تعقيب على محمد رسلان في قوله (المتشيعون يقدرون الحسين قدره )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال محمد سعيد رسلان في بعض خطبه :”
(ثُمَّ ما زالتِ الدّوائرُ تَدورُ، حَتّى وَقَعَت الواقعةُ وقُتِلَ الحُسَين،
أَتَظُنُّ الحُسينَ يومَ مات.. أتظنُّ الحُسينَ يَومَ ماتَ كان مَهْزُوما؟! كانَ
الحُسينُ مُنْتَصِرًا مُتَألِّقًا-رضوان الله عليه-.

وما زالَ المُتَشَيِّعُون وغَيْرُ
المتشيعين، وما زال الأحرارُ أَجْمعون- ممن ينتمي إلى الإنسانية في جوهرها-،
يَقْدُرُ الحسينَ قَدْرَه!-رحمة الله عليه”

أقول : هذا كلام أجنبي عن العلم وفيه
محاباة للرافضة

فأولاً : من يسمون بالشيعة اليوم رافضة
مشركون هذا اسمهم وما قدروا الله حق قدره ولا قدروا الحسين

فالحسين عبد لا يعبد

يدخل في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

وهؤلاء المحادون لله ورسوله يدعونه ،
ويقرون عليه بأنه قتل ومسه الضر ومع ذلك ينسبون له علم العلم الغيب وأنه يسمع
القريب والبعيد ويجيب الاستغاثات

قال الله تعالى : (قُلْ لَا أَمْلِكُ
لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا
إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)

والقوم يكذبون القرآن ويقولون من يمسه
السوء يعلم الغيب ويملك لنفسه ولغيره النفع والضر ولو بعد موته

ثانياً : لا شك أن الحسين قتل مظلوماً
شهيداً غير أن مصطلح ( الإنسانية ) مصطلح ماسوني أجنبي عن العلم وليست ملة ولا
طبعاً بل إن البشر فيهم البر والفاجر بل في المسلمين من هو بر وفاجر وكلهم بشر
يعاملون في الدنيا والآخرة على هذا الاعتبار ولا يخرج المرء عن كونه ( إنسان) بفجور
يفجره نعم إذا كان كافراً فهو دون البهائم في الدنيا والآخرة

قال الله تعالى : (  إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ
الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)

ويوم القيامة يغبط البهائم ويقول ( يا
ليتني كنت تراباً )

ومثل هذا الكلام لا طائل تحته ولا نفع فيه
فنحن أولى بأهل البيت من هؤلاء المشركين ولا جدوى من محاباتهم بل هم يجب أن يثبتوا
أنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ب( المعنى الشرعي واللغوي الذي
اتفق عليه عقلاء بني آدم ) وأنى لهم ذلك

ثالثاً : ليس كل من مدح الحسين يحمد فيوصف
ب( الحر ) و (الإنسان ) فإنه يمدحه الرافضي الخبيث ، ويمدحه الخارجي الذي يدعي كذباً
أنه كان أنه خرج على إمام اجتمع عليه الناس

والحسين رضي الله عنه دعاه أناس ليبايعوه
على الخلافة ولو وفوا لكان عامة الناس في بيعته حتى يصير إمام الجماعة ، وقد
أظهروا له أنهم ما بايعوا أحداً غيره ثم غدروا به وتركوه لعبيد الله بن زياد
المجرم ، وقد أقام الحسين عليهم الحجة وطالبهم أن يرسلوه إلى يزيد ليبايعه لذا كان
ابن عمر ينس أهل العراق إلى قتله مع أنهم لم يباشروا الأمر

قال شيخ الإسلام كما في المسائل والأجوبة ص77
:” يقول: إنه قُتِلَ بحق؛ ويحتِجّ بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «من جاءكم وأمرُكم على رجلٍ واحدٍ يُرِيد أن يُفرِّق بين جماعتكم
فاضربوا عُنُقَه بالسيف كائنًا من كان» رواه مسلم، فزعم هؤلاء أن الحسين أتى
الأمةَ وهم مجتمعون فأراد أن يُفرِّق الأمة؛ فوجبَ قتلُه، وهذا بخلاف من يتخلَّف
عن بيعة الإمام ولم يَخرُج عليه، فإنه لا يجب قتلُه، كما لم يقتُل الصحابة سعد بن
عُبادة مع تخلُّفِه عن بيعةِ أبي بكر وعمر، وهذا كذِبٌ وجهلٌ؛ فإن الحسين – رضي
الله عنه – لم يُقتَل حتى أقامَ الحجة على من قتلَه، وطلبَ أن يذهبَ إلى يزيدَ، أو
يرجعَ إلى المدينة، أو يذهبَ إلى الثَّغْر، وهذا لو طلبَه آحادُ الناس لوجبَ
إجابتُه، فكيف لا يجب إجابةُ الحسين – رضي الله عنه – إلى ذلك، وهو يطلب الكفَّ
والإمساك. وأما أصل مجيئه فإنما كان لأن قومًا من أهل العراق من الشيعة كتبوا إليه
كتبًا كثيرةً يشتكون فيها من تغيُّرِ الشريعة وظهور الظلم، وطلبوا منه أن يقدمَ
ليبايعوه ويعاونوه على إقامة الشرع والعدل، وأشار عليه أهلُ الدين والعلم – كابن
عباس وابن عُمَر وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام – بأن لا يذهب إليهم،
وذكروا له أن هؤلاء يَغُرونَه، وأنهم لا يُوفُون بقولهم، ولا يَقدِر على مطلوبه،
وأن أباه كان أعظمَ حرمةً منه وأتباعًا؛ ولم يتمكَّن من مرادِه، فظنَّ الحسين أنه
يَبلُغ مرادَه، فأرسلَ ابنَ عمّه مسلم بن عَقِيل، فآوَوه أوّلاً، ثمَّ قتلوه
ثانيًا، فلما بلغَ الحسينَ ذلك طلبَ الرجوعَ، فأدركَتْه السريَّةُ الظالمةُ، فلم
تُمكِّنْه من طاعة الله ورسوله، لا من ذهابه إلى يزيد، ولا من رجوعِه إلى بلدِه،
ولا إلى الثَّغْر، وكان يزيدُ – لو يجتمعُ بالحسين – من أحرصِ الناس على إكرامِه
وتعظيمه ورعايةِ حقِّه، ولم يكن في المسلمين عنده أَجَلَّ من الحسين، فلما قتله
أولئك الظَّلَمة حَملُوا رأسَه إلى قدّام عُبَيْدِ الله بن زياد، فنكَتَ بالقضيب
على ثناياه، وكان في المجلس أنس بن مالك فقال: «إنك تنكتُ بالقضيب حيثُ كان رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقبِّلُ» . هكذا ثبتَ في الصحيح، وفي «المسند»
«أن أبا بَرْزَةَ الأسلمي كان أيضًا شاهدًا» فهذا كان بالعراق عند ابن زياد.

وأما حملُ الرأس إلى الشام أو غيرها
والطوافُ به فهو كَذِبٌ، والروايات التي تُروَى أنه حُمِلَ إلى قُدَّام يزيدَ
ونكتَ بالقضيب، روايات ضعيفةٌ لا يَثبتُ شيء منها، بل الثابتُ أنه لما حُمِلَ علي
بن الحسين وأهلُ بيته إلى يزيد وقعَ البكاءُ في بيتِ يزيد – لأجل القرابة التي
كانت بينهم – لأجل المصيبة، ورُوِي أن يزيد قال: لعنَ الله ابنَ مَرجانة – يعني: ابنَ
زياد – لو كان بينه وبين الحسين قرابةٌ لما قتلَه”

وتأول بعض الناس كلام رسلان على أنه أراد بالمتشيعين ( الأصحاب ) بمعني ذلك أن ( أعداء الحسين ومحبوه يقدرون له قدره ) فهل قاتله والمبارك لقتله يقدر قدره 

هلا تكلمنا بعلم أو سكتنا بحلم والتشيع معناه معروف والرجل يكلم العوام والمراد لا يدفع الإيراد فاللفظ المجمل الذي يحتمل حقاً وباطلاً يجب تركه 

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الخطباء لما تكلم بلفظ مجمل ( بئس خطيب القوم أنت ) 

ثم اكتشفت أن رسلان أخذ هذه الكلمة من سيد قطب 

قال سيد قطب في الظلال تفسير سورة غافر :”  والحسين – رضوان الله عليه – وهو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب , المفجعة من جانب ? أكانت هذه نصراً أم هزيمة ? في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة . فأما في الحقيقة الخالصة وبالمقياس الكبير فقد كانت نصراً . فما من شهيد في الأرض تهتز له الجوانح بالحب والعطف , وتهفو له القلوب وتجيش بالغيرة والفداء كالحسين رضوان الله عليه . يستوي في هذا المتشيعون وغير المتشيعين . من المسلمين . وكثير من غير المسلمين !”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم