بيان كذب قصة أبي بكر وعمر مع المرأة العجوز

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن القصص المنتشرة كثيراً بين الناس قصة
أبي بكر الصديق مع العجوز وهي بالسياقة المنتشرة بين العامة كذب لا أصل لها وإنما
لها أصل ضعيف جداً في الكتب بغير السياقة المشهورة

فمن السياقات المنتشرة بين العامة ما يلي

ذكر ابن القيم وغيره من أهل العلم :

أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه

كان يخرج كل صباح مع طلوع الشمس,

إلي خيمة في ضواحي المدينة

فيدخل على عجوز عمياء حسيرة كسيرة من
الرعية

فيكنس بيتها ويصنع طعامها ويحلب شياهها ..

فإذا انتهى رجع إلى المدينة

فاخذ عمر يتفقد أبا بكر كل صباح أين يذهب
؟

وذات مرة دخل عمر بعد أن خرج أبو بكر .

فقال للمرأة :من أنت؟

قالت :

أنا امرأة عمياء حسيرة كسيرة ,

مات زوجي منذ زمن , ومالنا من عائل بعد
الله

إلا هذا الرجل الذي يدخل علينا .

قال :أتعرفينه ؟

قالت : لا والله ما اعرفه

قال ماذا يفعل ؟

قالت :

يكنس البيت ويحلب شياهنا ويصنع طعامنا

فجلس عمر رضي الله عنه يبكي

وهذه القصة لم يذكرها ابن القيم كما زعم
الكاتب وهي مكذوبة لا أصل لها بهذه السياقة

ومن السياقات المشهورة ما يلي : كان سيدنا
عمر يذهب الى امرأة عجوز ليحضر لها الماء فيجد الماء قد احضر فتقول له اشكرك لقد
احضره لي ذلك الرجل حتى ان سيدنا عمر صار يراقب البيت فيقوم في الفجر فيجد الما قد
احضره سيدنا ابوبكر فقام عمر في الليل فوجد ابوبكر يحمل الماء وهو مسرع به الى بيت
المراة فقال عمر والله لن انافسك في شيئ ثاني يا با بكر ابدا.

وهذه أيضاً كذب

وأما القصة التي في الكتب

فهي ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/322)
: أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب حدثني الحسن بن علي بن محمد
الواعظ نا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري نا أبو الحسن نصر بن أحمد بن
إسماعيل بن سائح بن قوامة ببخارا أنا جبريل بن مجاع الكمشاني  بها نا قتيبة نا رشدين عن الحجاج بن شداد
المرادي عن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في
بعض حواشي المدينة من الليل  فيستقي لها
ويقوم بأمرها فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت فجاءها غير
مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها وهو يومئذ
خليفة فقال عمر أنت هو لعمري

فهذه هي القصة بدون الزيادات الدرامية
التي يزيدها بعضهم وهي ضعيفة جداً جبريل هذا مجهول عين ورشدين متروك والحجاج مجهول
وأبو صالح الغفاري لم يدرك الصديق ولا الفاروق فالسند مظلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم