فينشر بعض القصاص قصة في أن عليا رضي الله
عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأعطاه رطباً فسأله المزيد فأبى النبي
صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ علي وأدرك الصلاة مع عمر فوجد امرأة قد أتت برطب
ووزعه عمر بين المسلمين فسأله علي الزيادة فقال ( لو زادك النبي صلى الله عليه
وسلم لزدناك )
وهذه القصة لا تثبت وهي ضعيفة جداً
فقد ذكرها المحب الطبري في الرياض النضرة
قال المحب الطبري في الرياض النضرة (1/175)
: وعن علي رضي الله عنه أنه رأى في منامه كأنه صلى الصبح خلف النبي صلى الله عليه
وسلم، واستند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المحراب، فجاءت جارية بطبق رطب
فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ منها رطبة وقال يا علي تأخذ هذه
الرطبة؟ فقلت نعم يا رسول الله، فمد يده وجعله كذا في فمي، ثم أخذ أخرى وقال لي
مثل ذلك فقلت نعم فجعلها في فمي، فانتبهت وفي قلبي شوق إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وحلاوة الرطب في فمي، فتوضأت وذهبت إلى المسجد فصليت خلف عمر واستند إلى
المحراب، فأردت أن أتكلم بالرؤيا فمن قبل أن أتكلم جاءت امرأة ووقفت على باب
المسجد ومعها طبق رطب فوضع بين يدي عمر فأخذ رطبة وقال: تأكل من هذا يا علي؟ قلت
نعم، فجعلها في فمي ثم أخذ أخرى وقال لي مثل ذلك فقلت نعم، ثم أخذ أخرى كذلك ثم
فرق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة وكنت أشتهي منه، فقال يا
أخي لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتك لزدناك، فعجبت وقلت: قد أطلعه
الله على ما رأيت البارحة، فنظر وقال يا علي المؤمن ينظر بنور الله، قلت صدقت يا
أمير المؤمنين، هكذا رأيته، وكذا رأيت طعمة ولذته من يدك كما وجدت طعمه ولذته من
يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمحب الطبري عاش في القرن السابع فبينه
وبين علي قرون وقد ذكر في مقدمة كتابه اعتماده لعدد من الكتب بعضها لوضاعين
مشهورين مما يدل على أنه ليس ممن تعتمد نقولاته والله المستعان وقد يكون في السند
إلى علي وضاع فأمارات الصنعة بادية عليها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم