بيان كذب قصة مصادرة عمر بن الخطاب لأموال عمرو بن العاص

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن القصص التي ينشرها بعض الناس جهلاً في
عدل عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب يكتب لواليه في مصر عمرو
ابن العاص رضي الله عنه رسالة فيها:

بلغني أنك فشت لك فاشية من خيل و إبل و
بقر و عبيد، و عهدي بك و لا مال لك، فاكتب إليّ من أين أصل هذا المال؟؟.

فرد عليه عمرو ابن العاص رضي الله عنه:

أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه فاشية
مال فشا لي، و إنه يعرفني قبل ذلك و لا مال لي، و إني أعلم أمير المؤمنين أني في
بلد السعر فيه رخيص، و لإني أعالج من الزراعة ما يعالجه الناس، و في رزق أمير
المؤمنين سعة، و الله لو رأيت خيانتك حلالا ما خنتك، فأقصر أيها الرجل، فإن لنا
أحسابا هي خير من العمل لك، إن رجعنا إليها عشنا بها….

فرد عليه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:

بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد: فإني و
الله ما أنا من أساطيرك التي تسطر، و نسقك الكلام في غير مرجع، لا غنى عنك أن تزكي
نفسك، و قد بعثت إليك محمد بن مسلمة فشاطره مالك، فإنكم أيها الرهط من الأمراء
جلستم على عيون المال، لم يزعكم عذر، تجمعون لأبنائكم، و تمهدون لأنفسكم، أما أنكم
تجمعون العار، و تورثون النار، و السلام.

وهذه قصة خبيثة يراد بها الطعن على عمرو
بن العاص وقد ذكرها ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد بلا إسناد

وابن عبد ربه شيعي خبيث

قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/23)
:” والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه، فإنه كان قائما في إطفاء الضلال والبدع كما
قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الالحاد، وقد نسب إليه صاحب العقد أشياء
لا تصح، لان صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت، وربما لا يفهم
أحد من كلامه ما فيه من التشيع، وقد اغتر به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره”

أما إن الذهبي أثنى على من هو شر من ابن
عبد ربه والله المستعان

فالقصة مكذوبة لا يجوز نشرها وفيها طعن في
عمرو بن العاص

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم