بشِّر ولا تنفر ولكن لا تتنازل فتزيغ !
كثير من الناس -بنية طيبة- حين يعالج إشكاليات قضايا المرأة يتحول من الإقناع المبني على الأدلة أو الوعظ المبني على تحريك المشاعر إلى الاسترضاء، وهو التسليم لأصل الخصم الفاسد، ومحاولة إرضائه عن طريق التركيز على ما يوافق أصوله الفاسدة من شريعتنا، أو ما كان قريباً منها دون النظر إلى ما يخالفها.
وقد خشى أبو بكر الصديق رضي الله عنه من إرضاء فاطمة (وهي فاطمة) بمخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التنازل عن شيء من الدين.
فقد جاء في الصحيحين: “وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركا شيئا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ“.
ما فكر حتى بحيلة أو مخرج بحيث يعطيها ما تريد على جهة الهبة من الإمام لا الميراث من أبيها، بل أراد أن يطبق ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
مهما بلغت مكانة الإنسان الذي نحاول هدايته اليوم فلن يصل إلى مكانة فاطمة، وقد نحاول أن نصلح الناس فنُفسد أنفسنا، ويقع منا الزيغ، ونُستدرج، ونفقد التوفيق.
ولنكن واثقين تماماً من أن الشريعة ليست بحاجة إلى تزويق، أو اجتزاء، وأن فيها الخير كله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.