قال أبو نعيم في الحلية (7/14) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ
الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، يَقُولُ: ” لَقِيَنِي سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ عِنْدَ جَبَلِ بَنِي فَزَارَةَ فَقَالَ: ” أَتَدْرِي مِنْ أَيْنَ
جِئْتَ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: «جِئْتُ مِنْ دَارَ الصَّيَادِلَةِ نَهَيْتُهُمْ عَنْ
بَيْعِ الذَّاذِيَّ , إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ يَجِبُ عَليَّ أَنْ آمُرَ فِيهِ وَأَنْهَى
عَنْهُ , فَلَا أَفْعَلُ , فَأَبُولُ دَمًا»
أبو هشام الرفاعي ضعيف يحتمل في هذا
فانظر إليه يرى منكراً لا ينكره فيبول دماً من شدة الهم ، امتلأ قلبه بتعظيم
الله عز وجل فصار يكره أن يرى معصيته ، فأين الباردين المثبطين الذين يحاربون الدعوة
باسم مصلحة الدعوة من هذه الحمية وهذه الحرقة
قال أبو نعيم في الحلية (7/14) : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيفِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَازِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عُمَرَ رُسْتَهْ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ، قَالَ: ” مَرِضَ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ , فَبُعِثَ بِمَائِهِ إِلَى مُتَطَبِّبٍ بِالْكُوفَةِ ,
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: وَيْلَكَ بَوْلُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: مَا تَسْأَلُ؟
انْظُرْ مَا تَرَى فِيهِ , قَالَ: أَرَى بَوْلَ رَجُلٍ قَدْ أَحْرَقَ الْخَوْفُ كَبِدَهُ
وَالْحَزَنُ جَوْفَهُ “
وهذا إسناد قوي
وقال أبو نعيم في الحلية (7/20) : حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا بَشَّرٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا
يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ:
” إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أَجْمَعُونَ فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ
, قَالُوا لِسُفْيَانَ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَرَاهُمْ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي
فَلَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ , وَيَلْقَاهُمْ بِوَجْهٍ طَلْقٍ “
يحيى بن المتوكل ضعيف وربما احتمل في هذا ، والمعنى صحيح وأما اليوم فيداهن
أحدهم في دين الله عز وجل حتى إذا اجتمع الناس حوله قال مخادعاً نفسه ( وضع لي القبول
في الأرض ) ! ، وما يدري أنه ربما كان داخلاً في وعيد ( ليقال قاريء وقد قيل ) ، وأنه
أراد شيئاً عاجلاً فحصله
وقد قال الله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
فما أثقل هذه على الذين يأكلون بأديانهم وليس بالضرورة أن يكون هذا الذي
يأخذه في مقابل بيع دينه مالاً بل ربما كان جاهاً أو شهرة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم