بعيداً عن التقديس وليس بعيداً عن التدليس ..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فتنشر بعد الصفحات المهتمة بتشويه
التاريخ الإسلامي بعض الأخبار وتكتب ( بعيداً عن التقديس )

والعجيب أنهم مع إنكارهم للأخبار
المتواترة في آيات النبي صلى الله عليه وسلم وعدل المسلمين ويذهبون يتقفرون بعض
الروايات الغريبة ويبترونها ويكون لها مخرجاً حسناً ولكن يحملونها على شر مخرج

قال المقريزي في الخطط :” وخلف
عمرو بن العاص سبعين بهاراً دنانير، والبهار: جلد ثور، ومبلغه أردبان بالمصري،
فلما حضرته الوفاة أخرجه، وقال: من يأخذه بما فيه، فأبى ولده أخذه، وقالا: حتى ترد
إلى كل ذي حق حقه، فقال: والله ما أجمع بين اثنين منهم، فبلغ معاوية، فقال: نحن
نأخذه بما فيه.”

هذه الرواية يوردونها ليقولوا أن
عمرو بن العاص نهب أموال المصريين وعمرو أصلاً رجل ثري له بستان الوهط في الطائف
وكان من التجار وهذا عبد الرحمن بن عوف كان أغنى منه وما ولي ولاياته ثراؤه جاء من
التجارة

على أن هذه الرواية فقط هنا في كتاب
المقريزي وبينه وبين عمرو قرون كثيرة

وأما الرواية الثانية فقال ابن عبد
الحكم في فتوح مصر حدثنا عثمان بن صالح قال حدثنا ابن وهب قال سمعت حيوة بن شريح
قال سمعت الحسن بن ثوبان الهمداني يقول حدثني هشام بن أبي رقية اللخمي قال إن
عمرابن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته وأن
قبطيا من أهل الصعيد يقال له بطرس ذكر لعمرو أن عنده كنزا فأرسل إليه فسأله فأنكر
وجحد فحبسه في السجن وعمرو يسأل عنه هل يسمعونه يسأل عن أحد فقالوا لا إنما سمعناه
يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه من يده ثم كتب إلى ذلك
الراهب أن ابعث إلى بما عندك وختمه بخاتمه فجاءه رسوله بقلة شامية مختومة بالرصاص
ففتحها عمرو فوجد فيها صحفية مكتوبا فيها مالكم تحت الفسقية الكبيرة فأرسل عمرو
إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع منها البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين
وخمسين إردبا ذهب مضروبة فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد

فذكرابن أبي رقية أن القبط أخرجوا
كنوزهم شفقة أن يبغا على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس.

هذه الرواية انفرد بها عثمان بن صالح
وكان يلقن أو يدخل عليه خالد بن نجيح

وَقَال البرذعي: قلتُ لأبي زرعة:
رأيت بمصر نحوا من مئة حديث، عن عثمان بن صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ عَمْرو
بْنِ دينار، وعطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم منها: لا تكرم أخاك بما يشق عليه”؟ فقال: لم يكن عندي عثمان ممن يكذب،
ولكنه كان يكتب الحديث، مع خالد بن نجيح، وكان خالد إِذَا سمعوا من الشيخ أملى
عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به (أبو زُرْعَة الرازي 417 – 418)

وعادة أدعياء التنوير والملاحدة
التشكيك في المتواترات فكيف برواية انفرد بها شخص هذه حاله وإن حكم بصدقه وصلاحه
أئمة آخرون فهو لم يكن يتعمد وإنما كان يدخل في كتبه من قبل كذاب حاذق

وقد أثبت عليه أبو زرعة التلقين وهذا
جرح لا يندمل وهذا يؤيد صواب ما رواه ابن رشدين عن أحمد بن صالح أنه عده متروكاً

وهذه الرواية لها تأويل إن صحت أنه
كان كثير يكنزون الذهب والفضة ويحبسونه عن بقية الناس ممن يحتاجه فهددهم عمرو بن
العاص بهذا التهديد الشديد لكي يخرجوا هذا ويقسمه بين الناس

قال أحد الأخوة الباحثون :”
شهادة لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة الأرثوذكسية !

تقول لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة
الأرثوذكسية : ” بنيامين البابا الثامن والثلاثون ( 625-664م ) : في عهده
استرد هرقل ملك الروم مصر من الفرس , وأقام قِبَلِه عاملاً يونانيًا للخراج ( أي
لجمع الضرائب ) اسمه جريج بن مينا وجعله فوق ذلك بطريركًا ملكيًا , وهو الملقب
بالمقوقس . وكان هرقل قد أقام أساقفة خلقدونيين ( ملكيين ) لسائر إيبارشيات مصر .
فاختفى البابا بنيامين هو والأساقفة الأرثوذكسيون ودام هذا الإختفاء ثلاث عشرة سنة
حاق في خلالها البلاء بأهل البلاد , إذ اضطهدهم الأساقفة الملكيون بغية إكراههم
على اتباع عقيدة الطبيعتين , وقد اتبعها بعضهم فعلاً .

وفي هذه الأثناء فتح العرب مصر على
يد عمرو بن العاص . فكتب عمرو عهدًا بالأمان نشره في أنحاء مصر يدعو فيه البابا
بنيامين إلى العودة إلى مقر كرسيه ويؤمِّنه على حياته , فظهر البابا وذهب إلى عمرو
, فاحتفى به وردَّه إلى مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة , فأخذ يعمل على أن يسترد
إلى الحظيرة الأرثوذكسية الإبيارشيات التي استمالها الملكيون ( الكاثوليك ) .
فكُلل عمله بالنجاح , وكذلك عمَّر الأديرة التي خربها الفرس في وادي النطرون ,
وجمع إليها رهبانها الباقين المشتتين , وفي آخر أيامه أراد إعادة تعمير كنيسة مار
مرقس التي هدمت وقت فتح الإسكندرية , فلم تمهله المنية .

وكان البابا بنيامين موصوفًا بحسن
التبصر حتى أطلق عليه لقب ” الحكيم ” وكان هذا من الأسباب التي جعلت
عمرو يأنس إليه ويستهدي برأيه في شئون البلاد ” ( خلاصة تاريخ المسيحية في
مصر ص 114 , 115 – تأليف لجنة التاريخ القبطي , الطبعة الثالثة 1996هـ- دار مجلة
مرقس , القاهرة – مصر ) .

شهادة الأنبا شنودة !

كنت قد نقلت لكم شهادة لجنة التاريخ
القبطي بالكنيسة الأرثوذكسية على ما فعله عمرو بن العاص رضي الله عنه بعد دخوله
مصر فاتحًا , بالنصارى الأرثوذكس , وهذه الشهادة تُعد من أهم الشهادات على سماحة
الإسلام ورحمته بنصارى مصر إبان الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه
, وعلى الظلم والإضطهاد الذي كان النصارى الأرثوذكس يعانون منه على يد إخوانهم في
الدين ( الكاثوليك ) !

وأنقل لحضراتكم شهادة أخرى على سماحة
الإسلام بالنصارى في مصر , وهى لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية , ففي كتاب
“مرقس الرسول القديس والشهيد ” لمؤلفه ” الأنبا شنودة الثالث
” طبعة 1987م , إصدار مكتبة المحبة بالقاهرة . جاء فيه : ” سنة 644م
أبان الفتح العربي ( الإسلامي ) عبر أحد البحارة ( النصارى ) ليلاً إلى الكنيسة ,
فوجد تابوت القديس مرقس فتوهم أن فيه ذهبًا , فأخذه وأخفاه في خن المركب , وعندما
عزم عمرو بن العاص على المسير , تقدمت المركب كلها وخرجت من الميناء , ما عدا
المركب التي كان بها الرأس … فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها , فوجدوا الرأس في تلك
المركب مخبئًا , فأخرجوه , فخرجت المركب حالاً , واستحضر الرجل الذي اعترف بعد وقت
بسرقته , فضربه وأهانه .

ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا
الأقباط الذي كان في حالة هروبه إلى الصعيد (13 عامًا) خشية أضطهاد الملكيين …
فكتب له عمرو بن العاص خطابًا بخط يده يطمئنه , فحضر البابا واستلم منه الرأس
” ( مرقس الرسول القديس والشهيد ص 70 ) .

ولم يكتف البابا شنودة بهذه الشهادة
بل ذكر : ” أن عمرو بن العاص أعطى عشرة آلاف دينارًا للبابا بنيامين من أجل
بناء كنيسة عظيمة لصاحب هذه الرأس – أي مرقس – فبنى البابا بينيامين الكنيسة
” المعلقة ” الكائنة إلى يومنا هذا في شارع المسلة بالثغر , ودفن فيها
الرأس إلى الأن ” ( المصدر السابق ) .

وإن كنا لا نقول بما قال به البابا
شنودة حرفيًا , لكن هذا تاريخهم , وهذه شهادتهم !!

شهادة الكاثوليك !

رغم انتصار عمرو بن العاص رضي الله
عنه للمظلوم وهم الأرثوذكس على حساب الظالم وهم الكاثوليك , إلا أنهم أقروا بسماحة
الفتح الإسلامي لمصر – أي الكاثوليك – , لكنهم كالعادة طعنوا في الأرثوذكس ,
فزعموا أنهم خدموا العرب , فلذلك أحسنوا إليهم وأعطوهم كنائس الكاثوليك !!

يقول الأقباط الكاثوليك في مدونتهم
على شبكة المعلومات تحت عنوان : ” تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية “
: ( أما عمرو بن العاص, كتب إلى البطريرك بنيامين طالباً منه أن يعود ليدير بيعته
وطائفته. فعاد بنيامين إلى الإسكندرية بعد غيبة استمرت 13سنة . وأحسن عمرو
استقباله , كما عاد كثير من الأقباط الهاربين إلى أراضيهم . كانت سياسة عمرو ترمى
إلى كسب مودة الأقباط , واحترام شعورهم الديني, ولم يستولى على ممتلكات الكنيسة ,
لكنه كافأ الأقباط اليعاقبة على خدماتهم للعرب , إذ تركهم يستولون على معظم كنائس
الملكيين وأديرتهم. ولم يضغط على الأقباط ليعتنقوا الإسلام وكلفهم بحصر الضرائب ,
وعين لهم قاضياً مسيحياً ليحكم بينهم حسب ما جاء في شريعتهم , وتولى عبد العزيز بن
مروان ولاية مصر بعد وفاة عمرو (٦٨٥ م) ، وهو أول من فرض الجزية على الرهبان
والأساقفة والبطاركة. وخلاف ذلك كان حكمه عادلاًً. واتخذ له كاتبين أرثوذكسيين هما
أثناسيوس , واسحق وخدما مصالح الأقباط ومصالح البطريرك يوحنا السمنودى(٦٧٧ –
٦٨٦م). وكان بعض حكام الأقاليم من الأقباط أشهرهم بطرس حاكم الصعيد الذي اعتنق
الإسلام في نهاية حكم عبد العزيز بن مروان . وكان حاكم مريوط يتبع المذهب الملكي.
ثم تولى ولاية مصر قرة بن شريك الذي ترك معظم وظائف الدولة في أيادي الأقباط )

انتهى النقل

وقد أورد الموتورن رواية أخرى

قال ابن عبد الحكم وكان سبب نقض
الاسكندرية هذا كما حدثنا عن حيوة بن شريح عن الحسن بن ثوبان عن هشام بن أبي رقية
أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصبر لها
فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة لو أعطيتني من الركن إلى السقف ما أخبرتك إنما
أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا

خففنا عنكم فغضب صاحب إخنا فخرج إلى
الروم فقدم بهم فهزمهم الله وأسر النبطي فأتي به عمرو فقال له الناس اقتله فقال لا
بل انطلق فجئنا بجيش آخر.

أقول : طبعاً بتروا بقية الخبر الذي
فيه عفو عمرو بن العاص عن الخائن وتحديه له

والرواية منقطعة لأن المصنف يقول (
حدثنا ) بالبناء للمجهول عن حيوة بن شريح وهو في العادة يروي عنه بواسطتين وليس هو
من شيوخه باتفاق

وإن مما لا يعرفه كثير من المسلمين
عن عمرو بن العاص أنه كان صاحب قيام ليل وصيام وأنه كان يعظ الناس في الزهد

قال أحمد في مسنده (17765) 17917-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَحَجَّاجٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ قَالَ : أُسِرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
قَالَ : فَجَعَلَ عَمْرٌو يَسْأَلُهُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدَّعِيَ أَمَانًا ، قَالَ
: فَقَالَ عَمْرٌو : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ.

هذه الرواية على جهالة راو فيها أصح
من كل الروايات التي تملأ كتب التواريخ وفيها تهاويل وكذب فعمرو حاول أن يدعي محمد
أماناً لكي يقنع من حوله بعدم قتله

وقال أحمد في مسنده (17771) 17923-
حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُوسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ :
حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ
الْعَاصِ ، كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الْعَشَاءِ
أَوَّلَ اللَّيْلِ ، أَكْثَرَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ السَّحَرِ.

قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ
فَصْلاً بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، أَكْلَةُ السَّحَرِ

قال أحمد في مسنده (17773) 17925-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ النَّاسَ
بِمِصْرَ يَقُولُ : مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي
الدُّنْيَا وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا

وهذه أخبار صحاح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله
وصحبه وسلم