هذا مقال لكاتبة جنوب أفريقية (كايني مالابا) نسوية ومحرِّرة في المجلة المذكورة في الصورة، والمقال بعنوان: “كيف جلب الاستعمار الأمراض إلى أفريقيا وطرق تأثيرها على الصحة العالمية اليوم”.
تناولت فيه الكاتبة الدعاية الغربية حول الأمراض، حتى ذكرت أن دعوى أن مرض الإيدز جاء من أفريقيا دعوى غير مثبتة، وفي المقابل المثبت تاريخياً انتشار الأوبئة في أفريقيا بسبب الاستعمار، واستشهدت بقول المؤرخ جيمس إل إيه ويب جونيور، من مطبعة جامعة كامبريدج أصول الوباء الثاني في أفريقيا: “بدأ التأثير الرئيسي في الجزائر، حيث أدخلت القوات الفرنسية المرض عن غير قصد، ثم انتشر إلى المغرب وليبيا المجاورتين”.
وهنا أؤكد على ما نقلته بما قرأته حديثاً في كتاب عن جهاد الشعب الجزائري:
جاء في كتاب «سلسلة جهاد الشعب الجزائري» لبسام العسلي [5/101]: “وقضت هذه المجاعة على أكثر من ثلاثمائة ألف جزائري -في حين قدر بعضهم عدد الضحايا بضعف هذا الرقم. ففي ولاية (عمالة) قسنطينة مات مائة وستون ألف شخص، وفي مدينة الجزائر بلغ عدد الموتى مائة ألف شخص. وتجاوز عدد الموتى في عمالة وهران مائة ألف شحص. وتناقص عدد مواطني القطر الجزائري خلال عشر سنوات، نتيجة التناقص المستمر في معدل الولادات منذ الاحتلال من جهة، وبسبب الكوارث الطبيعية من جهة ثانية”
وجاء فيه أيضاً [7/37]: “لم تقف جهود فرنسا -الحضارية- عند حدود أعمال الإبادة المباشرة للجزائريين المسلمين، وإنما تجاوزتها إلى أعمال الإبادة غير المباشرة وفي طليعتها إهمال الناحية الصحية، ونقل الأمراض والأوبئة الحضارية إلى الجزائر -ومنها أمراض السل والسرطان والأمراض التناسلية. ومعروف أن الجزائر -وأفريقيا كلها عامة- لم تكن تعرف قبيل الاحتلال الاستعماري شيئا عن مثل هذه الأوبئة، ولم يأت بهذه الأمراض الفتاكة غير جنود الحملة الإفرنسية المكونين من السجناء واللقطاء والمرتزقة. وهكذا فقد رافقت الحملة الاستعمارية، حملة أخرى من الأوبئة المخيفة التي صدرها المجتمع الإفرنسي القذر. وجدير بالذكر التنويه إلى ما كتبه (البروفسور ليفي فالنسي) في هذا المجال. وفيه ما يلي: (تضم الجزائر بسكانها التسعة ملايين نسبة من المسلولين تعادل ما تضمه فرنسا التي يبلغ عدد سكانها أربعين مليونا. وبالرغم من كل ذلك لم تتخذ سلطات الاستعمار الاحتياطات الوقائية اللازمة، مثل بناء المستشفيات الصحية، وزيادة أعداد الأطباء الذين هم بمعدل 4 – 8 أطباء لكل مائة ألف نسمة، فلا عجب إذن بعد كل هذا أن نرى نسبة وفيات الأطفال بين العرب تبلغ خمسين بالمائة”.
وذكرت أن الجوائح الصحية لا زالت مستمرة وتحفر أكثر وأكثر.
وذكرت مرض التهاب السحايا وأن أول حالة سُجِّلت له في جنيف، وأول حالة دخلت أفريقيا سُجِّلت في الجيش الفرنسي الداخل للجزائر.
ثم بحثت بحثاً مطولاً في الإيدز والملاريا لا شأن لنا به، غير أن قذارة الإنسان الأوروبي آنذاك جالبة للأمراض، كما أن سلوكياته الجنسية هذه الأيام جالبة لذلك بقوة.
واليوم يوجد أوبئة فكرية تفتك بعموم البلدان التي تتأثر بها، خذ على سبيل المثال: النسوية وكيف ينخفض عدد المواليد بشكل مرعب في كل بلد تنتشر فيه هذه الأفكار.