تنبيه على أثر لابن عباس يساق في غير مظانه

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال عبد الرزاق في تفسيره 2960 – عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: حَدَّثَهُ رَجُلٌ , حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ , هذا فَقَامَ رَجُلٌ فَانْتَفَضَ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مَا فَرَّقَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ يُجِيدُونَ عِنْدَ مُحْكَمِهِ , وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ»

حديث أبي هريرة هو حديث تحاج الجنة والنار وفي آخره ذكر أن الله يضع قدمه على النار فتقول قط قط

جرت عادة العديد من المصنفين على ذكر هذا الخبر في الموقف من أخبار الصفات والواقع أنه لا علاقة لكلمة ابن عباس بأمر أحاديث الصفات بل في ذلك الوقت لم يكن هذا الجدل موجوداً أصالة

واللفظ أمامك ( يجيدون ) وفي نسخة أخرى ( يجدون ) من الموجدة

والخبر إنما كان الكلام فيه عن كون بعض الناس إذا سمع أحاديث الرقائق المحكمة في ذكر الجنة والنار تجد منه موجدة ورقة قلب ولكن إذا جاء للنصوص المتشابهة يؤولها برأيه فيهلك وكان ابن عباس يعني الخوارج كما وضحته الرواية الأخرى

قال ابن أبي شيبة في المصنف 39057- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَلْقَى الْخَوَارِجُ عِنْدَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : يُؤْمِنُونَ عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ.

وهذا إسناد صحيح كله أئمة وهو شارح لمقصوده في الأثر الأول

وقد ينزل هذا الأثر من باب أولى على المعطلة