تعليق على دراسة عن أهم أسباب الطلاق…

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذه دراسة للمحامية الأمريكية السابقة بريت سيمبر عن أهم أسباب الطلاق.

فإن قال قائل: وما علاقتنا نحن بالأمريكان وطلاقهم؟

فأقول لك: البحث له متعلَّق بالميول الفقهية، بل واعتقاد صلاحية الشريعة، فكثير من السطحيين في بلداننا يظنون أن بمجرد إلغاء الطلاق الشفهي أو اختيار اختيارات معيَّنة في باب الطلاق تجعله قريباً من الزواج المدني في الغرب، فإن الأمور ستكون محلولة، لأن الطلاق هناك يتم بالتراضي بين طرفين ولا يتعلق بكلمة الطلاق. 

فإذا نبأناهم بحال القوم الذين يريدون تقليدهم؛ اختفت الشبهة.

المحامية تذكر أن 45‌‎٪؜ من الزيجات في أمريكا تنتهي بالطلاق.

وذكرت أسباباً عديدة، لذلك عامتها انتقلت إلى مجتمعاتنا، وبدلاً من علاجها يبحثون في تحريف الفقه أو البحث في المسائل تحت ضغط خارجي غير النظر للأدلة. 

فمِن الأسباب التي ذكرتها: قلة العلاقات الجنسية بين الزوجين بسبب الغضب وغير ذلك، ولا يخفى أن هناك وعيداً للنساء في هذا الأمر، وهو وعيد شرعي معروف، عادةً يعدُّونه شبهةً، وكثير من النسوة في زماننا يستخدمن هذا من منطلق الدلال أو النشوز وعقوبة الرجل، ولا يدرين ما في ذلك من أثر سلبي على الحياة الزوجية، وأما الرجل فقد يقع منه هذا، ولكنه مطالب شرعاً وعرفاً بالأمر، ويلحقه العار من التقصير فيه، مع ما أودعه الله فيه من إقبال على الأمر. 

وذكرت من الأسباب: اختلاف الدِّين واختلاف الخلفيات الثقافية، وهذا أمر راعاه الفقهاء في باب الكفاءة.

وذكرت أمر المخدرات والكحول والخيانات الزوجية، وهذه كلها يعززها ضعف الوازع الديني ونمط الحياة الاختلاطي المنحل. 

وذكرت الديون وضعف الحال المالي، وهذا في بلداننا يُعزَّز جداً، فكثير من الناس لكي يحظى بزواج على العرف يبدأ حياته الزوجية بديون كثيرة أو مخاطرات مالية، ليُرضي جشع أهله أو زوجته وأهلها، بينما لو وفَّر وارتاح مادياً لكانت راحته النفسية معينة على استمرار الزيجة، وهذا بعض معنى البركة المشار إليه في خبر: «أعظم النكاح بركةً أيسره مؤنة».

وذكرت أن الزيجات المبكرة قبل سن 28 محل خطر! هذا مع أنها قانونية جداً.

وقد أخفت السبب الحقيقي لكون هذه الزيجات تستمر، وهو أن النساء في هذا السن يكُنَّ قد اقتربن جداً من سن اليأس، فيحافظن على الزواج، لأنه يُعتبر الفرصة الأخيرة لتكوين أسرة وأبناء، بينما النساء الصغيرات في مجتمع منحل مثل المجتمع الأمريكي يفكرن بالتمرد والتحرر من الرجل والبحث عن غيره أو الانحلال ما دام عندها فرص.

والخلاصة أن الطلاق الشفهي لم يزل موجوداً، غير أن الذي تغير حقاً هو سلوكيات الجنسين، حتى صار كثير من الرجال يهربون من الزواج المدني الذي يراد استنساخه في بلداننا، وتلك البلدان التي يسود فيها هذا القانون تعاني من بلاء الطلاق والتفكك الأسري والانحلال الأخلاقي والتقلص المجتمعي.