بيان جهل عدنان إبراهيم في مقطعه ( معاوية ينصح ابنه يزيد بشرب الخمر ليلاً )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فينتشر مقطع للمدعو عدنان إبراهيم يذكر فيه أن معاوية نصح ابنه يزيد بشرب الخمر ليلاً لكي لا يراه الناس !

واعتمد على ذكر ابن كثير لهذا الخبر

قال ابن كثير في البداية والنهاية :” وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ ثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَانَ يَزِيدُ فِي حَدَاثَتِهِ صَاحِبَ شَرَابٍ يَأْخُذُ مَأْخَذَ الْأَحْدَاثِ، فَأَحَسَّ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ فَأَحَبَّ أَنْ يَعِظَهُ فِي رِفْقٍ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا أَقْدَرَكَ على أن تصل إِلَى حَاجَتِكَ مِنْ غَيْرِ تَهَتُّكٍ يَذْهَبُ بِمُرُوءَتِكَ وقدرك، ويشمت بك عدوك ويسيء بك صديقك، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُنْشِدُكَ أَبْيَاتًا فَتَأَدَّبْ بِهَا وَاحْفَظْهَا، فَأَنْشَدَهُ: –

انْصَبْ نَهَارًا فِي طِلَابِ الْعُلَا … وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ

حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ أَتَى بِالدُّجَى … وَاكْتَحَلَتْ بِالْغُمْضِ عَيْنُ الرَّقِيبِ

فَبَاشِرِ اللَّيْلَ بِمَا تَشْتَهِي … فَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ الْأَرِيبِ

كَمْ فَاسِقٍ تَحْسَبُهُ نَاسِكًا … قَدْ بَاشَرَ اللَّيْلَ بِأَمْرٍ عَجِيبٍ

غَطَّى عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ … فَبَاتَ فِي أَمْنٍ وَعَيْشٍ خَصِيبٍ

ولذة الأحمق مكشوفة … يسعى بها كل عدو مريب

قُلْتُ: وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ «مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله عز وجل» “

أقول : من المعلوم أن عدنان إبراهيم ينكر أحاديث الختان وعذاب القبر تبشير الصحابة بالجنة وأحاديث نزول المسيح والدجال وغيرها من الأخبار المتواترة

فلماذا صدق هذا الخبر ؟

لقد صدقه لأنه يخدم هواه ، وفي سند هذا الخبر كذاب وهو محمد بن زكريا الغلابي

قال ابن حجر في لسان الميزان :” 6791 – محمد بن زكريا [بن دينار] الغلابي البصري الأخباري أبو جعفر.

عن عبد الله بن رجاء الغداني، وَأبي الوليد والطبقة.

وعنه أبو القاسم الطبراني وطائفة.

وهو ضعيف.

وقد ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة.

وقال ابن منده: تكلم فيه.

وقال الدارقطني: يضع الحديث. [ص:140]

الصولي: حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان، عَن أبي الزبير قال: كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر: دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال: يولد لابني هذا ابن يقال له: علي , إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين ويقوم هو. ويولد له ولد يقال له: محمد , إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه مني السلام. فهذا من كذب الغلابي.

وقال الغلابي: حدثنا ابن عائشة، عَن أبيه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله أمرني أن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة. هذا حديث معضل. انتهى.

وبقية كلام ابن حبان: فإن في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.

وقال الحاكم في تاريخه: حدثنا الحسن بن محمد حَدَّثَنا محمد بن زكريا حَدَّثَنا إبراهيم بن بشار حَدَّثَنا سُفيان، عَن ابن المنكدر، عَن جَابر رضي الله عنه رفعه: لا تسبوا ربيعة ومضر فإنهما كانا مسلمين، وَلا تسبوا ضبة من أد، وَلا تيم بن مرة، وَلا أسد بن خزيمة , فإنهم كانوا على دين إسماعيل.

رواته ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي المذكور فهو آفته.

قال أبو عبد الله بن منده: حدث الغلابي، عَن أبي زيد الأنصاري. صاحب أخبار , تكلم فيه , توفي بالبصرة بعد سنة ثمانين ومئتين , وسمى ابن منده جده دينارا.

وذكر إبراهيم بن حماد بن إسحاق عن الحارث بن أبي أسامة إجازة: حَدَّثَنا محمد بن زكريا البصري عن العباس بن بكار الضبي، عَن أبي بكر الهذلي قال: أصابت عُبَيد الله بن الحسن العنبري القاضي تخمة فدعى زكويه الطبيب فقال: ويحك أهدي لنا رَغْبِذ في فِيخَة فأكلته فأصابتني عِلْوِصَة فقال له: خذ حَقِّق وبَقِّق ونَقِّق واسحقه ناعما وبندقه واستفه.

فقال: ويحك ما هذا؟ قال: ما رغبذ في فيخة؟ قال: زبد في سكرجة أكلته فأصابتني تخمة فقال: خذ زبيبا وحب رمان وسعدا فدقه ناعما واستفه.

قال: فحلف بعض من حضر أن محمد بن زكريا هو الذي عمل هذا – وكان في الحياة – فذهب إليه فقال له: ما رغبذ في فيخة؟ فقال: من أين لك هذا؟ فما ذكرته من نحو أربعين سنة , اجتمعنا عند ابن أبي الدنيا ومعنا ذلك الشيخ النكد الحارث بن أبي أسامة فأحضر لنا ابن أبي الدنيا قليل زبد مع تمر أزاد كثير فأكلنا ففرغ الزبد , فحدثتهم بهذا والعباس بن بكار حدثني به”

وقد استنكر الذهبي هذا الخبر فقال في تلخيص الموضوعات :” 985 – حَدِيث: الْغلابِي – كَذَّاب – ثَنَا ابْن عَائِشَة، عَن أَبِيه – مُنْقَطع – قَالَ: ” كَانَ يزِيد فِي حداثته صَاحب شراب، فأحس مُعَاوِيَة بذلك، فَأحب أَن يعظه، فأنشده أبياتا يرخص لَهُ فِي ذَلِك بِاللَّيْلِ يقزل فِيهَا:

(حَتَّى إِذا اللَّيْل أَتَى بالدجى … واكتحلت بالغمض عين الرَّقِيب)

(فباشر اللَّيْل بِمَا تشْتَهي … فَإِنَّمَا اللَّيْل نَهَار الأريب)

(كم فَاسق تحسبه ناسكا … قد بَاشر اللَّيْل بِأَمْر عَجِيب)

(وَلَذَّة الأحمق مكشوفة … شعر بهَا كل عَدو قريب)

وَإِنَّمَا الأبيات ليحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي كتب بهَا إِلَى ابْنه عبد الله، وَقد أحب مغنية”

ومن غفلة أصابت ابن كثير ذكر الخبر ولم يعلق عليه بما يدفعه مع ظهور العور في سنده

وابن كثير قد ذكر فضائل لمعاوية وثبتها وقوى أسانيدها فلا يعتد عدنان إبراهيم إلا بما يريد

فقال ابن كثير في البداية والنهاية :” وَرَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ» . وَقَالَ مُحَمَّدُ بن سعد: ثنا سليمان بن حرب والحسين بن موسى الأشيب قال: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ، وقال الأشهب: قَالَ أَبُو هِلَالٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، وَقَالَ سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ أَوْ حَدَّثَهُ مَسْلَمَةُ عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ رَأَى مُعَاوِيَةَ يَأْكُلُ فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ هَذَا لَمِخْضَدٌ: قَالَ أَمَا إِنِّي أَقُولُ لَكَ هَذَا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَمَكِّنْ لَهُ فِي الْبِلَادِ وَقِهِ الْعَذَابَ» . وَقَدْ أَرْسَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمُ الزهري وعروة بن رويم وجرير بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ. وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدُ بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ» قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَهَذَا غَرِيبٌ، وَالْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ الَّذِي تَقَدَّمَ، ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبى عميرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ. وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ الْحَرَّانِيُّ كَمَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِمُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْعِلْمَ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ وَعِيسَى بْنُ هِلَالٍ وَأَبُو الْأَزْهَرِ عَنْ مَرْوَانَ الطَّاطَرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا أَبَا إِدْرِيسَ فِي إِسْنَادِهِ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَبْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيِّ عَنِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ. أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهمّ اجعله هاديا مهديا واهده» قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَقَوْلُ الْجَمَاعَةِ هُوَ الصَّوَابُ. وَقَدِ اعْتَنَى ابْنُ عَسَاكِرَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَأَطْنَبَ فيه وأطيب وَأَطْرَبَ، وَأَفَادَ وَأَجَادَ، وَأَحْسَنَ الِانْتِقَادَ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ، كم له من موطن قد تبرز فِيهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْحُفَّاظِ وَالنُّقَّادِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنِ الشَّامِ وَوَلَّى معاوية قال الناس: عزل عمر عميرا وولى معاوية، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَذْكُرُوا مُعَاوِيَةَ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ اهْدِ بِهِ» تَفَرَّدَ بِهِ الترمذي وقال: غريب. وعمرو ابن وَاقِدٍ ضَعِيفٌ، هَكَذَا ذَكَرَهُ أَصْحَابُ الْأَطْرَافِ فِي مُسْنَدِ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَعِنْدِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رِوَايَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيَكُونُ الصَّوَابُ فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَذْكُرُوا مُعَاوِيَةَ إِلَّا بِخَيْرٍ، لِيَكُونَ عُذْرًا لَهُ فِي تَوْلِيَتِهِ لَهُ. وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ- وَهُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ- قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَلَّى مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالُوا: وَلَّى حَدَثَ السِّنِّ، فَقَالَ: تَلُومُونَنِي فِي وِلَايَتِهِ، وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

«اللَّهمّ اجعله هاديا مهديا وَاهْدِ بِهِ» وَهَذَا مُنْقَطِعٌ يُقَوِّيهِ مَا قَبْلَهُ”

حتى قال ابن كثير :” ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَأَصَحُّ مَا روى في فضل معاوية حديث أبى جمرة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَانَ كَاتِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَبَعْدَهُ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ: «اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ» وَبَعْدَهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» قُلْتُ: وَقَدْ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ: ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ثنا المعافى عن عثمان ابن الْأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْعَشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عباس، فأتى ابن عباس، فقال: أوتر معاوية بركعة بعد العشاء، فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”

ولكن عدنان ينادي على نفسه بالهوى

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم