تعقيب على عبد الله الغنيمان في حكمه على حديث ( ما آمن بالقرآن من استحل محارمه)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


قال الشيخ عبد الله الغنيمان في كتابه المنهج
الصحيح ص19 :”

وعن سعيد بن المسيب قال: سمعت صهيبا يقول: سمعت رسول الله يقول: «ما آمن
بالقرآن من استحل محارمه». رواه الترمذي ورواه البيهقي بسند رجاله ثقات”

أقول : هذا الحكم غريب فإن السند فيه أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي وهو
ضعيف جداً

قال أحمد بن أبى يحيى ، عن أحمد بن حنبل : ضعيف .

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشىء .

و قال عباس الدورى ، عن يحيى : ليس بشىء .

و قال على ابن المدينى : ضعيف الحديث .

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة أيضا ، عن يحيى بن أيوب المقابرى : كان مروان
بن معاوية يثبته .

و قال أبو حاتم : محله الصدق ، و كان الغالب عليه الغفلة ، يكتب حديثه
و لا يحتج به .

و قال البخارى : مقارب الحديث إلا أن ابنه محمدا يروى عنه مناكير .

قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : أبو فروة الجزرى ليس بشىء ، و ابنه
ليس بشىء .

و قال النسائى : ضعيف ، متروك الحديث .

و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .

وقد اضطرب في هذا الحديث وذكره البزار في مسنده المعلل والذي يظهر أنه
يستنكره ، وقد استنكر عليه ابن عدي هذا الحديث فهذا خبر منكر ونكارته واضحة فحكم الشيخ
الغنيمان عليه بأن رجاله ثقات حكم عجيب وهو وهم محض على أن قوله رجاله ثقات ليس تصحيحاً
للخبر ولكنه غير مطابق للواقع ورفع للحديث عن درجته

وقال ابن أبي حاتم في العلل :

عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْقُرْآن ِ وتَفْسِيرِ الْقُرْآن ِ

1647 – وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ عَطَاء ،
عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) قال: مَا آمَنَ بِالْقُرْآن ِ مَنِ
اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ؟

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاح ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ صُهَيْب ، عَنِ النبيِّ (صلى الله عليه
وسلم) .

قلتُ: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَان ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَطَاء، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْب ، عَنِ النبيِّ
(صلى الله عليه وسلم).

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مُحَمَّد بْن يَزِيد أشبَهُ عَنْ أَبِيهِ
؛ لأنه أفهَمُ بحديث أَبِيهِ؛ أنْ كَانَ كُتُبُ أَبِيهِ عنده.

 ويزيدُ بْن سِنَان ليس بقويِّ
الحديثِ.

وقال أَبِي: هذه كلُّها منكرةٌ، ليستْ فيها حديثٌ يمكنُ أنْ يقال: إنَّه
صحيحٌ، وكأنه شِبْهُ الموضوع، وحديثُ أَبِيهِ أنكرُهَا، ومَحَلُّ يزيدَ محلُّ الصدق،
والغالبُ عليه الغفلة، فَيَحْتمِلُ أن يكونَ سمع من أَبِي المُبَارَك هذا، وهو شِبْهُ
مجهولٍ .انتهى

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم