ساعة وساعة
عبارة وردت في بعض الأحاديث واعتاد الناس على استعمالها في سياق الترويح عن النفوس بمعنى ساعة للجد وساعة للترويح عن النفس
غير أنني سأستعيرها للتعبير عن الاضطراب المنهجي عند الحداثيين والعالمانيين والنسويات فساعة يطلقون القاعدة وساعة أخرى يعطلونها
فساعة الشاذ جنسياً لا لوم عليه ولا إرادة عنده في مقاومة هذا إنما هو أمر في جيناته لا يمكنه دفعه
وساعة الرجل الذي يتأثر بمفاتن المرأة تفكيره قذر وشهواني وعليه التخلص من هذا التفكير ويستحق أن يصب عليه الكلور وله الخيار التام في منع نفسه من النظر أو التحرش ولا لوم على المرأة مهما لبست وهي نيتها طيبة ولو أظهرت ما أظهرت وهو فقط المتوحش النجس
وساعة أين الله من الفقراء والمجاعات ؟
وأخرى إذا استفحلت الرأسمالية في عقله يقول لك الفقير فقير لأنه كسول ولا يريد العمل ولا يجب علينا إطعامهم
وساعة من يمنع اختلاط الرجال بالنساء إنسان تفكيره سيء ويسيء الظن بالمجتمع
وأخرى الرجال شهوانيون وكل رواية اعتداء رجل على أنثى الأصل فيها التصديق ولا بد من وضع قوانين للتحرش لأنهم لا يرتدعون إلا بهذا
وساعة التفكير خارج الصندوق وعدم متابعة الجمهور دليل على تحرر العقل والتفكير خارج الصندوق
وأخرى مخالفة جمهور البيولوجيين القائلين بنظرية التطور أو الفيزيائيين القائلين بدوران الأرض حول الشمس أو القول بعودة الأثير مجازفة وسفه ومعاداة للعلم
وساعة التجربيون أفضل من علماء الشريعة الذين يدعون معرفة كل شيء ( مع أن هذا كذب ) وهم دائماً يطرحون الأسئلة ولا يزعمون أنهم وصلوا للحقيقة المطلقة
وأخرى نظرية التطور حقيقة علمية العلم أثبت كذا وكذا والعلم أثبت كذا وكذا
وساعة لا تحاولوا تشويه الغرب من خلال تصرفات فردية لبعض الأفراد فتصرفات الأفراد لا تحسب على المجتمع
وأخرى يطبلون للشرطية الدانماركية التي احتضنت محجبة مع أنها أحيلت للتحقيق وحصلت الكثير من التعليقات العنصرية على تصرفها ، وأيضاً يطبلون لكلام ممثلة النمسا في الأمم المتحدة باللغة العربية مع أن النمسا اليوم حكومتها يمينية ومن أسوأ الحكومات مع المسلمين
وساعة لا أحد يملك حقيقة مطلقة ودعواك أن دينك هو الحق ووصفك لغيرك بالضلال عنصرية ويطعن في الدين لانه لا يسوي بين المؤمنين به والكافرين وهذا الطعن من أصفق الكلام وأسخفه وهو سيار بينهم
وأخرى المساواة بين الرجل والمرأة من كل وجه حقيقة مطلقة ومخالفها ذكوري ، وكذلك الشذوذ الجنسي حقيقة ومن يعتبره مشيناً مصاب برهاب المثلية
وساعة يمدخ الرؤوس النووية عند الغرب وأنها مكنتهم من حكم العالم
وأخرى يتهمنا بالإرهاب وقطع الرؤوس والتفجير ونشر الدين بالسيف !
وساعة يثني على التعددية في الغرب وأن بوتين لما حارب شهود يهوه ( الذين يقولون بتحريم التبرع بالدم ويرون تعظيم الصليب وثنية ) استقبلهم ترامب وقال بشروا بدعوتكم كما تشاءون مع أنه يخالفهم ويقولون الفكر لا يواجه إلا بالفكر
وأخرى يثنون على إغلاق حلقات تحفيظ القرآن والحضانات التي تعلم الأطفال أن الموسيقى حرام ويقولون مناهج متطرفة ويصير الفكر يحارب بالترهيب والقوة !
وساعة يثنون على منع دخول بعض الدعاة للبلدان مثل منع العريفي الدخول إلى دولة المغرب ( ومنع أيضاً من دخول الكويت قبل عدة سنوات )
وأخرى يتباكون على منع كوميديان أمريكي ملحد إلى بعض البلدان ذات الغالبية الإسلامية
وساعة أنت حر ما لم تضر
وأخرى إذا قلت الموسيقى حرام والصور حرام فأنت إرهابي كما حصل في إغلاق حضانة في القليوبية لأنها تنشر هذه الأقوال مع أن هذا لا يضر أحدً وإنما هو ترجيح فقهي ، وتطرد المنتقبات من أبواب المدارس مع أنهن لم يضررن أحد
وساعة البغي التي تبيع نفسها لكل من يعطيها مالاً حرة بنفسها ولا يوجد عليها أي إجبار حتى لو كانت تحت نظام رأسمالي ولا ضرر عليها
وأخرى الفتاة المسلمة التي تتزوج في السن الذي لا يرغبون به بإذن وليها العدل وبشرط الكفاءة وشروط النكاح الأخرى مجبرة ولو رضيت وفي ذلك عليها بلاء عظيم