تساؤلات للعقلاء حول ثناء سلمان العودة على عدنان إبراهيم

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن طوام سلمان العودة التي أحفظت حتى محبيه القدماء ثناؤه على الزنديق
الطعان في أمهات المؤمنين وصحابة سيد المرسلين بل وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
المتواترة عدنان إبراهيم

وقد برر ثناءه على عدنان إبراهيم بأن له مادة متفردة في الرد على الملحدين
وأنه موسوعي !

وكأن الرد على الملحدين معضلة من المعضلات ، فإنك لو كلفت يهودياً أن
يرد عليهم لحجزهم في أعناق القماقم ، ذلك بأنهم يكابرون كل شيء !

وكأن علماء أهل السنة ما ردوا على الملاحدة حتى نحتاج إلى هذا الزنديق

وقد ذكر ابن القيم أن الفارابي رد على المنجمين مع كفره !

وذكروا أن أبا هاشم الجبائي رد على ابن الراوندي لما طعن في القرآن

والمريسي له ردود على الرافضة

فما كان موقف السلف من كل إلا أنهم أعرضوا عن هذا كله واكتفوا بالكتاب
والسنة وما ورثوا عن أسلافهم

وعلى منهج سلمان العودة أذهب وأنزل بعض الأشرطة في الرد على أكفر أهل
الأرض ثم بعد ذلك أقول في دين الله ما أشاء !

وعندي عدة تساؤلات

الأول : لماذا
لا نجد ثناءً مماثلاً من سلمان العودة على علمية أو جهود من يتكلمون فيه أم أن الكلام
في سلمان العودة سيئة لا تغتفر ولا يرى معها حسنة !

الثاني : تعلمنا
من سلمان العودة ودعاة الموازنات أن الإنصاف والعدل أن تذكر الحسنات والسيئات معاً
، فلماذا لا يذكر سلمان العودة إلا حسنات عدنان إبراهيم فقط ! أليس هذا غلواً في التعديل
، ولماذا التفصيل في ذكر المحاسن والإجمال في ذكر السيئات إن ذكرت السيئات أليس هذا
تغريراً

بل ظلم لعدنان إبراهيم نفسه إذ لم يوقفه على خطئه نصحاً للإسلام والمسلمين
!

الثالث : لماذا
لا يوجه سلمان العودة صديقه عدنان إبراهيم إلى النظر في نقد ناقديه ويطالبه بالرجوع
عن أخطائه ما دام رجلاً صالحاً ويخاف على الإسلام وهذه مظنة رجوع !

ولكن فاقد الشيء لا يعطيه فسلمان مع تأصيلاته ( فقه الخطأ ) و ( لماذا
نخاف النقد ) من أقل الناس رجوعاً عن أخطائه بل لا يحفل أبداً بنقد ناقديه وعلى هذا
الكثير من الدعاة بل حتى لو رجع لا يشكر منتقده إلا إذا كان ذا منصب كبير يهابه ويطلب
التملق إليه

وهذا الكبر من هؤلاء الدعاة متأصل فيهم ، حتى أوصلوا قناعة لمن وراءهم
أنهم هم الإسلام وأن من يتكلم فيهم قاصد للطعن في الإسلام

فباب الاعتذار مفتوح له على مصراعيه مهما أخطأ

غير أن باب الطعن مفتوح لناقده ، فهو حاسد حاقد أو مأجور لأعداء الإسلام
أو ضحية لمنهج إقصائي ، وأما أن يكون عنده حمية على الدين ويريد الخير للمسلمين فهذا
خيار غير وارد

وعلى منهج سلمان ومن معه يقال لهم

ألم يقل عمر بن الخطاب في حاطب بن أبي بلتعة ( منافق )؟

ألم يتهم أسيد بن حضير سعد بن عبادة بالنفاق ؟

ما كان الدافع في هاتين الحادثتين إلا الحمية على الدين ، وما كان هؤلاء
الصحابة أصحاب منهج إقصائي !

والاتهام بالنفاق أشد من التبديع فهو إخراج من الإسلام بالمرة

فهل رفعت الحمية بالمرة من على وجه الأرض ؟

هذا إذا كانت الأحكام غير موافقة للصواب فكيف إذا كانت صواباً وجارية
على أصول السلف

كلكم فيما أظن يعرف كلام السلف في أبي حنيفة ، وإن مما لا شك فيه عندي
أنكم تردونه على قائليه

ولكن لم يصف أحد هؤلاء الأئمة بأنهم ( غلاة ) أو أصحاب منهج إقصائي
أو حاقدون على إنجازات أهل الرأي أو أنهم خرجوا عن أدب الخلاف

ألم يخطر ببال أحدكم أن يكون هو ( أبو حنيفة هذا العصر ) وناقدوه هم
( سفيان وأوزاعي وابن مبارك ومالك هذا العصر )!

هذه كلمات أرجو أن يتأملها جيداً من بقي فيه عقل ممن يتبع هؤلاء القوم
وقد سرت في هذا المقال على غير الطريقة التي اعتدتها وحاولت الكلام معهم بلغة يفهمونها
، والإنسان عند التنزل والإلزام يقول كلاماً لا يذكره عند التقرير

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم