قال مسلم في صحيحه: “130- (438) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو الأشهب، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ رأى في أصحابه تأخُّرا فقال لهم: «تقدَّموا فأتموا بي، وليأتمَّ بكم مَن بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخِّرهم الله»”.
هذا الحديث وإن كان في تسوية الصفوف إلا أن فيه إشارة لأمر الإسناد في الأمة.
فالصحابة تلقَّوا عن النبي ﷺ، والتابعون سمعوا من الصحابة: «وليأتمَّ بكم مَن بعدكم»، وأتباع التابعين سمعوا من التابعين: «وليأتمَّ بكم مَن بعدكم»، وهكذا.
فكما أن من لم يكن يرى النبي ﷺ بعينه في الصلاة يغنيه عن ذلك أن يرى من يراه، كذلك في أمر السنة وسماعها رواية ودراية يكفيه أن يعلم حال من سمعه ومن سمع من سمعه وهكذا.
وقد دُوِّن ذلك في أصول محفوظة، منها صحيح مسلم الذي ننقل منه هذا الخبر.
والمتأخرون الذين يؤخرهم الله عز وجل قوم ما أخلُّوا بالاتباع ولكنهم تأخروا، فما بالك بأقوام تأخروا ولم يُعنَوا بالأخذ من فوق، حتى انخرم اتباعهم، كما حصل من كثير من المتأخرين.
ولو كان أمامك عدة صفوف وتراها كلها ولا ترى الإمام، فإن نظرك إلى أقربها من الإمام أضمنها لاتباعك للإمام، فتأمَّل هذه الفائدة!