تعليق على فتيا أحمد كريمة في تكفير الإخوان المسلمين

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

تناقل عدد من وكالات الأنباء هذا الخبر

( وقال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، في بيان أورده
موقع “أخبار مصر”، التابع للتلفزيون الرسمي، إنه “يجب أن يؤخذ من أموال
جماعة الإخوان المسلمين وأشياعهم، ما يكفل بإصلاح المتلفات التي أتلفوها.”

واستند كريمة إلى حديث نبوي جاء فيه: “من حمل علينا السلاح فليس منا”،
مشيراً إلى أن مقتضى دلالة الحديث أنه “خرج عن الملة الإسلامية، وأصبح فقط ليس
من الخوارج، بل من المرتدين )

أقول : مما لا شك فيه عندي أن الإخوان المسلمين مبتدعة ضلال ، وأنهم حرفوا
الدين وقد كتبت في ذلك مقالات عديدة ، ولا شك عندي أن عدداً منهم تلبسوا بمقالات كفرية
كقولهم ( الديمقراطية هي الإسلام ) ، غير أن الكلام في الحكم على الأشخاص ينبغي أن
يكون بعلم وعدل

قال شيخ الإسلام كما في جامع المسائل (5/149) :” فلا يجوز أن يُغْلَى
لا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز أن يتكلم في أحدٍ إلا بعلم وعدل”

وقال أيضاً كما في مجموع الفتاوى (12/205) :” والله يحب الكلام بعلم
وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم “

وهذا المفتي أحمد كريمة نفسه وقع في مذهب الخوارج إذ أن استدلاله بقوله
( فليس منا ) على التكفير هو استدلال الخوارج ويلزمه تكفير كل من قتل مسلماً

وقد قال تعالى : ( وَإِنْ طائفتان مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي
حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)

فسماها مؤمنة مع كونها قاتلت على البغي

ويلزمه تكفير كل غشاش ومن شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية فكل
هؤلاء ورد فيهم وعيد ( ليس منا )

والأحاديث التي فيها قوله ( ليس منا ) غلط فيها طائفتان وهما المرجئة والخوارج

أما المرجئة فتأولوها بقولهم ( ليس مثلنا ) ، وأما الخوارج فكفروا الواقع
فيها

قال الخلال في السنة 994: أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ
, قَالَ : قِيلَ لأَحْمَدَ : مَا مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) , فَلَمْ يُجِبْ فِيهِ . قِيلَ : فَإِنَّ
قَوْمًا , قَالُوا : مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِثْلَنَا , فَأَنْكَرَهُ , وَقَالَ :
هَذَا تَفْسِيرُ مِسْعَرٍ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ , كَلاَمُ الْمُرْجِئَةِ.

قَالَ أَحْمَدُ : وَبَلَغَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَأَنْكَرَهُ
, وَقَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً عَمِلَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ أَكَانَ يَكُونُ مِثْلَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.

995: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُهَنَّى
, قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ , يَقُولُ : وَذَكَرَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مَهْدِيٍّ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَيْسَ
مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ , وَشَقَّ الْجُيُوبَ , أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ)
, فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّمَا هُوَ لَيْسَ مِثْلَنَا . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِيٍّ مُنْكَرًا لِقَوْلِ الرَّجُلِ : أَرَأَيْتَ لَوْ عَمِلَ أَعْمَالَ الْبِرِّ
كُلَّهَا , كَانَ يَكُونُ مِثْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
؟.

996: وَأَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ الْفَرَجِ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ
, قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ
, قِيلَ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ فَسَّرَ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) , قَالَ : قِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَنَّهُمْ
قَالُوا : لَيْسَ مِثْلَنَا . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ
, فَلَوْ أَنَّ رَجُلاً عَمِلَ بِأَعْمَالِ الْبِرِّ كُلِّهَا , كَانَ يَكُونُ مِثْلَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ لَيْسَ هَذَا التَّفْسِيرُ بِشَيْءٍ
, فَحَسَّنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَصَوَّبَهُ.

997: أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ
, أَنَّ هَارُونَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّارَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سُئِلَ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ
غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) , فَسَكَتَ , فَقِيلَ لَهُ : لَيْسَ مِنَّا : لَيْسَ مِثْلَنَا
؟ فَأَنْكَرَهُ , وَقَالَ : هَذَا رَوَاهُ مِسْعَرٌ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي
أُمَيَّةَ , ثُمَّ قَالَ : كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَهِمُ فِيهِ , يَقُولُ
: عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ حَبِيبٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ . ثُمَّ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ وَصَلَّى , كَانَ يَكُونُ مِثْلَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ثُمَّ قَالَ : هَؤُلاَءِ الْمُرْجِئَةُ , يَعْنِي
أَنَّ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ : لَيْسَ مِنَّا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (مَنْ خَبَّبَ زَوْجَةَ امْرِئٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ فلَيْسَ مِنَّا) , وَقَالَ
النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ , وَلَطَمَ
الْخُدُودَ , وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ).

والتفسير الصحيح للحديث أن قوله ( ليس منا ) يعني أنه فاسق ليس من العدول
، وقد قيل هذا جمعاً بين هذه الأدلة والأدلة الواردة في أن الله لا يغفر الله أن يشرك
به ويغفر ما دون لمن يشاء

فتفسير أحمد كريمة للفظة ( فليس منا ) تفسير بدعي خارجي ما ينبغي السكوت
عليه ، فكما أنه لا يسكت على تحريف الإخوان للدين لا يسكت على تحريف الأزهريين للدين

والعجيب أن أحمد كريمة غاير بين الخوارج والمرتدين فجعل مناط تكفير الإخوان
سفك الدماء ، وهذا غلط على أن سفك الدماء من أي طائفة كانت أمر خطير ولا يزال المرء
في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً والقتال على الملك قتال فتنة يتنزه عنه الأخيار

فأن قيل : أليس قد كفر بعض أهل العلم الخوارج ؟

فالجواب : نعم ولكنهم لم يستدلوا بهذا الحديث ولم يفسروه على غير ما فسره
به السلف ، ثم إن الخارج على الرئيس الحالي والسابق والأسبق كلهم في ميزان واحد إن
عددنا أحدهم من الخوارج فالبقية كذلك ، والرجل يفرق بين الخوارج والمرتدين

وقد وقع الخلاف في تكفير الخوارج والراجح ما قاله علي بن أبي طالب من عدم
تكفيرهم ، أن بدعة منكري العلو والقائلين بخلق القرآن مكفرة اتفاقاً

وأعيد وأكرر أمر الدماء عظيم ما ينبغي الولوج فيه إلا بحق وعلى بينة

قال البخاري في صحيحه 4513 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَا إِنَّ
النَّاسَ صَنَعُوا وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَقَالَ يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ
دَمَ أَخِي فَقَالَا أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
} فَقَالَ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ
تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ
اللَّهِ

فهذا قول ابن عمر وما كان أحد في القوم يدعو إلى ديمقراطية بل كلهم يزعم
أنه يريد إعلاء راية لا إله إلا الله بدون الانتساب لأي بدعة مردية

ولا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً

وقال الله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
عَظِيمًا)

وقال أحمد في مسنده 21445 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ
الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْنَا مِنْ حَاشِي الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا
ذَرٍّ، صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِنْ جِئْتَ وَقَدْ صَلَّى الْإِمَامُ كُنْتَ
قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِنْ جِئْتَ وَلَمْ يُصَلِّ صَلَّيْتَ
مَعَهُ، وَكَانَتْ صَلَاتُكَ لَكَ نَافِلَةً، وَكُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ»

«يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ جَاعُوا حَتَّى لَا تَبْلُغَ
مَسْجِدَكَ مِنَ الْجَهْدِ، أَوْ لَا تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ مِنَ الْجَهْدِ، فَكَيْفَ
أَنْتَ صَانِعٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «تَعَفَّفْ»

قَالَ «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ مَاتُوا حَتَّى يَكُونَ
الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ. قَالَ: «تَصَبَّرْ»

قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ قُتِلُوا حَتَّى تَغْرَقَ
حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ . قَالَ: «تَدْخُلُ بَيْتَكَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ أَنَا
دُخِلَ عَلَيَّ؟ قَالَ: «تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ» قَالَ: قُلْتُ: وَأَحْمِلُ السِّلَاحَ؟
قَالَ: «إِذًا شَارَكْتَ» قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«إِنْ خِفْتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَائِفَةً مِنْ رِدَائِكَ
عَلَى وَجْهِكَ، يَبُؤْ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ»

وقال الخلال في السنة 89: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ
, وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَأَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي أَمْرٍ كَانَ حَدَثَ بِبَغْدَادَ , وَهَمَّ قَوْمٌ بِالْخُرُوجِ
, فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا تَقُولُ فِي الْخُرُوجِ مَعَ هَؤُلاَءِ
الْقَوْمِ ؟ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , وَجَعَلَ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ
, الدِّمَاءَ , الدِّمَاءَ , لاَ أَرَى ذَلِكَ , وَلاَ آمُرُ بِهِ , الصَّبْرُ عَلَى
مَا نَحْنُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ يُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ , وَيُسْتَبَاحُ
فِيهَا الأَمْوَالُ , وَيُنْتَهَكُ فِيهَا الْمَحَارِمُ , أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَ
النَّاسُ فِيهِ , يَعْنِي أَيَّامَ الْفِتْنَةِ ؟ قُلْتُ : وَالنَّاسُ الْيَوْمَ ,
أَلَيْسَ هُمْ فِي فِتْنَةٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَ , فَإِنَّمَا
هِيَ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ , فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ عَمَّتِ الْفِتْنَةُ , وَانْقَطَعَتِ
السُّبُلُ , الصَّبْرَ عَلَى هَذَا , وَيَسْلَمُ لَكَ دِينُكَ خَيْرٌ لَكَ , وَرَأَيْتُهُ
يُنْكِرُ الْخُرُوجَ عَلَى الأَئِمَّةِ , وَقَالَ : الدِّمَاءَ , لاَ أَرَى ذَلِكَ
, وَلاَ آمُرُ بِهِ.

رحم الله الإمام ما أفقهه ، ولا شك أن الاقتتال على الملك مما لا يجوز
أن يرضى به المسلم على أي حال وينهى عنه ويدفع ذلك ما استطاع فإذا وقع لزم بيته وأمسك
عليه لسانه إلا بخير ، فالراضي كالفاعل فقد عقر الناقة رجل واحد ورضي البقية فهلكوا
جميعاً

ولا يجوز لمسلم أن يؤيد رجلاً على غير التوحيد والاتباع

يكون الغاية من فعله إعلاء كلمة لا إله إلا الله ، ويكون ذلك على السنة
فإن لم يكن كذلك فليس من شيعتك ولا أنت شيعته

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم