قال جابر بن حيّان كما في رسائله ص٣٠٨ ويبدو أنه كان يخاطب ملاحدة جاحدين أو من في حكمهم :” وأما الزهرة فمثل المريخ أيضا ، والقمر يومين ونصف ، وأعجب ما في الأمر يا حمير – عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين –
فاعلم أن قطب فلك الكواكب قطب واحد ومقدارهما واحد ( هنا إشارة للنظام الشمسي ) وهذه تسير خلاف هذه ( يعني تسير في غير طريقها ولا تصتدمان ) أليس ذلك من صنعة حكيم “
هذا كلامه في القوم الذي لم يروا الصنعة والحكمة في نظام الكواكب وكان نيوتن أيضا يتعجب من هذا فكيف لو رأى إيمانهم العجيب بالصدفة كلما زادت علوم البشر بالعناية الإلهية يفضلون الايمان بها على الإيمان بالله
وبالنسبة لجابر بن حيّان فكان عبقريا مفرطا وفعلا له مشاركة قوية في العلوم مع إيمانه بالمقدرة على تغيير المعادن الحقيرة إلى ذهب وتلك خرافة فاشية بين الفلاسفة آنذاك كفشو خرافة التطور بين التجريبيين اليوم ولابن تيمية مطول في نقض هذا الأمر ولم يعد يُؤْمِن به أحد اليوم
كما أنه كان يُؤْمِن أيضا بتأثير الكواكب على الأخلاق ويؤمن بحدوث العالم وينقض على القائلين بقدمه بكلام دقيق غاية
ودفع تشيع الرجل مكابرة فهو شيعي مفرط في تشيعه ولكن متقدمي الإمامية لم يعتدوا به لأنه إلى الفلاسفة أقرب منه للمتكلمين ولم يعتدوا بمروياته بسبب ما دخل فيه من التنجيم حتى جاء زماننا وأعلاه المستشرقون وأعجبوا بعبقريته فصار المعاصرون منهم يفخرون بِه مع أنه لا دليل على إماميته فلا يعرف من تبع بعد وفاة جعفر وهو لا يذكر ابنه موسى أبدا
والقول بأن الرسائل منحولة له بعيد فالرجل لغته في عامة رسائله واحدة ويذكر مواقف له مع يحيى بن خالد البرمكي ويحيل باستمرار على رسائله الأخرى أثناء الكلام
وهو يكثر القسم بحق سيده – ويبدو أنه جعفر الصادق – بل ادعى على جعفر أنه أقر سجود جابر له لما كلمه عن الطلمسات وأنه كرر السجود لجعفر ولعل متقدمي الإمامية نفروا من نسبة السحر والكلام به لجعفر لذا لم يعولوا عليه أعني كبار المصنفين في الرجال عندهم كالنجاشي
ومن عجائب جابر قوله في ص٤٨٣ من رسائله وهو يكشف عن علم الميزان الذي أخفاه الفلاسفة : فإنه لم يعلم الخاصية في أنه اذا جاءت امرأة حائض إلى بستان فألقت نفسها على قفاها متجردة ( عارية ) ثم رفعت رجلها نحو السماء وكان البرد يجيء على ذلك البلد بطل وقوع البرد في ذلك البستان لصنيع تلك المرأة .
ثم يغتبط بمعارفه فيقول: سبحان الله ما أعظم عليك مني ( يعني فضلي ) أيها الانسان ، إن أدمت الدرس ولم تضجر وصلت إلى علم الأولين والآخرين