جاء في صحيح الجامع الصغير ما يلي :” 2581 – إن الله أخذ الميثاق
من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة و أخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم
كلمهم قبلا قال : { ألست بربكم قالوا بلى } .
تخريج السيوطي
( حم ن ك هق في الأسماء ) عن ابن عباس “
كذا جاء ( بنعمان يوم عرفة ) وإذا رجعت إلى المصادر الأصل فستجد ( بنعمان
يعني عرفة )
قال الإمام أحمد في مسنده 2455 : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ” أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ – يَعْنِي عَرَفَةَ
– فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ
كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا ” قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ
بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
وقال النسائي في الكبرى 11191 : أنا محمد بن عبد الرحيم أنا الحسين بن
محمد أنا جرير بن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال
أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق
من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم
كلمهم فتلا قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
إلى آخر الآية
وقال ابن أبي عاصم في السنة 202: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ
، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ
عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ
آدَمَ صلى الله عليه وسلم بِنَعْمَانَ يَعْنِي عَرَفَةَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ
ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ كُلُّهُمْ مَثَلا وَقَالَ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ
قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
وفي هذا كفاية فالمقصود بعرفة هنا المكان وليس الزمان فقد وجدت الكثير
من الناس في الشابكة يذكرون هذا الحديث في فضل يوم عرفة اعتماداً على هذا الخطأ المطبعي
وقد وقع الخطأ نفسه في مجمع الزوائد
وبقي هنا فائدة زائدة وهي أن هذا الخبر معلول بالوقف
قال الفريابي في القدر 59 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «مَسَحَ رَبُّكَ
عَزَّ وَجَلَّ ظَهْرَ آدَمَ بِنَعْمَانَ هَذِهِ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ عَرَفَاتٍ،
فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ
أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ» ثُمَّ تَلَا [ص:71]: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي
آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا
عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا
ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} [الأعراف: 173]
وقال الفريابي 60 : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
قَالَ: ” مَسَحَ رَبُّكَ
ظَهْرَ آدَمَ فَخَرَّجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
بِنَعْمَانَ هَذَا الَّذِي وَرَاءَ عَرَفَةَ وَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {الْمُبْطِلُونَ} “
ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «يَا ابْنَ جُبَيْرٍ، وَاللَّهِ لَيَخْرُجَنَّ
مَا فِي ظَهْرِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ» قَالَ: ” فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يَقُولُ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} فَالْمُسْتَوْدَعُ
مَا كَانَ فِي الْأَصْلَابُ، فَاسْتَقَرُّوا فِي الْأَرْحَامِ وَعَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ
وَبَطْنِهَا فَذَلِكَ الْمُسْتَقَرُّ “
وفي وراية الفريابي الموقوفة تصريح بأن ( نعمان ) غير ( عرفة ) فقد نص
على أنها قريبة منها ، فدل على أنها غيرها ، بخلاف الرواية المرفوعة فإنها تصرح بأن
نعمان هي ( عرفة )
ولم يذكر زيادة (فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم