بيان كذب من نسب للطبري رد أثر مجاهد في المقام المحمود

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

حصلت حوار مع بعض الإخوة في أثر مجاهد في المقام المحمود فنقل قول الطبري
في تفسيره :

” حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن
عبد الله بن كثير، عن مجاهد، قال:

 النافلة للنبيّ صلى الله عليه
وسلم خاصة من أجل أنه قد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر، فما عمل من عمل سوى
المكتوبة، فهو نافلة من أجل أنه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب، فهي نوافل وزيادة، والناس
يعملون ما سوى المكتوبة لذنوبهم في كفارتها، فليست للناس نوافل.

وأولى القولين بالصواب في ذلك، القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وذلك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الله تعالى قد خصه بما فرض عليه من قيام الليل، دون
سائر أمته، فأما ما ذكر عن مجاهد في ذلك، فقول لا معنى له، لأن رسول الله فيما ذُكِر
عنه أكثر ما كان استغفارا لذنوبه بعد نزول قول الله عزّ وجلّ عليه (لِيَغْفِرَ لَكَ
اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) وذلك أن هذه السورة أنزلت عليه
بعد مُنْصَرَفه من الحديبية، وأنزل عليه (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)
عام قبض. وقيل له فيها (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ
تَوَّابًا) فكان يُعدُّ له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفار مائة مرّة
ومعلوم أن الله لم يأمره أن يستغفر إلا لما يغفر له باستغفاره ذلك، فبين إذن وجه فساد
ما قاله مجاهد”

وهذا الكلام لا علاقة له بأثر مجاهد في المقام المحمود الذي قال به العامة
من أهل السنة .

 وإنما هو في تفسير آية اختلف فيها
المفسرون بل ابن جرير ممن قوى هذا الأثر

قال المعلمي في التنكيل (1/163) :” والمقام المحمود قد اختلف السلف
في تفسيره وروى ابن جرير في ( تفسيره ) ج15ص92- (( عن مجاهد قال : يجلسه معه على عرشه
)) ثم قال (( ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمداً – صلى الله عليه وسلم – على عرشه
قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر .. )) وأطال في ذلك وأطاب ، وقد أعطى الله
ورسوله في ليلة الإسراء ما أعطى ،وقال له { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى
} “

فلم الكذب على أئمة الإسلام ؟

وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وإن كان أراد الإلزام فلم يقل أن مجاهداً معصوم
غير أن اتفاق على قبول أثره حجة عند العامة من اهل العلم لهذا أخذ بهذا الأثر شيخ الإسلام
ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن المعاصرين المعلمي وابن إبراهيم والشيخ الفوزان وغيرهم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم