تأمّل في مآلات خطاب الملاحدة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

كلام كتبته قبل عامين:

السلام عليكم

أرجو قبل أن يفكر أحد بالتعليق أن يتأمل في هذا الكلام

الملحد يسعى جاهداً ليثبت أمراً ما ألا وهو:

هذا الكون جاء بالصدفة أو تولد ذاتياً في مدة زمنية معينة لم يكن قبلها شيئاً مذكوراً

وهذا الكون يسير بلا غاية وكلنا سننتهي إلى لا شيء !

وفي سبيل إثبات هذه المعاني العظيمة يتكلف أن يثبت أن الوعي جاء من اللاوعي

وأن الحياة جاءت من اللاحياة

وتكلف بعضهم أن يقول أن الضبط الدقيق في الكون جاء مصادفة لأن هناك بلايين الأكوان الأخرى التي ككوننا هذا وفي غير مضبوطة وجاء هذا مضبوطاً من دونها بالفرصة السعيدة !

ما نحن إلا ذرة غبار في هذا الكون بلا قيمة

هل يبقى للكلام عن الأخلاق والإنسانية معنى في مثل هذا السياق

عن الامتنان والتواضع

كيف يمكنني ألا أعتبر المجرم أو السارق الذي كون ثروة كبيرة من إجرامه وعاش كما يحلو له في بلد فيها فساد في رجال الأمن أو قانونها محظوظاً وحقق السعادة الكاملة

أن أبشر بهذا المذهب ما معنى ذلك ؟

وهل يمكنني أن أقنع الجميع بهذا ؟

بالأكوان المتعددة (التي بالبلايين) بالكائنات الفضائية بالطفرات الخلاقة بالحلقات الوسيطية المفقودة والأصل في السجل الأحفوري الفقد لا الوجد

وما الفائدة إذا أقنعتهم وهذا جد عسير إذا كان الأمر قناعات

لن يشبع الفقراء ولن يثيبك الانتخاب الطبيعي ولن يخرج المظلومون من السجون إذا أنكرت الخالق وتكلفت لذلك أن تنكر حتى بديهة السببية

وأهم من هذا كله لن يكون هناك أي عزاء لصاحب المرض المزمن وفاقد الحبيب وأي ابتلاء آخر

كلما حاولت تقليب الأمور في ذهني أجدها فكرة كارثية كل شيء أقرب للقبول منها لأنها تجرد كل شيء من قيمته.