فقد قرر « عبد الرحمن الحجي » في الدرس الأول من دروس كتاب السنة لعبد
الله بن أحمد أن الاسم هو المسمى وذلك في تعليله لقول بعض السلف أن من قال بخلق القرآن
فقد قال بخلق الله عز وجل
فقال « عبد الرحمن الحجي »: «
لأن الاسم هو المسمى »
وهذا غلط بين وهذه المسألة قال
فيها بهذا القول اللالكائي وأكثر أهل السنة يخالفون في هذا وأما القول بأن الاسم غير
المسمى فهو قول الجهمية ، والسلف لا يطلقون هذا ولا ذاك.
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1106 – حدثنا خلف نا الحسن
نا سعيد بن أحمد بن زكريا نا يونس بن عبد الأعلى قال : سمعت الشافعي يقول: «إذا سمعت
الرجل يقول : الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين
له».
وقال اللالكائي في السنة 305 – أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، عن أبي
بكر بن أبي داود السجستاني قال : من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله
، وأبطل في ذلك ؛ لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين ؛ لأن الرجل يسمى محمودا وهو مذموم
، ويسمى قاسما ولم يقسم شيئا قط ، وإنما الله جل ثناؤه واسمه منه ولا نقول : اسمه هو
، بل نقول : اسمه منه ، فإن قال قائل : إن اسمه ليس منه، فإنه قال : إن الله مجهول
، فإن قال : إن له اسما وليس به فقال : إن مع الله ثانيا.
فتأمل قوله (ولا نقول اسمه هو) فالاسم للمسمى ودال عليه كما في قوله تعالى
(ولله الأسماء الحسنى) ولا نقول الاسم هو المسمى ولا غيره.
وقال الطبري في صريح السنة (1/17): “وأما القول في الاسم: أهو المسمى
أم غير المسمى ؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ، ولا قول من إمام
فيستمع ، فالخوض فيه شين ، والصمت عنه زين . وحسب امرئ من العلم به ، والقول فيه أن
ينتهي إلى قول الله ، عز وجل ثناؤه ، الصادق ، وهو قوله : ( قل ادعوا الله أو ادعوا
الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) وقوله تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه
بها) ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى ، (له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما
وما تحت الثرى)”.
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/186) :” الاسم والمسمى،
هل هو هو أو غيره او لا يقال هو هو ولا يقال هو غيره أو هو له أو يفصل فى ذلك، فان
الناس قد تنازعوا فى ذلك والنزاع اشتهر فى ذلك بعد الائمة بعد احمد وغيره والذى كان
معروفا عند أئمة السنة احمد وغيره الانكار على الجهمية الذين يقولون اسماء الله مخلوقة
فيقولون الاسم غير المسمى واسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق وهؤلاء هم الذين
ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله غير مخلوق بل هو
المتكلم به وهو المسمى لنفسه بما فيه من الأسماء، و الجهمية يقولون كلامه مخلوق واسماؤه
مخلوقة وهو نفسه لم يتكلم بكلام يقوم بذاته ولا سمى نفسه باسم هو المتكلم به بل قد
يقولون انه تكلم به وسمى نفسه بهذه الاسماء بمعنى انه خلقها فى غيره لا بمعنى انه نفسه
تكلم بها الكلام القائم به فالقول فى اسمائه هو نوع من القول فى كلامه”.
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/187) :” فلهذا يروى عن
الشافعى والاصمعى وغيرهما انه قال اذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى فاشهد عليه
بالزندقة ولم يعرف ايضا عن أحد من السلف أنه قال الاسم هو المسمى بل هذا قاله كثير
من المنتسبين الى السنة بعد الأئمة وانكره أكثر اهل السنة عليهم، ثم منهم من أمسك عن
القول فى هذه المسألة نفيا واثباتا اذ كان كل من الاطلاقين بدعة كما ذكره الخلال عن
ابراهيم الحربى وغيره وكما ذكره أبو جعفر الطبرى فى الجزء الذى سماه صريح السنة ذكر
مذهب أهل السنة المشهور فى القرآن والرؤية والايمان والقدر والصحابة وغير ذلك”.
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/198): “ولهذا قال تعالى
ولله الأسماء الحسنى كان المراد أنه نفسه له الأسماء الحسنى ومنها اسمه الله كما قال
قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى فالذى له الأسماء الحسنى
هو المسمى بها ولهذا كان فى كلام الامام أحمد أن هذا الإسم من أسمائه الحسنى وتارة
يقول الاسماء الحسنى له اى المسمى ليس من الأسماء ولهذا فى قوله ولله الأسماء الحسنى
لم يقصد أن هذا الاسم له الأسماء الحسنى بل قصد أن المسمى له الأسماء الحسنى”.
وليعلم أن القول الذي كفر به السلف هو أن الاسم غير المسمى وأن أسماء الله
مخلوقة يقول به الماتردية كما بينه شمس الأفغاني في رسالته عداء الماتردية للعقيدة
السلفية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم