بمناسبة تحرير حمص: ثناء الإمام أحمد على أهل حمص بالسُّنة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أولاً نحمد الله تبارك وتعالى على خروج حمص من قبضة النصيرية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرَّ أعيننا بظهور أهل الإسلام على أهل الكفر في كل مكان، وأن يجعل لكل مكلوم ومظلوم فرجاً.

كنت قديماً كتبت مقالاً في براءة ياقوت الحموي من النصب، ومما ذكرته من الأدلة على براءته ما كان منه من رمي أهل حمص في الزمن الأول بالنصب، وكان القصد بيان بُعده عن النصب، لا تثبيت التهمة على أهل حمص.

خصوصاً وأنني عند قراءتي في كتب الحديث ظهر أن أكثر بلد فيه رواة للحديث في زمن التابعين وأتباع التابعين والآخذين عنهم هو حمص، ومن طريقهم رُوي حديث الافتراق المعروف (والخبر له طرق، ولكن طريق الحمصيين من أقواها).

غير أن هنا فائدة دونتها عند جردي لتاريخ دمشق لابن عساكر:

قال ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: “وأنبأني عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان أنا أبو الحسن الميموني قال وذكر أبو عبد الله يعني أحمد كورة من نحو الشام فقال قدرية ويتكلمون به في مساجدهم ويتعرضون للناس ولكن أهل دمشق وأهل حمص خاصة أصحاب سنة وهم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم كانت حمص مسكن ثور بن يزيد فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت المقدس”.

ويبدو أن هذا الخبر من مسائل الميموني المفقود.

ورُوي عن أحمد في «الضعفاء» للعقيلي نحوه.

قال العقيلي في «الضعفاء»: “848- حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: ثور بن يزيد الكلاعي كان يرى القدر، وكان من أهل حمص, نفوه وأخرجوه منها، لأنه كان يرى القدر، وليس به بأس”.

وهذا إسناد صحيح لأحمد، وكذا رواه حرب الكرماني عن أحمد في مسائله.

نسأل الله عز وجل أن يعيدها بلد سنة وعلم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.