قال محمد حسان عوض عميد كلية الشريعة في دمشق في تسجيل محفوظ عندي وسينشره بعض الإخوة لاحقاً: “الملاحظة المهمة يلي يعني ضروري جداً نعلق عليها: التلقي، بالنسبة للعلوم الشرعية الموجودة في الكلية تغني بشكل مطلق عن أي مكان آخر.
اكتشفنا أنه فيه بعض الطلاب عم يتلقوا بعض العلوم -وهن معنا هون بالكلية- من بعض المواقع وعم ينشروا هذه المعلومات.
وعندنا صار جملة من الأسماء من الطلاب والطالبات عم يجيبوا لنا معلومات وهابية متشددة سلفية مخالفة، ظناً منهم أنه هذه المعلومات هي الصواب وظناً منهم أن هذه المعلومات هي الدين وظناً منهم أن هذه تغني طالب العلم.
هذه المعلومات تورط طالب العلم وتفسد عقيدته وتضيع وجوده في هذه الكلية.
فإذا ثبت لدينا هذا الكلام يقيناً الطالب سوف يُفصل من الكلية.
نحنا عنا كل شي، هي عقيدة أمامنا؛ أخلاق عنا؛ تصوف عنا؛ فقه؛ حديث؛ تفسير، كل وسائل وآلات الشريعة وعلومها ولله الحمد موجودة، فلما نضرب بها عرض الحائط ونذهب إلى مواقع مجهول ما وراءها ومن ورائها وما هو هدفها وما هي الغاية منها = معنى ذلك أننا حقيقة نحاول أن ندس السم في التلقي وفي العلوم الشرعية، ولن نسمح بذلك، اعذروني، هي ما لغة تهديد، بس هي لغة تبيان، ولغة النصح أحياناً تكون شديدة، أنا بشد لابني أحياناً من باب التربية والتوجيه، بس لا أريد أن أوقع به الإيذاء.
الأسماء موجودة عندي، ونحن نتابع هذه الأسماء ونشوف.
وجدنا بعض التعليقات عن مجموعات، المجموعات كل التعليقات التي تكون وجدنا، معقول يجينا واحد يعترض على حزب الفرج؟ معقول تجينا طالبة تعترض على دلائل الخيرات؟ معقول يجي طالب يقول التصوف ليس من الدين؟”.
أقول: ولكلامه تتمة، وكله في هذا السياق، وأود التعليق عليه في عدة نقاط:
الأولى: في كلامه عبرة لمن يزعم اندثار هذه الخلافات وأنه لا فائدة من طرحها، فهذه جامعات تقوم على الصوفية الأشعرية وتقيم محاكم التفتيش لطلابها الذين يخرجون قيد أنملة عما يقررونه، لا يوقفهم عن ذلك دماء تنزف هنا وهناك ولا ظلم ولا انتهاك للحقوق، لأن المسألة عندهم عقيدة وأولوية، ثم إننا معاشر السلفيين كأن هذا ليس حقاً لنا، فنحن وحدنا إذا نصرنا عقيدتنا اعتبرونا مقصرين ومشغلين للمسلمين عن الأولويات، والعقيدة أولوية ولا تزاحم بينها وبين قضايا المسلمين الأخرى.
الثانية: يلاحظ أنهم لا يسمحون لطلابهم بالنظر في كلام مخالفيهم إلا بعد التشبع بمادتهم الخاصة، بينما نجد كثيراً من السلفيين شغوفاً بالمخالفين وعلومهم، تراه على عقيدة أهل الأثر فيما يزعم وشغله المنطق والفلسفة وكلام المخالفين وتصوف المتأخرين، بحجة التعرف على الآخرين، بينما يهمل كتب العقيدة السلفية وكتب الآثار عموماً، وفي الأيام الأخيرة رأيت تحذيرات عديدة من كتب العقيدة المسندة مع تسامح بيِّن مع كتب المنطق!
والنتيجة المنتظرة من اجتماع هذا السلوك في السلفيين والسلوك الآخر في المخالفين = أن تكون شوكة المخالفين أقوى.
الثالثة: كثيراً ما يطالَب أهل السنة بتقبل غيرهم، بينما تجد المخالفين لا يتقبلونهم، ولا يتقبلون حتى الخروج عن السمت الصوفي المتأخر، فقد قرأت عن شعيب الأرناؤوط أنه أنكر على صاحبه الرقص في الحضرات وفقاً للمذهب الحنفي، فاتهمه صاحبه بالوهابية، وكان عز الدين القسام هو وصاحبه كامل القصاب ينكران بدعاً تتعلق بالجنائز، فاتهموهم بالوهابية، مع أن منطلقاتهم كانت مذهبية بحتة، وهذه التهمة عندهم هي منتهى الشناعة، وفي سوريا تأخذك إلى السجن، وواضح من لغة العميد أنه يهدد بطريقة أمنية.
الرابعة: كتاب «دلائل الخيرات» كتاب عليه مآخذ كثيرة، يتكلم عنه وكأنه قرآن ويقول: “معقول يأتينا طالب يعترض على دلائل الخيرات؟” وهو كتاب صوفي متأخر مليء بالعبارات العجيبة وفيه أخبار موضوعة، فهل يريد خيراً بالأمة من يخترع مخترعات ويأتي بعبارات عجيبة مثل: “وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في بحر الأحدية ” فيجعل التوحيد وكأنه معنى باطل مقابل لمعنى حق اسمه الأحدية، ثم يتكلف القوم في تأويل هذا الكلام وتوجيهه.
وهل قصَّرت بكم أدعية النبي ﷺ وأذكاره حتى تخترعوا هذه العجائب ثم تمتحنوا الخلق بها؟ فهل هذا فعل من يعظِّم النبي ﷺ ويريد ائتلاف القلوب أمَّن يريد الإحداث في الدين والعلو في الأرض؟
الخامسة: نحمد الله تبارك وتعالى على مواقع التواصل، فإنها كما مكَّنت كثيراً من أهل الباطل مكَّنت أهل الحق أن يوصلوه لأماكن كان أهلها قد أُغلق عليهم من قبل أمثال هذا العميد وأضرابه، وأوصي الشباب الذين هناك وهداهم الله أن يتقوا شر هذا المرء.