جاءه ولده يبكي وقد ضربه المعلم فقال والله لأخزينه

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

على غرار ذلك الوضاع الذي جاءه ولده يبكي وقد ضربه المعلم فقال والله لأخزينه ثم وضع حديثاً على النبي الكريم ﷺ في ذم المعلمين

يسير أدعياء الثقافة في عالمنا العربي حيث يعيشون في أوهام تتعلق ببعض الشخصيات مثل وهم أن ابن رشد الفيلسوف كان ملحداً دهرياً أو عالمانياً ثم ينسبون له عبارات في هذا السياق ما قالها ولا خطرت له على بال

فينسبون له أنه قال : التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل، إذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى.

ومن آخر من نشر هذه العبارة روائية شهيرة

ولا يصدق أن ابن رشد يقول هذا الكلام إلا إنسان ما قرأ شيئاً له ولا لأحد عاش في القرون السبعة الأولى ، وذلك أن أسلوب العبارة أسلوب عصري مبنى ومعنى

أما من جهة المبنى فكلمة ( غلاف ديني ) مصطلح عصري مولد لم يسخدمه الناس قبل هذا العصر وكذلك كلمة التجارة بالأديان

وأما من جهة المعنى فالناس جميعاً آنذاك كانوا يتدينون بدين وينطلقون من غائية لم يكن هناك عبدة مال وفروج يسمون أنفسهم ( لادينيين ) أو ( عالمانيين ) وكان أهل المجون في مجونهم لا يتكلمون في الأمور العامة ولا يسمون مثقفين ولا يكتبون روايات يداعبون بها شهوات الشباب والشابات تفشو بين الناس ويعتاشون منها ويحصلون بها شهرة وتقديراً ويصيرون يدلون بدلوهم في النوازل العظام كما هو الشأن اليوم

وابن رشد نفسه كان قاضيا وله كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد وله كتاب اسمه فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال وكان مما قاله في هذا الكتاب :” وإذا تقرر هذا كله وكنا نعتقد معشر المسلمين أن شريعتنا هذه الإلهية حق وأنها التي نبهت على هذه السعادة، ودعت إليها، التي هي المعرفة بالله عز وجل وبمخلوقاته، فإن ذلك متقرر عند كل مسلم من الطريق الذي اقتضته جبلته وطبيعته من التصديق”

وبعض ظرفاء القوم نسب هذه العبارة لابن خلدون وحور فيها فقال : إذا أردت أن تتحكم في الجاهلين فغلف كل باطل بغلاف ديني.

وهذا أيضاً كذب على ابن خلدون ولا أدري ماذا يريدون ؟

هل يريدون القول بأن الغلاف الحيواني الشهواتي المصلحي أصدق وأنفع وأبر من الغلاف الديني ؟

وهل يظنون أن كتب ابن رشد وابن خلدون وغيرهم في صندوق في الصحراء ذهبوا هم ونقبوا عليها ثم خرجوا منها بهذه الدرر حيث إذا ذكروها وأفشوها بين الناس لا يسألهم أحد عن المصدر

ثم بعد ذلك تجدهم يسخرون من الإسناد ويتهمون علماء المسلمين بالتقليد وهم يقلد بعضهم بعضاً بالكذب فلو أردت أن تحصي المرات التي نقل بها هذا الكذب عن ابن رشد في المقالات الصحفية ومواقع التواصل لوجدتها بالمئات بل الآلاف.