فإن مما يذيعه الأشاعرة والماتردية قديماً وحديثاً نسبة التفويض للسلف حتى إن اللقاني لما قال:
وكل نصٍ أوهم التشبيها *** فأوله أو فوض ورم تنزيها
اختلف شراح الجوهرة في مذهب اللقاني هل هو التأويل أو التفويض؟ فاختار بعضهم أن مذهبه التأويل اعتماداً على تقديمه التأويل في هذا البيت، وبعضهم اختار أن مذهبه التفويض بقوله في بيت آخر :
وكل خيرٍ في إتباع من سلف *** وكل شرٍ في ابتداع من خلف
ومذهب السلف عند القوم هو التفويض وهذا الأمر يكاد يكون محل اتفاق بين الأشاعرة غير أن بعضهم زعم أن السلف كانوا مؤولة ومحققوهم قالوا : هم مؤولة في النادر !
لهذا ارتأيت كتابة هذا المقال نقضاً لهذه الفرية ، وكنت قد كتبت كثيراً في هذه المسألة في «الدفاع عن حديث الجارية» و «تسفيه أدعياء التنزيه»وبعض المقالات المتفرقة غير أنه بدا لي أن أجمع ما كتبت في هذه المسألة ضمن سلسلة المقالات التي أكتبها لبيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة.
أولاً :أدلة براءة الصحابة من عقيدة التفويض .
(1) عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – :
(أ)عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
«ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم» .
رواه ابن خزيمة في التوحيد « 149» الطبراني في الكبير «9/228» وإسناده قوي.
قلت : وهذا النص لا يحتمل تأويل ولا يمكن حمله على فوقية القهر إذ أن فوقية العرش على الماء ليست للقهر بل فوقية حقيقية .
(ب) عن سلمان الفارسي عن ابن مسعود قوله: «خمر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم جمعه بيده فخرج طيبه بيمينه وخبيثه بشماله» .
أخرجه ابن سعد « 1/27 » في الطبقات وسنده صحيح .
قلت : وفيه إطلاق الشمال على يد الله عز وجل خلافاً لمن منع ذلك ، وهذا السياق لا يجرؤ على تأويله إلا قرمطي، قال الذهبي -رحمه الله- في إثبات صفة اليد (ص24): “وصح عن سلمان الفارسي قال : خمر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم جمعه بيده -وأشار حماد بيده- فخرج طيبه بيمينه وخبيثه بشماله”.
قلت: هذه رواية حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان وهي عند ابن جرير في التاريخ (1/93)، وقد خولف حماد في سنده ولم يذكر أحدٌ الشمال غيره فقد روى هذا الحديث عن سليمان التيمي جمعٌ:
(1) معاذ بن معاذ العنبري وحديثه عند ابن سعد في الطبقات (1/9) طبعة دار احياء التراث العربي وقد جعل الخبر من رواية سلمان عن ابن مسعود.
(2) يزيد بن هارون وحديثه عند البيهقي في الأسماء والصفات (2/150) ط الحاشدي وتردد في صحابي الأثر هل هو ابن مسعود أو سلمان.
(3) معتمر بن سليمان وحديثه عند الآجري في الشريعة أثر 203 ط البصيرة وقد رواه على التردد في صحابي الأثر غير أنه زاد (وقال أبي ولا أراه إلا سلمان).
(4) أبو إسحاق الفزاري وحديثه عند الآجري في الشريعة أثر 204 وقد جعل الأثر من قول سلمان وفي السند إليه كلام.
(5) سفيان الثوري وحديثه عند ابن مندة في التوحيد (3/92) أثر رقم 474 ط الشيخ الفقيهي وقد رواه على التردد في صحابي الأثر.
(6) يحيى بن سعيد القطان وحديثه عند أبي الشيخ في العظمة (5/ 1546) وقد رواه على التردد.
وجميع هؤلاء لم يذكروا ( الشمال ) مما يدل على شذوذ هذه اللفظة والمحفوظ في السند التردد في صحابي الأثر لأنه رواية الأكثر، ولا يفوتني شكر أخي أبي المنذر سالم الشمري على مشاركته لي في بحث هذا الأثر.
(ج) قال حنبل بن إسحاق في «الفتن حديث رقم 44»: حدثنا قبيصة ومحمد بن كثير واللفظ لقبيصة حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء قال : تذاكرنا الدجال عند عبد الله «يعني ابن مسعود »فقال: «تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط الفرات ، يقاتلهم ويقاتلونه ، حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام ، فيبعثون إليهم طليعة ، فيهم فارس على فرس أشقر وأبلق , قال: فيقتتلون ، فلا يرجع منهم بشر.
قال سلمة : فحدثني أبو صادق ، عن ربيعة بن ناجذ : أن عبد الله بن مسعود قال : فرس أشقر.
قال عبد الله : ويزعم أهل الكتاب أن المسيح ينزل إليه , قال : سمعته يذكر عن أهل الكتاب حديثا غير هذا.
ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، فيمرحون في الأرض ، فيفسدون فيها , ثم قرأ عبد الله: ﴿وهم من كل حدب ينسلون﴾، قال : ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغف ، فتلج في أسماعهم و مناخرهم ، فيموتون منها ، فتنتن الأرض منهم ، فيجأر إلى الله ، فيرسل ماء يطهر الأرض منهم.
قال : ثم يبعث الله ريحا ، فيها زمهرير باردة ، فلم تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح.
قال : ثم تقوم الساعة على شرار الناس ، ثم يقوم الملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه.
والصور : قرن ، فلا يبقى خلق في السماوات والأرض إلا مات ، إلا من شاء ربك.
ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون ، فليس من بني آدم خلق إلا منه شيء.
قال : فيرسل الله ماء من تحت العرش ، كمني الرجال ، فتنبت لحمانهم وجثمانهم من ذلك الماء ، كما ينبت الأرض من الثرى , ثم قرأ عبد الله :﴿والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتهاكذلك النشور﴾، قال : ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه ، فينطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه ، ثم يقومون ، فيحيون حياة رجل واحد ، قياما لرب العالمين.
قال : ثم يتمثل الله – تعالى – إلى الخلق ، فيلقاهم ، فليس أحد يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه.
قال : فيلقى اليهود ، فيقول : من تعبدون ؟
قال : فيقولون : نعبد عزيراً.
قال : هل يسركم الماء ؟
فيقولون : نعم ، إذ يريهم جهنم كهيئة السراب.
قال : ثم قرأ عبد الله: ﴿وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا﴾.
قال : ثم يلقى النصارى ، فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون : المسيح.
قال : فيقول : هل يسركم الماء ؟
قال : فيقولون : نعم.
قال : فيريهم جهنم كهيئة السراب.
ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا.
قال : ثم قرأ عبد الله:﴿وقفوهم إنهم مسؤولون﴾.
قال : ثم يتمثل الله – تعالى – للخلق ، حتى يمر على المسلمين.
قال : فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون : نعبد الله ، ولا نشرك به شيئا.
فينتهرهم مرتين أو ثلاثا ، فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون: نعبد الله، ولا نشرك به شيئا.
قال : فيقولون : هل تعرفون ربكم ؟
قال : فيقولون : سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه.
قال : فعند ذلك يكشف عن ساق ، فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا ، كأنما فيها السفافيد.
قال : فيقولون : ربنا.
فيقول : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون.
قال : ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم ، فيمر الناس كقدر أعمالهم زمرا كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك ، حتى يمر الرجل سعيا ، ثم مشيا ، ثم يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه. قال : فيقول : أي رب ، لماذا أبطأت بي ؟
فيقول : لم أبطأ بك ، إنما أبطأ بك عملك. قال : ثم يأذن الله – تعالى – في الشفاعة.
فيكون أول شافع : روح القدس جبريل – عليه الصلاة والسلام -، ثم إبراهيم خليل الله ، ثم موسى ، ثم عيسى – عليهما الصلاة والسلام -.
قال : ثم يقوم نبيكم رابعا ، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله – تبارك وتعالى-: ﴿عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾ قال : فليس من نفس ، إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة ، أو بيت في النار.قال : وهو يوم الحسرة. قال : فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة. ثم يقال : لو عملتم.
قال : فتأخذهم الحسرة.
قال : ويرى أهل الجنة البيت في النار. فيقال : لولا أن منَّ الله عليكم.
قال: ثم يشفع الملائكة ، والنبي صلى الله عليه وسلمون، والشهداء ، والصالحون ، والمؤمنون ، فيشفعهم الله.
قال : ثم يقول الله : أنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته.
قال : ثم يقول : أنا أرحم الراحمين.
قال:ثم قرأ عبد الله: ﴿ما سلككم في سقر () قالوالم نك من المصلين () ولم نك نطعم المسكين () وكنا نخوض مع الخائضين () وكنا نكذب بيوم الدين﴾ قال : فعقد عبد الله بيده أربعا ، ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير ؟ ما ينزل فيها أحد فيه خير. فإذا أراد الله – عز وجل- أن لا يخرج منها أحد ، غير وجوههم وألوانهم.
قال : فيجيء الرجل فينظر ، ولا يعرف أحدا. فيناديه الرجل ، فيقول : يا فلان ، أنا فلان.
فيقول : ما أعرفك. فعند ذلك يقول :﴿ربنا أخرجنا منها، فإن عدنا فإنا ظالمون﴾.
فيقول عند ذلك : ﴿اخسئوا فيها، ولا تكلمون﴾ فإذا قال ذلك ، أطبقت عليهم ، فلا يخرج منهم بشر».
استدراك:
«قال العقيلي في الضعفاء : عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكندي سمع بن مسعود وفيه كلام ليس في حديث الناس , حدثني آدم قال سمعت البخاري قال : عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكندي كوفي سمع بن مسعود سمع منه سلمة بن كهيل في الشفاعة ولا يتابع على حديثه .
وهذا الحديث حدثناه محمد بن عبيد بن أسباط وعلى بن عبد العزيز قالا حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبى الزعراء قال ذكروا عند عبد الله الدجال فقال تفترقون أيها الناس ثلاث فرق فرقة ..الحديث .اهـ
وقال البخاري في التاريخ الكبير : «720» : عَبْد اللَّه بْن هانئ أَبُو الزعراء الكوفي ، سمع ابن مسعود رضي الله عَنْهُ ، سَمِعَ منه سلمة بْن كهيل ، يُقَالُ عَنْ أَبِي نعيم : أَنَّهُ الكندي ، رَوَى عَنِ ابن مسعود رضي الله عَنْهُ في الشَّفَاعَةِ : ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ رَابِعُهُمْ ، وَالْمَعْرُوفُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ ، وَلا يُتَابَعْ في حَدِيثِهِ. اهـ وذكره ابن عدي في الكامل برقم «1095» ونقل كلمة البخاري» .
قلت : قبيصة في روايته عن الثوري كلام ولكنه توبع في هذا الإسناد ، وتوبع عند الحاكم حيث قال «8519» أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني ، حدثنا الحسين بن حفص ، حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء فذكره .
وأبو الزعراء هذا وثقه ابن حبان والعجلي وابن سعد وصحح له الحاكم وقال البخاري لا يتابع على حديثه فعلى هذا يكون حسن الحديث « انظر تهذيب التهذيب».
وللموطن الشاهد شاهد عند الحاكم « 3424 »عن ابن مسعود أيضاً .
وهذا النص يمتنع فيه تأويل الساق بالشدة إذ أن الشدة واقعةٌ بالناس من قبل ، والكشف عن الساق خاص بالمؤمنين والشدة عامة بكل أهل المحشر ، بل إن الكشف عن الساق يكون فرجاً للمؤمنين ، ولا أدري كيف تكون الشدة علامةً يعرف بها المؤمنون ربهم ؟!.
غير أنه تبين ضعف الخبر بعد أوردته قديماً والله المستعان
(2) عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – :
عن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – قال: «مسح الله ظهر آدم بيديه فأخرج فيهما من خالق من ذريته»، رواه الآجري في الشريعة «ص322»: بسند حسن فيه محمد بن عجلان وهو صدوق وصححه الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين «ص106».
ولا يليق بالصحابة الكرام ، أن يحدثوا عن بني إسرائيل بما ينافي تنزيه السميع العليم.
(3) عبد الله بن عمر– رضي الله عنهما – :
(أ) أخرج الطبراني في المعجم الكبير « 13054» من طريق محمد بن نصر الصائغ ثنا أبو مصعب الزهري ثنا عبد الله بن الحارث الجمحي ثنا زيد بن أسلم قال :
«مر ابن عمر براعٍ فقال : هل من جزرة ؟ فقال ليس ها هنا ربها , قال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب قال فرفع رأسه إلى السماء وقال فأين الله ؟ فقال أنا والله أحق أن أقول أين الله ؟ واشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم» .
قال الألباني في مختصر العلو: رجاله ثقات مترجمون في التهذيب إلا شيخ الطبراني وهو ثقة مترجم في تاريخ بغداد . اهـ
قلت : تأمل معي رفع رأسه إلى السماء حينما قال فأين الله مما يدل أن المتقرر عندهم هو أن الله في السماء .
(ب) عن ابن عمر قوله: «خلق الله بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجنات عدن»، رواه الآجري في الشريعة «ص303» والحاكم «2/319» وصححه والبيهقي «ص403» وقال السيوطي في اللآليء «1/16»: وهذا الإسناد صحيح رجاله اخرج لهم الشيخان سوى عبيد فاخرج له مسلم والنسائي فقط. اهـ
قلت : وتخصيص هذه الأربعة بالذكر يدل بطلان تأويل اليد بالقدرة أو النعمة إذ أن جميع الخلق مخلوقون بقدرة الله عز وجل .
(4) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – :
قال ابن خزيمة في التوحيد « 343 » حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا ابن وهب حدثنا ابن لهيعة و عبد الرحمن بن شريح ويحي بن أيوب عن عبيد الله بن مغيرة السبائي عن أبي فراس « واسمه يزيد ين رباح» عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «يضحك الله إلى صاحب البحر ثلاث مرات حين يركبه ويتخلى من أهله و ماله وحين يميد وحين يراه شاكراً وإما كفوراً».
قلت : سنده صحيح ، وفيه إبطال تأويل الضحك بالرضا إذ كيف يرضى الله عز وجل عن الكفور.
(5) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – :
(أ) قال ابن أبي الدنيا في الأهوال « حديث رقم 27 » حدثني المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال ثنا أبو نضرة عن ابن عباس قال: «ينادي مناد بين يدي الصيحة : يا أيها الناس ، أتتكم الساعة ، قال فيسمعها الأحياء والأموات ، قال وينزل الله إلى السماء الدنيا ، فينادي مناد :﴿لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾».
قلت : إسناده صحيح وهو صريح في إثبات ابن عباس لصفة النزول إذ تخصيص السماء الدنيا بالذكر يبطل كل تأويل .
(ب)قال أسد بن موسى في الزهد « 52 » ثنا غسان بن برزين الطهوي عن سيار بن سلامة الرياحي عن أبي العالية الرياحي عن ابن عباس :
«إذا كان يوم القيامة اجتمعت الجن والإنس في صعيد واحد ثم ذكر حديثاً طويلاً قال في آخره : حتى يجيء ربك في ظلل من الغمام والملائكة صفوفاً »
قلت : وإسناده صحيح وله شواهد لا يتسع المقام لذكرها وهو صريح في إثبات المجيء لله عز وجل .
(ج) قال الإمام أحمد في «فضائل الصحابة 1639»: حدثنا عبدالرزاق عن معمر وابن خثيم عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أن ابن عباس قال لعائشة: «وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات».
قلت: هذا سند صحيح وله شواهد لبسطها مقام آخر ولا يشك من شم رائحة اللغة أن قول ابن عباس صريح في إثبات العلو ، فإن حرف « من »لا يأتي قبل الظرف «فوق »إلا وتكون الفوقية حقيقية و لك أن تنظر في جميع الآيات والأحاديث التي ورد فيها هذا التركيب لتعرف مصداق قولي بل وانظر في ما استطعت أن تنظر فيه من كلام العرب.
(د) عن ابن عباس أنه قال: «لكرسي موضع القدمين» أخرجه الدارقطني في «الصفات 36» و «النزول ص 49»، والخطيب في «تاريخ بغداد 5 / 251».
عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين، به.
وهذا الإسناد صحيح؛ مسلم البطين احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 5 / 431».
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 4/255» .
وبقية رجاله ثقات .
وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي ، فتابعه محمد بن معاذ، عن أبي عاصم، به.
أخرجه الحاكم في «المستدرك 2 / 282»، وقال: «صحيح على شرط الشيخين»، .
وتابعهما محمد بن بشار، عن أبي عاصم ، به.
قلت : وله طرق كثيرة ذكرتها في الدفاع عن حديث الجارية نقلاً عن بعض الناس لا أطيل المقام بذكرها هنا ، وفي هذا الأثر تفسير الصحابي لآية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً لمن منع ذلك من المفوضة.
(هـ) قال ابن جرير في تفسيره « 20/445»حدثني علي ، ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله :﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ قال: الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالح : أداء فرائضه ؛ فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه ، حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله . اهـ
قلت : صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الراجح الاحتجاج بها قال الإمام أحمد : إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً.اهـ نقل الحافظ هذا الكلام في الفتح « 8/438».
ثم قال الحافظ : وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس.اهـ.
والمعطلون يحتجون بما في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إذا رأوا فيها ما يتوهمون أنه تأويل ولا يمكن حمل كلام ابن عباس على العلو المعنوي فيكون الكلم الطيب يصعد في المكانة إلى مكانة الله والعياذ بالله، وهذا يبطل افتراء القوم على السلف في أنهم كانوا مفوضة أو مؤولة.
(6) أم سلمة :
قال الدارمي في الرد على الجهمية «137» عن موسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي قالا ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عاصم بن أبي نجود قال قالت أم سلمة رضي الله عنها: «نعم اليوم يوم عرفة ينزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا».
قلت : إسناده صالح على انقطاع بين عاصم وأم سلمة، وله شاهد عند اللالكائي «768» من طريق محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطبري أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أم سلمة، وهذا قوي إن كان أبو صالح سمع أم سلمة وقد أدركها، وعوداً على المقال الأصل.
(7) أبو رزين العقيلي:
قال ابن ماجة في سننه: «181» حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنَا يزيد بْنُ هارون أَنْبَأَنَا حماد بْنُ سلمة ، عَنْ يعَلِيّ بْنُ عطاء ، عَنْ وَكِيْع ، عَنْ وَكِيْع بْنُ حدس ، عَنْ عمه أَبِي رزين ؛ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلمْ : «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره» قَالَ ، قلت : يا رَسُول اللَّه! أَوْ يضحك ربنا ؟ قَالَ « نعم » قلت : لن نعدم من رب يضحك خيراً.
قلت: وهذا الحديث رواه ابن ماجة في باب فيما أنكرت الجهمية، وإثبات الصحابي للصفة هنا صريح ويمتنع تأويل الحديث على الرحمة إذ لا يسأل الصحابي عن رحمة الله عز وجل التي يعرفها كل أحد ، ويمتنع التأويل على الرضا إذ أن القنوط ليس فيه قربة حتى يرضى الله عز وجل. .
غير أنه ربما تكلم البعض في هذا الحديث من أجل وكيع بن حدس وأنه مجهول انفرد عنه يعلى بن عطاء، والجواب على هذا الإعلال أن يقال:
أن وكيعاً ذكره ابن حبان في كتاب مشاهير علماء الأمصار « ص124»وقال : « انه من الأثبات »وقال عنه الجوزقاني في كتابه الأباطيل و المناكير والصحاح المشاهير «1/232»: «صدوق صالح الحديث» وصحح له الترمذي وابن خزيمة – كما في التذييل على كتب الجرح والتعديل ص125 -.
والجوزقاني صنفه التهانوي مع المتشددين في كتابه «قواعد في علم الحديث »« ص191»وأقره عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على قواعد التهانوي، وقد صحح ابن جرير الطبري له حديثاً في تاريخه «1/19».
(8) جارية معاوية بن الحكم السلمي:
قال معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت لي غنم بين أُحُد والجَوَّانِيَّةِ ، فيها جارية لي ، فأطلعتها ذات يوم ، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة فصككتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك عليّ فقلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
قال : ادعها ، فدعوتها , فقال لها : أين الله؟
قالت : في السماء قال : من أنا ؟ ، قالت : رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة .
رواه مسلم «1/382» من طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية به.
قلت : فهذه الجارية أطلقت ما يحرم المعطلة مفوضهم ومؤولهم إطلاقه ، وقد حاول بعض المعطلة الطعن في صحة هذا الحديث لما رأى أنه يهدم مسالكهم كلها ، وقد انبرى له أهل السنة فدافعوا عن هذا الحديث الذي في صحيح مسلم
ثانياً : براءة التابعين من عقيدة التفويض
1- مجاهد بن جبر
أ _ قال ابن جرير في تفسيره 3206 – حدثني محمد بنعمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: “هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام” قال: هو غير السحاب لم يكن إلالبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا، وهو الذي يأتي الله فيه يوم القيامة
قلت : ربما طعن طاعن في هذا الأثر بعدم سماع ابن أبي نجيح من مجاهد
والجواب على هذا الإعلال أن يقال : أن ابن أبي نجيح أخذ تفسير مجاهد من كتابالقاسم بن أبي بزة كما ذكر ذلك ابن حبان في الثقات فعلى هذا لا يضر الإنقطاع لمعرفتنا بالواسطة
قال ابن حبان في (الثقات) : (7-331) وفي (مشاهير علماء الأمصار):(146)
((ماسمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليثبن أبي سليم وابن نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد))
وأما إعلاله بتدليس ابن أبي نجيح فمن العجائب إذ أنه لم يسمع التفسير من مجاهدأصلاً ومن شروط التدليس أن يكون التلميذ المدلس قد ثبت أصل سماعه من الشيخ ، وعنعنة ابن أبي نجيح لا تضر فإن أحاديثه عن مجاهد بالعنعنة مخرجة في الصحيحين
انظر على سبيل المثال لا الحصر
الأحاديث (72 و 306 و 1621) من صحيح البخاري
والأحاديث ( 1211 و 1604 و 1781) من صحيح مسلم
والترمذي أيضاً صحح أحاديثه عن مجاهد بالعنعنة
انظر ( حديث رقم 1147و 5146 ) من جامعه
وقال سفيان : ” تفسير ابن أبي نجيح صحيح ” رواه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرحوالتعديل ونقله الحافظ في التهذيب ، وإنما يعني تفسيره عن مجاهد إذ أنه لا تفسير له خاص
وللخبر طرق أخرى عن مجاهد
قال ابن أبي حاتم في تفسيره1997 عن حجاج بن حمزة ( قال عنه أبوزرعة (( شيخ مسلم صدوق )) كما فيترجمته في تاريخ الإسلام ) ثنا شبابة ثناورقاء عن ابنأبي نجيح عن مجاهد :” قوله (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام))كان يقول هو غير السحاب ولم يكن لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا وهو الذي يأتيالله فيه الله يوم القيامة .
وقال ابن جرير في تفسيره برقم 3672 من طريق محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح فذكره
ب_ أورد البخاري في صحيحه التفسير المنقول عن مجاهد لآية الإستواء على العرش وهو قوله:” استوى علا ” ، قال الحافظ في الفتح (13/405) :”وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه”
قلت : وهذا تفسير صريح لآية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً للمفوضة والمؤولة
ج_ وعن مجاهد في قوله تعالى ( وقربناه نجيا ) قال: بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، فما زال يقرب موسى عليه السلام حتى كان بينه وبينه حجاب واحد، فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم قال: رب أرني أنظر إليك”.
رواه ابن جرير في تفسيره في تفسيره (16 /71 ) من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عنه
فإن قلت : ما وجه إثبات الصفة في الأثر ؟
قلنا : المعطلة القائلون بأن الله عز وجل في كل مكان يرد عليهم وجود الحجاب بين رب العالمين وخلقه إذ لو كان في كل مكان لما كان للحجاب فائدة والمعطلة القائلون بأن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه لا يثبتون قرباً ولا بعداً وهذا الأثر يرد عليهم فيكون حجة لمثبتي العلو
2_ أبو عمران الجوني _ وهو من ثقات علماء التابعين _
قال عبدالله بن أحمد في السنة :
حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، وسويد بنسعيد الهروي، قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجوني: {ولتصنع على عيني} قال: «يربى بعين الله»، وإسناده صحيح كلهم ثقات إلا سويد بن سعيد الهرويفيه كلام ولكنه متابع هنا
والأثر رواه أيضاً ابن أبي حاتم في تفسيره وأبو نعيم في الحلية (1/351)، والأثر صريح في تفسير آية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً للمفوضة والمؤولة
3_ حكيم بن جابر _وهو تابعي مخضرم _
عن حكيم بن جابر أنه قال :” أخبرت أن ربك لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده وخلق آدم بيده وكتب التوراة بيده )) أخرجه هناد في الزهد (46) وابن أبي شيبة في المصنف (13/96) والآجري في الشريعة (ص303) بسند صحيح وصححه الذهبي في الأربعين (ص109)
4_ قتادة بن دعامة
قال ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره برقم 1995 حدثنا أبو زرعة حدثنا الحسن بن عون البصري حدثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة في قوله تعالى (( هل ينظرون إلا أنيأتيهم الله في ظلل من الغمام )) وذلك يوم القيامة
وقد قال ابن أبي حاتم أيضاً (أثر رقم 2005)حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ،أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،”فِي قَوْلِهِ: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِوَالْمَلائِكَةُ﴾ , قَالَ: يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ،وَتَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ”.
5_ يحيى بن أبي كثير
قال ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية14 – حدثني يعقوب بن إسماعيل ، قال : حدثنا حبان بن موسى ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا فإذا انتهى إلى ربه قال : اجعلوه في سجين فإني لم أرد بهذا
قلت : إسناده صحيح وهو صريح في إثبات العلو ، وللكلام بقية ونرجو إفادة الإخوة
6_ زيد بن أسلم
قال أبو بكر النجاد في الرد على من يقول بخلق القرآن 101 ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني حسين بن محمد قال ثنا محمد بن مطرف عن زيد بن اسلم قال إن الله تبارك وتعالى لما كتب التوراة بيده قال بسم الله هذا كتاب الله بيده لعبده موسى يسبحني ويقدس لي ولا يحلف باسمي آثما فإني لا أزكي من حلف باسمي آثما
قلت : إسناده صحيح ، والأثر في السنة لعبد الله بن أحمد غير أننا استعضنا بذكر كتاب النجاد لأن أهل الأهواء لم يتسلطوا عليه بالطعن كما فعلوا مع السنة لعبد الله بن أحمد
7_ عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال ابن جرير في تفسيره 13661 – حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: النظر إلى وجه ربهم. وقرأ: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد النظر إلى وجه ربهم
قلت : هذا صحيح وفيه إثبات صفة الوجه وقد جاء مثله عن قتادة وفاتني ذكره سابقاً ، وهنا ينتهي ذكر ما عندي عن التابعين ويأتي بعده ذكر أتباع التابعين
8_ عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل
أ_ قال ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن العزيز ص42 :” كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال فيها: … وإن لكم معادا ينزل الله تبارك وتعالى للحكم فيه والفصل بينكم … “
وقال يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/611) : حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ- وكانت آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا: وذكر فيها : وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ لِيَحْكُمَ فِيكُمْ، وَيَفْصِلَ بَيْنَكُمْ
وهذا طريقان يصح بهما الخبر وإسناد يعقوب وحده صحيح فعبد الرحمن روى عنه جمع من الثقات منهم البخاري وذكره ابن حبان في الثقات
ب_ 80/13- اللالكائي قال: أخبرنا الحسين قال أخبرنا أحمد قال ثنا بشر قال ثنا عبد الله بن يزيد المقري قال: ثنا حرملة بن عمران قال: حدثني سليمان بن حميد أنه سمع محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز، قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة وأهل النار أقبل تبارك وتعالى في ظلل من الغمام ومعه الملائكة فيقف على أهل أول درجة من الجنة فيسلم عليهم فيردون عليه وهو قوله: سلام قولا من رب رحيم.
سليمان بن حميد روى عنه جمع من الثقات وذكره ابن حبان في الثقات ومثل هذا يحتمل في المقطوع
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم