تصريح ابن بطة أن بدعة الأشاعرة مكفرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن بطة في الإبانة (6/31) :” فمن أنكر أن الله كلم موسى كلاما
بصوت تسمعه الأذنان وتعيه القلوب ، لا واسطة بينهما ، ولا ترجمان ولا رسول ، فقد كفر
بالله العظيم وجحد بالقرآن ، وعلى إمام المسلمين أن يستتيبه ، فإن تاب ورجع عن مقالته
، وإلا ضرب عنقه ، فإن لم يقتله الإمام وصح عند المسلمين أن هذه مقالته ففرض على المسلمين
هجرانه وقطيعته ، فلا يكلمونه ، ولا يعاملونه ، ولا يعودونه إذا مرض ، ولا يشهدونه
إذا مات ، ولا يصلى خلفه ، ومن صلى خلفه أعاد الصلاة ، ولا تقبل شهادته ، ولا يزوج
، وإن مات لم ترثه عصبته من المسلمين إلا أن يتوب”

أقول : هذا كلام شديد جداً ، ومن ينكر الله يتكلم بصوت هم الأشاعرة
القائلون بالكلام النفسي 

وهذا الذي قاله ابن بطة في الحكم على منكر الصوت بأنه وقع في الكفر
، قاله البربهاري أيضاً واللالكائي وابن الحنبلي صاحب الرسالة الواضحة ، وابن قدامة
المقدسي وعبد الغني المقدسي ، وصرح ابن القيم وشارح الطحاوية أن قول الأشاعرة في القرآن
أكفر من قول المعتزلة ، وكذا حكم على قولهم في القرآن بالكفر أبو نصر السجزي كلهم كلامهم
يسير في نسق واحد وعلى وتيرة واحدة وقد تم نقل نصوصهم في مقالات أخرى

فتأمل كيف كانت هذه المسألة واضحة وبينة في تلك الأعصار ، حتى تصدر
في هذا الزمان بعض الجهال وصار ينكر أن يكون إنكار العلو أو إنكار صفة الكلام بحجة
الكلام النفسي والقول بخلق القرآن الذي أيدينا بدعة مكفرة !

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، ونسأله
أن يطهر قلوبنا من داء العناد والحسد والكبر ، هذه التي إذا جتمعت في قلب رجل لا تأمن
أن ترديه في البدعة بل في الكفر إلا أن يتغمده الله برحمته

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم