بيان غلط محمد حسين يعقوب في نسبته لفظ لا أصل له إلى سنن أبي داود

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال محمد حسين يعقوب في أصول الوصول ص 201 :” قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من قرأ قل هو أحد وقال أعوذ برب الفلق حين يصبح وحين يمسي كفاه الله كل
ما أهمه “

ثم قال في الحاشية :” أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني

وقد اختصرت تخريجه

والحق أن أبا داود والترمذي لم يخرجا حديثاً بهذا اللفظ وإنما خرجا حديثاً
آخر والشيخ الألباني إنما حسن ذلك اللفظ الذي خرجاه

قال أبو داود في سننه 5082 : حدثنا محمد بن المصفى ثنا ابن أبي فديك قال
أخبرني ابن أبي ذئب عن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أنه قال

:خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي
لنا فأدركناه فقال أصليتم ؟ فلم أقل شيئا فقال ” قل ” فلم أقل شيئا ثم قال
” قل ” فلم أقل شيئا ثم قال ” قل ” فقلت ما أقول يا رسول الله
؟ قال قل { قل هو الله أحد } والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل
شىء “

وهذا اللفظ يختلف من ثلاثة وجوه عن اللفظ الذي ذكره محمد حسين يعقوب

الأول : أن هذا اللفظ فيه ( ثلاث مرات ) ولم يذكر محمد حسين يعقوب هذا
في اللفظ الذي عزاه لأبي داود والترمذي

الثاني : أن في هذا اللفظ ذكر المعوذتين ولم يذكر محمد حسين يعقوب إلا
( قل أعوذ برب الفلق )

الثالث : أن في لفظ الحديث (تكفيك من كل شىء) واللفظ الذي ذكره محمد حسين
يعقوب (

كفاه الله كل ما أهمه)

والذي يظهر أن الذي خرج الحديث غير محمد حسين يعقوب وأنه ذكر الحديث ثم
دفع الكتاب إلى بعض طلبة العلم لتخريجه فكان التخريج سليماً واللفظ ليس مطابقاً للتخريج
ولو كان هو المخرج لكان حصول مثل هذا بعيداً

وليعلم أن هذا الحديث بلفظه الموجود في سنن أبي داود وجامع الترمذي لا
يصح

فإنه قد تفرد به أبو أسيد البراد عن معاذ بن خبيب وأبو أسيد ( صدوق ) أعلى
ما قيل فيه توثيق ابن حبان وقول الدارقطني ( يعتبر به ) ولم يوثقه غيرهما إن اعتبرنا
قول الدارقطني توثيقاً وقد روى هذا الحديث جمع عن معاذ بن خبيب فاختصروا متنه

قال النسائي في سننه 5444 : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى
قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ
فَأَصَبْتُ خُلْوَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَنَوْتُ
مِنْهُ فَقَالَ قُلْ فَقُلْتُ مَا أَقُولُ قَالَ قُلْ قُلْتُ مَا أَقُولُ قَالَ قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ مَا تَعَوَّذَ النَّاسُ بِأَفْضَلَ مِنْهُمَا

وهذا اللفظ أصح ولم يذكر سورة الإخلاص ولا التثليث ولا التقييد بالصباح
والمساء ولا قوله ( تكفيك من كل شيء ) فدل على شذوذ هذه الزيادات كلها

وقال النسائي في سننه 5445 : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ
حَدَّثَنِي الْقَعْنَبِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
الْجُهَنِيِّ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فِي غَزْوَةٍ إِذْ قَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ فَاسْتَمَعْتُ ثُمَّ
قَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ فَاسْتَمَعْتُ فَقَالَهَا الثَّالِثَةَ فَقُلْتُ مَا أَقُولُ
فَقَالَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَقَرَأَ السُّورَةَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَرَأَ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقَرَأْتُ مَعَهُ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَرَأَ قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَقَرَأْتُ مَعَهُ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ مَا تَعَوَّذَ
بِمِثْلِهِنَّ أَحَدٌ

وهذا مطابق للفظ زيد بن أسلم ليس فيه الزيادات المذكورة ، وذكر سورة الإخلاص
ورد رواية عن عبد الله بن سليمان والمحفوظ بدون ذكرها

ولو صح الحديث المذكور فلا أصل لما يجعله أصحاب بعض النشرات من تقييد قولها
بعد صلاة المغرب فإن أذكار المساء تبدأ بعد صلاة العصر

ثم إننا لو قلناها بعد الفجروالمغرب فإنه ينبغي أن نقرأ كل واحدة من المعوذتين
أربع مرات مرة للذكر بعد الصلاة وثلاثة لذكر الصباح والمساء

لا كما يضعه بعض أصحاب النشرات إذ يجعلون قراءتها بعد الفجر والمغرب ثلاثاً
!

هذا إن صح الحديث والصواب أنه لا يصح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم