تعقيب على محمد الحمود النجدي في سماع أبي قلابة من أبي الدرداء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


قال الإمام أحمد في الزهد 769: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ
قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ :

 الْبِرُّ لاَ يُبْلَى وَالإِثْمُ
لاَ يُنْسَى وَالدَّيَّانُ لاَ يَنَامُ فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ.

هذا متن جليل وأبو قلابة لم يسمع أبا الدرداء

قال ابن حجر في شرح البخاري : أبو قلابة لم يدرك أبا الدرداء

فتعقبه محمد الحمود النجدي في كتابه الأسنى (3/68) :” قلت : وأبو
قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من فقهاء التابعين وروايته عن مالك بن الحويرث وأنس بن
مالك وثابت بن الضحاك متصلة وهي في الكتب الستة وكذا روايته عن عائشة وهي في صحيح مسلم
فالجزم بعدم إدراكه لأبي الدرداء فيه ما فيه “

قلت : هذا كلام سطحي جداً يدل على ضعف معرفة هذا الرجل بالفن

 فإدراك بعض الصحابة عنده إدراك
للبقية !!

أبو الدرداء توفي سنة 32 للهجرة ومالك بن الحويرث توفي سنة 74 فبين وفاتيهما
(42) عاماً ! فما علاقة إدراك مالك بإدراك أبي الدرداء

وأما ثابت بن الضحاك فتوفي 64 أي بين وفاته ووفاة أبي الدرداء 32 عاماً

وأما أنس بن مالك فتوفي سنة 93 يعني أنه عاش بعد أبي الدرداء 60 سنة

وأما عائشة فتوفيت في الخمسينات وسماع أبي قلابة منها محل خلاف

وهذا زيد بن ثابت توفي في عام 48 ومع ذلك قال أبو حاتم في أبي قلابة (
لم يدركه )

فقول ابن حجر هنا خارج من مشكاة قول أبي حاتم

ثم إن أبا الدرداء شامي وأبا قلابة بصري فالانقطاع شبه متيقن

فلا يصلح التعقب على ابن حجر  بهذه
الطريقة والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم