قال ناصر القفاري في كتابه أصل الشيعة وأصولها :
” بل جاء في أخبارهم ما يبيح الزنا الصريح إذا كان بأجرة “عن
عبد الرحمن ابن كثير عن أبي عبد الله قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت: إني زنيت فطهرني
فأمر بها أن ترجم فأخبر بذلك أمير المؤمنين (ع) فقال: كيف زنيت؟
قالت: مررت بالبادية فأصابني عطش
شديد فاستقيت أعرابياً فأبى أن يسقيني إلا أن أمكنه من نفسي، فلما أجهدني العطش وخفت
على نفسي سقاني فأمكنته من نفسي فقال أمير المؤمنين: “تزويج وربّ الكعبة”
[فروع الكافي: 2/48، وسائل الشيعة: 14/471-472.]”
أقول : هذه الرواية ليس فيها إباحة الزنا لا من قريب ومن لا بعيد ولكن
هذه المرأة كانت مضطرة ومشرفة على هلكة فاستغل ذلك الرجل حاجتها فزنا بها ، فرأى عمر
أو علي أنها مضطرة وذلك يدرأ عنها ويجعلها في مصاف العفيفات اللواتي نكحن بعقد ومهر
وهذه الرواية لها أصل في كتب أهل السنة أيضاً
قال عبد الرزاق في المصنف 13653 : عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ امْرَأَةً أَصَابَهَا جُوعٌ، فَأَتَتْ
رَاعِيًا، فَسَأَلَتْهُ الطَّعَامَ، فَأَبَى عَلَيْهَا حَتَّى تُعْطِيَهُ نَفْسَهَا
قَالَتْ: فَحَثَا لِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ تَمْرٍ، وَذَكَرَتْ أَنَّهَا كَانَتْ
جُهِدَتْ مِنَ الجُّوعِ، فَأَخْبَرَتْ عُمَرَ فَكَبَّرَ، وَقَالَ: «مَهْرٌ مَهْرٌ مَهْرٌ،
كُلُّ حِفْنَةٍ مَهْرٌ» وَدَرَأَ عَنْهَا الْحَدَّ
وهذا إسناد قوي إلى عمر وما زاد الرافضة سوى أنهم أقحموا علياً على عادتهم
وقد بوب عبد الرزاق على هذا الخبر بقوله ( بَابٌ الْحَدُّ فِي الضَّرُورَةِ)
وليعلم أن هذه المرأة أشرفت على الموت فلا يقاس عليها من حالها دون ذلك
والباحثون الذين ينقدون الفرق والأديان الأخرى ينبغي أن يكونوا على معرفة
بدينهم هم أنفسهم أيضاً لا أن يكون بمذاهب المخالفين أعلم منه بمذهبه هو
وقد أجاد القفاري في عامة كتابه إلا في هذا الموطن ( وهناك مواطن أخرى
لا تبلغ هذا الموطن )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم