فهذه قصة منتشرة بين الناس
عندما تولى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
إمارة الكوفة بنى للإمارة قصراً مُشرفاً على السوق، واتخذ له غرفة يطل منها عليه،
وكان يجلس فيها مع أصحابه، فكان لا يكاد يسمع ما يقوله جلساؤه من غوغاء السوق،
فأمر من صنع له باباً، فلما أغلقه قال: انقطع الصوت، فَنُقِلَ لأمير المؤمنين عمر
بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ سعداً اتخذ قصراً سماه باسمه: قصر سعد. وأنه احتجب
فيه عن الناس، وأنه صنع باباً حتى لا يسمع كلامهم. فكتب الخليفة رسالةً لسعد بن
أبي وقاص، وبعث بها محمد بن مسلمة إلى الكوفة، وقال له: اعمد إلى القصر حتى تُحرق
بابه، ثم ارجع على الفور؛ فخرج رسول الخليفة حتى قدم الكوفة، فاشترى حطباً، ثم أتى
به القصر، فأحرق الباب، ولما أتى سعدٌ : أُخبر الخبر، فقال: هذا رسولٌ؛ أرسل لهذا
الشأن. وبعث لينظر من هو؟، فإذا هو محمدُ بن مسلمة، فأرسل إليه رسولاً ليدخل،
فأبى، فخرج إليه سعد، فأراده على النزول، فأبى، وعرض عليه نفقةً لرجوعه فلم
يأخذها، ودفع كتاب عمر إلى سعد، وفيه: ( بلغني أنك بنيت قصراً اتخذته حصناً، ويسمى:
قصر سعد، وجعلت بينك وبين الناس باباً؛ فاعلم أنه ليس بقصرك؛ فانزل منه منزلًا مما
يلي بيوت الأموال، ولا تجعل على القصر باباً يمنع الناس من دخوله، فتنفيهم به عن
حقوقهم، فليوافقوا مجلسك ومخرجك من دارك إذا خرجت )، فحلف سعدٌ: أنه ما قال الذي
قالوا لأمير المؤمنين، فقال له محمد: نقصِد الذي أمَرَنا، ونُؤدِّي عنك ما تقول
هنا اخترت صياغة بعض من ينشرها لا صياغتها
الأصلية فإنه طويلة جداً
وهذا الخبر في تاريخ الطبري (3/150) وفي سنده سيف بن عمر التميمي الكذاب وتلميذه
شعيب نص ابن عدي على أن في أخباره تحاملاً على السلف ( يعني الصحابة ) وما وثقه
أحد بل في أخباره نكرة
ثم أرشدني أحد الأخوة إلى طريق مختصر لأصل القصة منقطع ولكن مثله يحتمل في التواريخ
قال أحمد في مسنده 390 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ:
بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَعْدًا لَمَّا بَنَى الْقَصْرَ، قَالَ: انْقَطَعَ الصُّوَيْتُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخْرَجَ زَنْدَهُ، وَأَوْرَى نَارَهُ، وَابْتَاعَ حَطَبًا بِدِرْهَمٍ، وَقِيلَ لِسَعْدٍ: إِنَّ رَجُلًا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَحَلَفَ بِاللهِ مَا قَالَهُ، فَقَالَ: نُؤَدِّي عَنْكَ الَّذِي تَقُولُهُ، وَنَفْعَلُ مَا أُمِرْنَا بِهِ. فَأَحْرَقَ الْبَابَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَوِّدَهُ فَأَبَى، فَخَرَجَ فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَهَجَّرَ إِلَيْهِ، فَسَارَ ذَهَابَهُ وَرُجُوعَهُ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: لَوْلا حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ لَرَأَيْنَا أَنَّكَ لَمْ تُؤَدِّ عَنَّا. قَالَ: بَلَى، أَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلامَ، وَيَعْتَذِرُ، وَيَحْلِفُ بِاللهِ مَا قَالَهُ. قَالَ: فَهَلْ زَوَّدَكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ (1) : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُزَوِّدَنِي أَنْتَ؟ قَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ آمُرَ لَكَ فَيَكُونَ لَكَ الْبَارِدُ، وَيَكُونَ لِي الْحَارُّ، وَحَوْلِي أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ قَتَلَهُمُ الْجُوعُ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَا يَشْبَعُ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم