فقد انتشرت رسالة في الواتساب يذكر فيها
أن محمد الحسن ولد الددو لبس لبساً افرنجياً فسأله رجل ( ما كان يلبس النبي صلى
الله عليه وسلم ) فعلم مقصده فقال له ( ما كان يلبس أبو جهل )
وهذه لا أدري عن صحتها عن الددو فإن صحت
عنه فقد أساء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم إساءة بالغة وتكلم بالكذب الصريح
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن
مسبلاً ولم يكن يلبس الحرير ولا ندري إن كان أبو جهل يتقي ذلك وعادة أهل الإشراك
عدم اتقائه
بل كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن زي
المشركين
قال مسلم في صحيحه 5462- [12-…] حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا
عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ
وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ : يَا عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
كَدِّكَ ، وَلاَ مِنْ كَدِّ أَبِيكَ ، وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّكَ ، فَأَشْبِعِ
الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ ،
وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ ، وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَلَبُوسَ الْحَرِيرَ ،
فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَبُوسِ
الْحَرِيرِ ، قَالَ : إِلاَّ هَكَذَا ، وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ وَضَمَّهُمَا.
قَالَ زُهَيْرٌ : قَالَ عَاصِمٌ : هَذَا
فِي الْكِتَابِ ، قَالَ : وَرَفَعَ زُهَيْرٌ إِصْبَعَيْهِ
وقال مسلم أيضاً 5485- [27-2077] حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي
، عَنْ يَحْيَى ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ
ابْنَ مَعْدَانَ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ ، أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : رَأَى
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ
مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلاَ
تَلْبَسْهَا.
فمن زعم بعد الأحاديث أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يلبس ثياب الكفار فقد ادعى أنه خالف قوله فعله وكان بذلك كذاباً
دجالاً
وقال أحمد في مسنده 22283 – حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ،
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارٍ
بِيضٌ لِحَاهُمْ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا،
وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ» . قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلَونَ وَلْا يَأْتَزِرُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ
الْكِتَابِ» . قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ
يَتَخَفَّفُونَ وَلَا يَنْتَعِلُونَ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَتَخَفَّفُوا وَانْتَعِلُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ»
. قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ
عَثَانِينَهُمْ وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ
وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ»
القاسم فيه كلام وأوردته في الشواهد
فإذا علمت هذا علمت خطورة قولهم ( كان
النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبس أبو جهل ) وما فيه من الكذب وإساءة الأدب
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم