى فإنما يريد إيمان الموافاة
صرحوا به : يعنون الذي يقبض عليه العبد لأنه إخبار عن نفسه بفعل في المستقبل أو استصحابه
إليه فيتعلق به قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا
() إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ﴾

 وعلى هذا فيكون قوله إن شاء الله شرطا لا كما يقال إنه لمجرد
التبرك، وكيف كان لا يقتضي ذلك كفره غير أنه عندنا خلاف الأولى ، لأن تعويد النفس بالجزم
فيمثله ليصير ملكة خير من إدخال أداة التردد في أنه هل يكون مؤمنا عند الموافاة أو
لا ؟”.

قلت : ها أنت ترى الخلاف واقعاً بين الماتردية الحنفية في إسلام الأشاعرة 

فذهب الرستغفني إلى كفرهم لقولهم بالإستثناء، ورد عليه ابن الهمام بأنهم إنما يعنون
الموافاة وهذا لا يتناقض مع إرجاء الفريقين

 فمعنى الموافاة ما يوافي به المرء ربه
من إسلام أو كفر فالكلام واقعٌ على مايقع في المستقبل لا حاله الآن 

 والمرجئة لا ينكرون
امكانية ارتداد المسلم ولكنهم ينكرون نقصان الإيمان وتبعضه، وعليه؛ فإن مأخذ الأشاعرة
في الإستثناء لا يتنافى مع إرجائهم ولهذا عذرهم متأخري الحنفية مع ذهابهم إلى هذا لفظ
يوهم الكفر.

وقال ابن نجيم الحنفي الماتردي في البحر الرائق (13/ 467) وهو يعدد مقالات
الردة :” وَمَحَلُّ الِاخْتِلَافِ عِنْدَ عَدَمِ قَصْدِ الِاسْتِهْزَاءِ وَبِقَوْلِهَا
لَا جَوَابًا لِقَوْلِهِ أَمَا تَعْرِفِينَ اللَّهَ عَلَى الظَّاهِرِ وَبِقَوْلِهِ
لَا أُرِيدُ الْيَمِينَ بِاَللَّهِ وَإِنَّمَا أُرِيدُ الْيَمِينَ بِالطَّلَاقِ أَوْ
بِالْعَتَاقِ عِنْدَ الْبَعْضِ خِلَافًا لِلْعَامَّةِ وَهُوَ الْأَصَحُّ وَبِقَوْلِهِ
رَأَيْت اللَّهَ فِي الْمَنَامِ”.

فكفر بدعوى رؤية الله في المنام مع أن النووي في شرح صحيح مسلم نقل الإجماع
على جواز رؤية الله عز وجل في المنام ، فهذا يدلك على أن الخلاف بين الأشاعرة والماتردية
ليس لفظياً وليسوا أعمدة لمذهب للإسلام كما زعم البرازي وشيخه الأكبر.

ولمعرفة المزيد عن عقيدة الماتردية يراجع ما كتبه الشيخ شمس الحق الأفغاني
في كتابه (عداء الماتردية للعقيدة السلفية) وهو يقع في ثلاثة مجلدات ( وليس كل ما فيه مسلم )

 والواقع
أن هناك مداً جهمياً في الكويت لا ينكر وجوده إلا مكابر

 فقد صنف فوزي العنجري وحمد سنان كتاباً
أسموه (الأشاعرة هم أهل السنة).

وأيضاً هناك بعض المدرسين في الجامعات على هذه العقيدة، وبلغني أن بعضهم
يدرس السنوسية في المسجد، والذي ينبغي من السلفيين في الكويت تجاه هذا الأمر عدة أمور:

الأول: تكثيف دراسة العقيدة والعناية بكتب السلف وكتب شيخ الإسلام ابن
تيمية وتلميذه ابن القيم وتلقين ذلك للصغير والكبير

الثاني: تكثيف الطلبات على المكتبات لإحضار الرسائل القوية في فضح هذه
النحل الخاسرة كرسائل الشيخ شمس الأفغاني (جهود علماء الحنفية) و (عداء الماتردية للعقيدة
السلفية).

الثالث: من كان له عناية بمواقع التواصل الاجتماعي ، فليكن له ورد يومي
من آثار السلف في العقيدة الصحيحة ينشرها بين الناس لتكون لهم جنة من العقائد الباطلة.

الرابع: على الخطباء في المساجد أن يعتنوا بتحذير الناس من هذه العقائد
الفاسدة ، وتعليمهم العقيدة الصحيحة وتلقينهم أحاديث الصفات خصوصاً بشكل مكثف.

وعلى الأخوة ألا يتساهلوا فإن الخطب جلل.

.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم