قال ديباك شوبرا وزميله رودولف إ تانزي في كتابهما الدماغ الخارق ص42 :” أظهر غيدس وزملاؤه في دراستهم أنه في حال تلف الأعصاب وتضررها الكبير ، يحدث شيء لا يقل عن السحر ، إن الخلايا العصبية المجاورة الباقية على قيد الحياة تبدأ بإنبات مسارات جديدة من أجل التعويض عن التي فقدت ، هذا الشكل من أشكال المرونة العصبية يسمى ( التجديد التعويضي ) للمرة الأولى ، كان رودي يواجه إحدى أكثر الخصائص إعجازاً في الدماغ كان كمن يلتقط ورقة من الشجيرة فأعطته الشجيرة التي بجانبها وردة جديدة ” حين قرأت الكلام ذهبت أبحث في بعض المواقع العلمية عن هذه الظاهرة العجيبة وكيف يتعالج الدماغ تلقائياً فوجدتهم يسمونها المرونة العصبية ويقولون في تعريفها : هي القدرة على استعادة الدماغ وإعادة هيكلته. هذه الإمكانية التكيفية للجهاز العصبي تسمح للدماغ بالتعافي بعد اضطرابات أو إصابات وللحد من آثار البنى المعدلة بسبب أمراض مثل التصلب المتعدد ، مرض باركنسون ، التدهور المعرفي ، مرض الزهايمر ، عسر القراءة ، اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ، الأرق ، إلخ أقول : سبحان الخلاق العليم كيف يمكن لإنسان أن يصدق أن هذا نتاج طفرات عشوائية غير واعية فهذا ليس فعل الإنسان بوعيه وإرادته فهو لا يعلم ما يحدث في جسده ولا يقصد إلى ذلك وليس فعلاً عشوائياً بل هو عناية إلهية بينة لهذا وصفها الكاتبان بالعملية الإعجازية وإنني لأتعجب من بعض الزنادقة الذين يظهرون الامتنان للأطباء ويكفرون بالخالق علماً أن الطبيب ما كان لينجع علاجه لولا أن الجسم قابل للتعافي بطبيعته بل غاية ما يصنع أنه يعيد الجسم لحالته الأصلية أو ما يقاربها فتجد يمتن للطبيب الذي عالج الجسم ويكفر بالخالق الذي خلقه من الأساس وجعل فيه إمكانية التعافي من المرض والتفاعل مع العلاج ويظهر سخف عقولهم من مقارنة الدين مع بعض إنجازات العلم التجريبي فيقول : العلم صنع لنا وصنع لنا علماً أن الدين يبين لك لماذا أنت موجود هنا؟ وما الذي ينبغي عليك أن تفعله بمنجزات العلم التجريبي وإلى أين ستنتهي العلم التجريبي يصنع لك والدين يبين لك لماذا أنت مصنوع أو مخلوق هنا أصلاً وما الذي يريده منك خالقك الذي أوجدك فصارت لك فرصة لتنتفع بهذه النعم وديباك شوبرا وزميله من أنصار التنمية الذاتية وهؤلاء مع كل مشاكلهم ومبالغتهم في قدرة الإنسان إلى حد التأليه يجدون مشكلة مع الماديين النافين للإرادة الحرة والذين يرون أن البشر مجرد دمى محكومة بالقوانين ولهذا لا توجد إرادة حرة وقد صنف الملحد سام هاريس كتاباً في نفي الإرادة الحرة وقد قال وكأنهما يعرضان به في ص58 :” وبالتالي تستخدم الحجة التطورية في إقناعنا بأن لدينا مخاوف ورغبات مبرمجة فينا غريزياً من الرحم ، وأنها تعمل على إلغاء دماغنا الأعلى الأكثر تطوراً مع سببيته ومنطقه ، ( بغض النظر عن السخرية أن الدماغ الأعلى اخترع نظرية خفضت من رتبته ) مما لا شك فيه أنه يتم بناء ردود الفعل الغريزية في بنية الدماغ ، بعض علماء الأعصاب يجدون حجة مقنعة بأن بعض الناس قد تمت برمجتهم كي يصبحوا معادين للمجتمع ، أو مدمنين كحول أومجرمين بقدر برمجة الآخرين على القلق ، الاكتئاب ، مرض التوحد ، الفصام ثم قال بعد كلام مستهجن لهذا الطرح : نحن نتغاضى أن أسلافنا أقالوا أنفسهم من مسئولية الأخطاء الإنسانية بحجة أن هذا موروث من عصيان آدم وحواء ( الخطيئة الأصلية في المسيحية ) في جنة عدن ، إن الوراثة الجينية تحمل خطر الإقالة نفسه ولكنها متشحة بالزي العلمي إلى أن قالا : إن تسمية البشر كدمى تقودهم غريزة الحيوان هو أمر خاطيء في المقام الأول ” قلت : الطرح التطوري الذي ينص على الوراثة الجينية وإلغاء الإرادة الحرة يمكنه أن يقتل وخز الضمير أمام كل الأعمال البشعة التي في الدنيا حين تعتقد أنك مجرد دمية تقودك غريزة حيوانية فلن تشعر بأي ذنب وأنت تسلك سلوكاً مثل الاغتصاب أو التحرش لأنه يصب في منحى غايتك من الحياة ( نقل الجينات ) وهو سلوك حيواني طبيعي وبناء على هذا المعنى لا فرق بين الشذوذ الجنسي أو الإرهاب كلها أمور مغموسة في الجينات وسلوكيات حيوانية تدفعنا إليها الغريزة فقبلوهم لشيء منها ورفضهم للآخر تناقض وإظهارهم للشاذ أنه غير قادر على مغالبة ميوله ومطالبتهم الإرهابي ( في دعواهم ) أن يغير ذلك أيضاً تناقض .
تعليق على استنتاجات التطوريين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
شارك هذا المقال: