فتجد المبطل يورد عليه الاعتراضات وهو فقط يكلف نفسه الجواب عليها والاستدلال للحق
وما من حق إلا ويمكن أَن يورد عليه الإيرادات السوفسطائية إذا وضع في موضع الدفاع دائما وقد يتسلط أهل الباطل بذلك على بعض ضعاف النفوس فيدخلون عليهم الوسواس فتجد الشاب فيه تردد مع معرفته بالحجج وإبطال الشبهات الشهيرة
والحل أَن تقول للمبطل ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
فتكلفه أَن يقيم الأدلة على باطله كما كلفك أَن تقيم الأدلة على حقك وتسرد عليه الاعتراضات كما كان يعترض عليك وهنا سيظهر لك أنه ما من إيراد أورده عليك إلا وهو وارد عليه بشكل أقوى وهنا ينقطع الوسواس ويبطل السحر
لهذا لا يأخذوك بلعبة ( عندي تساؤلات ) أجب على أسئلتهم ثم حول الدفاع هجوما
قال ابن تيمية في شرح الأصبهانية : واعلم أنّه ما من حق ودليل إلا ويمكن أنه يرد عليه شُبه سوفسطائيّة ، فإنّ السفسطة إمّا خيال فاسد وإمّا معاندة للحق ، وكلاهما لا ضابط له.
أقول : ولا سبيل لقطع هذا إلا بتحويله من الهجوم إلى الدفاع ولا شك أنه سيجيب على اعتراضات أهل الحق بما يصلح أَن يكون نقضًا على سفسطته من باب أولى وما رأيت علاجًا أنجع من هذا الأسلوب للشباب الذين ابتلوا بالوسواس من كثرة سماعهم للمبطلين مع علمهم أنهم على حق