تعليق على تصريح الدكتورة وسام شعيب حول كثرة حالات فقدان العذرية والإجهاض والخيانة الزوجية…

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

الدكتورة وسام شعيب خرجت ودقت ناقوس الخطر، تحدثت عن كثرة حالات فقدان العذرية والإجهاض والخيانة الزوجية.

الآن استدعيت للنيابة، ومثل هذا التصريح أثار جدلاً كبيراً، التعليق الموجود أعلاه هو عينة من تعليقات كثيرة من هذا النوع. 

يتهمن الدكتورة بمخالفة الأمر بالستر، مع أنها لم تتكلم بشخص بعينه، وحذَّرت تحذيراً عاماً، ولكن المتحدثة ذكرت سبب خوفها وهو أن الآباء سيصيرون أكثر حرصاً على بناتهم.

هذا التعليل يشرح لك عقلية هذا الضرب من الإناث، وأن حتى العفيفة منهن مشاركة في المشكلة، إذ تخلط بين مفهوم (الستر) ومفهوم (التستر).

الستر أن ترى إنساناً على خلل يفعله سراً فتستره أو يأتيك تائباً فتستره، كما قال النبي ﷺ لهزال في شأن ماعز: «لو سترته بثوبك».

وأما التستر: أن ترى إنساناً يمضي إلى جناية وهو مستمر بها، فتتستر عليه ولا توصل الخبر إلى من يمكن أن يمنعه. 

كثير من الفتيات تراها في العمل ليس عندها علاقات ولكنها ترى من معها في العمل عندها علاقات، وتحرص على ألا يُعرف ذلك، لكي لا ينتبه أولياء الأمور إلى الفساد في بيئة العمل، مما قد يدفع كثيراً منهم إلى إبعاد محارمه عنها أو أخذ احتياطات شديدة. 

ومنهن من تؤمِّل أن تعيش بعلاقة بضوابطها الخاصة لا تصل إلى الزنا ولكنها محرمة، وتخاف إن فُضحت الزواني أن تُمنع مما تريده هي. 

كثير منهن شاهدن أن الآباء قد يشددون، وهذه عندهن معضلة كبرى، ولكن لم يشاهدن فشو الفاحشة والغش للأزواج وقتل الأجنة، لأنهن باختصار يتمحورن حول أهوائهن الخاصة، وهذا الضرب كان يتعبنا أيام مناقشة الشبهات.

بسند صحيح عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال: “إني لأعدُّ العُراق (يعني العظام) على خادمي، مخافة الظن” (وفي رواية: خشية الظن).

خلاصة شرح هذا الأثر أنه بمعنى المثل المشهور عند أهل مصر: (المال السايب يعلِّم السرقة) وكثير من الناس هو حريص جداً على ماله، ولا حرص عنده على عرضه.

وفي الصحيحين من حديث حميد بن عبد الرحمن: “أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قُصة من شعر، وكانت في يدي حرسي، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي ﷺ ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم»”.

فهذا معاوية يدق ناقوس الخطر ويقول (أين علماؤكم؟) لما رأى شعراً مستعاراً تستخدمه النساء في المدينة ويحذِّر نصحاً، فكيف بما رأت الدكتورة؟

وإن كانت أطلقت عبارات غير جيدة وغير شرعية هذا يعرفه كل صاحب دين، غير أن الأمر في الفكرة العامة.