فهذه قصة مشهورة يذكرها كثير من الناس في ذكاء المغيرة بن شعبة وقد ذكرها
ابن القيم _ رحمه الله _ في الطرق الحكمية
قال الخطيب في تلخيص المتشابه بالرسم أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ،
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، إِجَازَةً، وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُرَيْثٍ الْكَاتِبُ عَنْهُ، قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُنْتَشِرِ الطَّائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ صَبِيحٍ الْكُوفِيُّ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: ” خَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَفَتًى
مِنَ الْعَرَبِ امْرَأَةً، وَكَانَ الْفَتَى طَرِيرًا، جَمِيلا، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ
الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّكُمَا قَدْ خَطَبْتُمَانِي، وَلَسْتُ أُجِيبُ أَحَدًا
مِنْكُمَا دُونَ أَنْ أَرَاهُ وَأَسْمَعَ كَلامَهُ، فَاحْضَرَا إِنْ شِئْتُمَا، فَحَضَرَا،
فَأَجْلَسَتْهُمَا حَيْثُ تَرَاهُمَا، وَتَسْمَعُ كَلامَهُمَا، فَلَمَّا رَآهُ الْمُغِيرَةُ
وَنَظَرَ إِلَى جَمَالِهِ وَشَبَابِهِ وَهَيْئَتِهِ أَيِسَ مِنْهَا وَعَلِمَ أَنَّهَا
لَهُ مُؤْثِرَّةٌ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْفَتَى، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ أُوتِيتَ
جَمَالا وَحُسْنًا وَبَيَانًا، فَهَلْ عِنْدَكَ سِوَى ذَلِكَ قَالَ: نَعَمْ، فَعَدَّدَ
مَحَاسِنَهُ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: كَيْفَ حِسَابِكَ؟ قَالَ: مَا
يَسْقُطُ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنِّي لأَسْتَدْرِكُ مِنْهُ أَدَقَّ مِنَ الْخَرْدَلَةِ،
فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: لَكِنِّي أَضَعُ الْبَدْرَةَ فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ، فَيُنْفِقُهَا
أَهْلِي عَلَى مَا يُرِيدُونَ، فَلا أَعْلَمُ بِنَفَادِهَا حَتَّى يَسْأَلُونِي غَيْرَهَا،
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ الشَّيْخُ الَّذِي لا يُحَاسِبُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ هَذَا الَّذِي يُحْصِي عَلَيَّ مِثْلَ صَغِيرِ الْخَرْدَلِ، فَتَزَوَّجَتِ الْمُغِيرَةَ
“
أقول : هذه القصة مدارها محمد بن خلف بن المرزبان وهو أخباري لين ، وشيخه
مجهول وليس هو محمد بن المنتشر المترجم في التهذيب فإن ذلك وادعي همداني وهذا طائي
، وكذلك شيخ شيخه وكذلك ذلك الراوي عن المجهول
فهذه جهالة مستحكمة تجعل السند ضعيفاً جداً ، والمرء ينبغي أن يحترز فيما
يتعلق بجناب الصحابة الكرام ، وفي الصحيح والضعيف ضعفاً محتملاً كفاية ، ولو كنا كل
ما رأينا في الكتب حكيناه لم يكن هناك للأسانيد فائدة ، ولخلطنا بين كذب الكذابين ،
وصدق الصادقين
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم