بيان شذوذ زيادة ( أصلى الغلام ) في حديث مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو داود في سننه  1356 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا
محمد بن قيس الأسدي عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال

 :
بت عند خالتي ميمونة فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدما أمسى فقال ” أصلى
الغلام ؟ ” قالوا نعم فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله قام فتوضأ ثم
صلى سبعا أو خمسا أوتر بهن لم يسلم إلا في آخرهن .

زيادة ( أصلى الغلام ) انفرد بها عثمان بن
أبي شيبة وقد استنكروا عليه أحاديث

قال عبد الله بن أحمد : وقلت لأبي: حدثنا
عثمان، حدثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت حسين بن على، عن فاطمة الكبرى،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

لكن بنى أب عصبة ينتمون إليه إلا ولد
فاطمة، أنا عصبتهم.

وقلت له: حدثنا عثمان، حدثنا أبو خالد
الاحمر، عن ثور بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود.

فأنكر أبي هذه الأحاديث مع أحاديث [من] هذا
النحو أنكرها جدا، وقال: هذه موضوعة، أو كأنها موضوعة.

وقد روى الإمام أحمد هذا الخبر في مسنده
من طريق وكيع بدون هذه الزيادة

قال أحمد في مسنده 3324 – حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، قَالَ:
” فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ،
قَالَ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، أَوْ
عَنْ شِمَالِهِ، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ “

وقد روى شعبة هذا الحديث عن الحكم بن
عتيبة بدون هذه الزيادة ولا شك أنه أثبت من محمد بن قيس بل استبدلها بزيادة ( أنام
الغليم )

قال البخاري في صحيحه 117 – حَدَّثَنَا
آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ قَالَ سَمِعْتُ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي
مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا فِي
لَيْلَتِهَا فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ
ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ
ثُمَّ قَالَ نَامَ الْغُلَيِّمُ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا ثُمَّ قَامَ فَقُمْتُ
عَنْ يَسَارِهِ فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ
صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أَوْ خَطِيطَهُ ثُمَّ
خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ

وقد روى هذا الخبر جماعة عن سعيد بن جبير
بدون هذه الزيادة وهم

1_ جعفر بن أبي وحشية وحديثه عند أحمد في
المسند

2_ أبو هاشم الرماني وحديثه عند أحمد في
المسند

3_ عبد الله بن سعيد بن جبير وحديثه عند
أحمد في المسند والنسائي في سننه

4_ عكرمة بن خالد المخزومي وحديثه عند
أحمد في المسند

وروى هذا الحديث عن ابن عباس جماعة ولم
يذكروا هذه الزيادة وهم

1_ كريب مولى ابن عباس

2_ علي بن عبد الله بن عباس

3_ عطاء بن أبي رباح

وجميعهم أخبارهم في صحيح مسلم

وقد اتفقوا جميعاً على عدم ذكر زيادة (لم
يسلم إلا في آخرهن) التي في خبر عثمان مما يدل على شذوذها أيضاً

وهذا يبين لك ضرورة جمع طرق الحديث وعدم
الاكتفاء بطريق واحد ثم الحكم عليه فإن في هذا إهمالاً لعلم العلل ، والعجلة كل
العجلة في عدم جمع الطرق واستبانة العلل من ذلك

والحديث إذا كان أصله في الصحيحين واجتنبا
زيادة معينة كان في ذلك قرينة على شذوذها

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم