( بغض النظر عن الدين ) عبارة تتردد على ألسنة الكثير من المثقفين والعوام والإعلاميين بل وبعض الإسلاميين

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

( بغض النظر عن الدين ) عبارة تتردد على ألسنة الكثير من المثقفين والعوام والإعلاميين بل وبعض الإسلاميين

وهي تعكس نوع من التصالح النفسي مع النموذج العالماني وأننا نتصور دنيا بدون دين مع أن الذي ينبغي أن يعتقد المسلم – وكل صاحب دين – أننا بدون الدين لا نساوي شيئا لأنه يفسر وجودنا ويحدد غايتنا من الوجود ومصيرنا في الآخرة

والمثير للسخرية أن هذا النوع من ( الشيزوفينيا ) بأن تكون منتميا لدين ومنظومتك القيمية عالمانية لم يكتف البعض باعتناق هذه الحالة المسخية وجعلها منهج حياة

بل تجده يطالب الآخرين أن يصيروا كذلك

كثيرون انتقدوا صنيع الكنيسة المصرية في الولايات المتحدة ومطالبتهم أتباع الكنيسة أن يخرجوا لتأييد الرئيس المصري وقول رجل الدين المتحدث أن هذا العصر عصرهم الذهبي

فتجد بعض الناس ينبري ويقول كيف تؤيدونه وهو ظالم وهو فعل وفعل

اسمع اسمع

هؤلاء أناس متدينون يضعون الظلم والفشل الاقتصادي أمام كفة التمكين لهم في البلاد ليُبشروا

كثير من الشخصيات التي كانت تهدد نشاطهم الدعوي هي الْيَوْم في السجون أو خارج البلاد فالمؤسسان لحركة دعم المسلمات الجدد اللواتي كانت الكنيسة تحبسهن اذا تركن النصرانية إلى الإسلام ينتظران الآن الحكم بالإعدام أو المؤبد

والنشاط التنصيري على أشده ومهاجمة التراث الاسلامي في الإعلام في أشرس حالاته فتجد أمثال ميزو واسلام البحيري وفاطمة ناعوت ويوسف زيدان ومحمد هداية ومصطفى راشد وأحمد عبده ماهر ومن على شاكلتهم

يطعنون في الثوابت ليل نهار في الإعلام ومن يقابلهم إما في السجن وإما مهجر وإما دعمه ضعيف وإما تم اسقاطه من قبل القوى الثورية نفسها التي لا ترى في الدنيا إلا القضية السياسية ويسقطون الداعية بمجرد السكوت ويثنون على الممثل ولاعب كرة القدم بالسكوت نفسه ويلتمسون له الأعذار

والتعليم الديني تم تشذيبه وتغييره

إلى غير ذلك من المكتسبات التي حققتها الكنيسة في هذه الحقبة فهو يرى دينه ومكتسباته الدينية فوق المصالح الاقتصادية العامة ومنظومة حقوق الانسان فمصلحتهم الدينية مقدمة عندهم على مفسدتك الدنيوية وهذا بالنسبة له أحسن الموجود وكل الخيارات البديلة مرعبة والتي ترى بعينك كيف أن واضعيها هم أول من يضعون أيديهم بأيدي من ينقضها في بلداننا ثم تبقى على إيمانك بها وأقل يهز إيمانك بالثوابت الدينية أحسن الله عزاءنا برشدك

كونك أنت تعيش في حالة من ( الشيزوفينيا ) مسلم بمنظومة قيم عالمانية لا تفرض هذا على غيرك فهذا الذي أنت تناقض ومرض العاقل يتنزه عنه

وهذا أيضا ينطبق على بعض الناس الذين يلومون الشيعة الإمامية في العراق على تأييدهم لشيعة فاسدين يحققون لهم مكاسب مذهبية مع خلل في المعيشة

بل حتى المتعصبون عرقيا مثل متعصبي الأكراد يفكرون بهذه الطريقة من جعل الدين الذي يفسر وجوده أو عصبيته لقومه قضيته المركزية ليس لك أنت يا من أقصى أمنياتك المأكل والمشرب والسكن وتحقيق الحلم الأمريكي أن تفرض عليهم قضيتك المركزية ثم تحاكمهم لها

رابط المقال الأصلي