بيان كذب قصة خطبة عمر لأم كلثوم بنت أبي بكر المنتشرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هذه قصة منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي

اراد عمر بن الخطاب الزواج من أم كلثوم بنت أبي بكر وكان حينئذ أمير المؤمنين
…فبعث إلى أختها السيدة عائشة رضي الله عنها … فرحبت بذلك السيدة عائشة وسعدت بهذا
الخبر

.. فأسرعت إلى أختها تبشرها بالنبأ السعيد ..

ففوجئت بأم كلثوم تقول لها : وما أفعل بعمر ؟!!! ذلك رجل خشن العيش شديد
الغيرةلا يملأ رأسه إلا الرعية ..

وأنا شابة أريد من يصب عليَّ الحب صباً ويكون عابداً لله

فاستنكرت عليها ذلك السيدة عائشة قائلة :يا بنيتي إنه عمر أمير المؤمنين

فغضبت أم كلثوم وقالت : والله إن لم تتركيني لأصرخن أمام قبر رسول الله
أني لا أريد عمر بن الخطاب …فحارت السيدة عائشة في أمرها .. فذهبت تستنجد بعمرو بن
العاص تخبره أنها حائرة في أمرها … فذهب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب وقال له
: ألا تتزوج ؟

فقال عمر بسعادة : بلى … فسأله عمرو بن العاص : ممن ؟

فرد عليه : أم كلثوم بنت أبي بكر … !!

فرد عليه عمرو بن العاص : ومالك وتلك الجارية مات أبوها منذ شهور فتبكي
لك بالليل والنهار تنعي أباها …

فنظر إليه عمر بن الخطاب نظرة ذات مغزى سائلاً إياه : أو حدثتك عائشة ؟

فرد عمرو بن العاص : نعم

ففهم عمر بن الخطاب ثم أومأ برأسه : إذن لا داعي لها …. انتهى

هذه القصة لها أصل ولكنها ضعيفة معضلة ولكن الكاتب زاد زيادات من اختراعه
لا أصل لها في الرواية الأصلية وقد حرف بها

قال الطبري في تاريخه (2/ 564) :” قال المدائني وخطب أم كلثوم بنت
أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة فقالت الأمر إليك فقالت أم كلثوم لا حاجة لي
فيه فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين قالت نعم إنه خشن العيش شديد على النساء
فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال أكفيك فأتى عمر فقال يا أمير المؤمنين
بلغني خبر أعيذك بالله منه قال وما هو قال خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال نعم أفرغبت
بي عنها أم رغبت بها عني قال لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين
ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في
شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك قال فكيف بعائشة وقد كلمتها
قال أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من
رسول الله صلى الله عليه و سلم”

فهذه الرواية وهي معضلة فالمدائني لم يدرك عمر ولا من أدرك من أدركه غير
أن الكاتب زاد زيادات من كيسه

مثل قوله ( فرحبت بذلك السيدة عائشة وسعدت بهذا الخبر)

وقوله ( وما أفعل بعمر ؟!!! ذلك رجل خشن العيش شديد الغيرةلا يملأ رأسه
إلا الرعية ..

وأنا شابة أريد من يصب عليَّ الحب صباً ويكون عابداً لله)

وهذا كذب وقح

وقوله : ( والله إن لم تتركيني لأصرخن أمام قبر رسول الله أني لا أريد
عمر بن الخطاب)

وهذه كذبة فاجرة

وأنا أقول لهذا الكاتب وغيره إن كان في رأسك شيء تريد إثباته فلا تحمل
كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ما في رأسك قسراً والله
المستعان.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم