ثنائية التبرج والتحرش

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

السؤال المطروح المتكرر : لماذا يصر بعض المتدينين على الحديث عن التبرج واللباس عند كل حادثة تحرش وكأنه يبرر للمتحرش أو يخفف من جريمته ؟

والجواب : أن الأمر معكوس في حقيقته فحوادث التحرش تكرس للتهوين من شأن التبرج وضرره ، كما أن الحديث عن جرائم الشرف عند كثير من العالمانيين يكرس الحديث عنها لتبرير العلاقات غير الشرعية بشكل مطلق

في الواقع التحرش اتفق على ذمه المسلمون والكفار والحديث عن عقوبته حديث أريحي وخصب حتى أن اقتراح إخصائه مثلاً أهون على كثير من النفوس من الحديث على قطع يد السارق

ولكن المتبرجة هي محل الخلاف وهناك أيدلوجيا نسوية وليبرالية تروج لأن لباس المرأة حرية شخصية مطلقة وقد تأثر كثير من أفراد المجتمع بهذه الأيدلوجيا لهذا قطع الطريق عليهم للترويج لهذه العقيدة استغلالاً للأحداث تصرف لا بد منه مع ذم المتحرش والداعية الذي يغفل هذا إما مغفل أو مداهن فلا ينكر إلا الأعمى انتشار مثل هذه الأفكار

وقد دلت النصوص مع ما يعرفه كل عاقل والنصوص تنير العقول وتنميها على علاقة التبرج ونظائره بطمع الفساق بالمرأة

قال تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )

فالمرأة التي تخضع بالقول مخالفة لأمر ربها فيطمع فيها فاسق يلحقها من الذم بحسبها كما يلحق الفاسق ذم ، والحديث عن المجتمع وكأنه لا فساق فيه أو افتراض وجود قوانين تحمي من التحرش ولا تحمي من علاقة الزنا أو مقدماته بالتراضي كل ذلك حديث طوباوي غير قابل للتطبيق والذي ضد التحرش حقاً من يوجد حلولاً جذرية لإنهائه

نحن ننظر للمتحرش والمتبرجة وننسى ذاك الطرف الذي تأذى من التبرج وأمسك نفسه فهو المظلوم حقًا في هذه السياقات

وقد تكلمت في صوتيتين عن هذا الملف ليراجع صوتية من أين جاء استهوان الحجاب وصوتية القرآن أم ضغط الجماهير

https://t.me/alkulife/7991

https://t.me/alkulife/6797