هذا شاب اسمه حمد الويباري، مخرج سينمائي وصانع محتوى.
يذكر قصته مع الموسيقى وأنها بدأت من الثانوية، وتعمق وكان يعزف على أكثر من ثلاث آلات، وأحبَّ الموسيقى جداً، حتى صارت جزءاً من شخصيته.
إلى أن تفرَّغ للإخراج السينمائي، وقرر أن يصير مخرج (فيديو كليبات) أو ما يسمى (Music video).
حتى قرر التوقف عن كل ذلك، بل قرر التوقف حتى عن استماع الموسيقى.
وجلس مدة في شك هل الموسيقى حلال أم حرام أم مسألة خلافية؟ ثم قرر البحث بشكل عميق في المسألة.
وهو هنا يشارك بحثه.
استشهد بدراسة من جامعة (Mc Gill) عن الموسيقى وأثرها على الناس، وفيها أن الإنسان قد يدمن الموسيقى كما يدمن الكحول والمخدرات والمال.
وفيها أن الموسيقى لا تفرز (الدوبامين) بالنسبة الطبيعية التي من المفترض أن يستهلكها البشر، بل تفرزها بشكل فوق الطبيعي، كما يحصل للمتعاطي.
وأيضاً ذكر دراسة تتحدث عن إدمان الموسيقى ومدى خطورة الأمر، من جامعة (Tufts).
وذكر أن هناك دراسات كثيرة عن تأثير الموسيقى على الصحة النفسية.
وقال إن هذه الدراسات ليس لها علاقة بالحلال والحرام، لأنهم لا يؤمنون بالرسالة، وإنما يناقشونها من باب علم الأحياء وما يحدث للدماغ والأجهزة العصبية وغير ذلك.
ثم ذكر بحثاً في أدلة التحريم وأن العلماء أجمعوا على تحريم الموسيقى في عدة حالات، منها: إذا اقترنت بمعصية مثل الاختلاط والتبرج؛ ومنها: إذا غنت امرأة بتكسر؛ ومنها: إذا اشتملت على كلام فاحش وبذيء، ثم ذكر مواطن الخلاف بحسب بحثه.
ثم قال إن ٩٥٪ من الأغاني الموجودة اليوم لا تدخل في الخلاف وهي حرام إجماعاً.
وفي الأخير وجَّه موعظة للشباب بأن استحلالك الذنب أسوأ من فعلك له.
حال هذا الشاب فيه عبرة، ليس للعوام مثله فحسب، بل عبرة لكثير ممن تكلَّف التصنيف والاستدلال على حلِّ الموسيقى، مع كون الغالب الساحق لا يشكُّ في حرمتها، وكثير منهم لكي يحوز وسام الاعتدال وصم مخالفيه بالتشدد.
وإن مما يزعجني أن كلامه عن الدراسات في بدايات المقطع قد يكون مقنعاً لكثير من الناس أكثر من الاستدلالات الشرعية، لوهن الدليل الشرعي في قلوبهم وظنهم أن الله عز وجل ما وضَّح دينه وكثرة استدلالهم بالخلاف