بحث في مرويات جعفر القمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس …

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا بحث مختصر في مرويات جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس

وداعي البحث ما ورد عن ابن مندة في شأن رواية جعفر بن أبي المغيرة القمي
عن سعيد بن جبير

قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/344) :” جعفر بن أبى المغيرة [ د
، ت ، س ] القمي . صاحب سعيد بن جبير . رأى ابن عمر ، وكان صدوقا . روى عنه يعقوب القمي
، ومندل بن على ، وجماعة . وذكره ابن أبى حاتم وما نقل توثيقه ، بل سكت .

 قال ابن مندة : ليس هو بالقوي
في سعيد بن جبير . قلت : روى هشيم عن مطرف ، عنه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في
قوله : وسع كرسيه السموات والارض – قال : علمه . قال ابن مندة : لم يتابع عليه . قلت
: قد روى عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كرسيه موضع قدمه . والعرش
لا يقدر قدره .: فيهلكوا . وروى أبو بكر الهذلي وغيره ، عن سعيد بن جبير من قوله :
قال الكرسي موضع القدمين “

أقول : وقد رأى بعضهم أن هذا تعنت من ابن مندة ، فإن الراوي لا يتم اسقاطه
بغلطٍ واحد ، وقد كنت أستوجه هذا حتى وقفت على نصٍ في لأبي زرعة في العلل لابن أبي
حاتم يوافق فيه ما ذهب إليه ابن مندة

قال ابن أبي حاتم في العلل (1/83) :” وسألتُ أبِي وأبا زُرعة عَن
حدِيثٍ ؛ رواهُ يعقُوبُ الأشعرِيُّ ، عن جعفرٍ ، عن سعِيدِ بنِ جُبيرٍ ، عنِ ابنِ عبّاسٍ
، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أنّهُ كان إِذا صلّى المغرِب صلّى ركعتينِ ،
يُطِيلُهُما حتّى تصدّع أهلُ المسجِدِ.

قال أبِي : حُكِي عن يعقُوب الأشعرِيِّ ، أنّهُ قال : هذِهِ الأحادِيثُ
الّتِي أُحدِّثُكُم بِها عن جعفرٍ ، عن سعِيدٍ ، كُلُّها عنِ ابنِ عبّاسٍ ، عنِ النّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، فإِن كان هذا الّذِي حُكِي حقًّا فهُو صحِيحٌ ، وإِن لم يكُن
حقًّا فهُو عن سعِيدٍ قولُهُ.

وقال أبُو زُرعة : هذا عندِي عن سعِيدٍ قولُهُ ، لأنّهُ مُحالٌ أن تكُون
هذِهِ الأحادِيثُ كُلُّها عنِ ابنِ عبّاسٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قرِيبٌ
مِن أربعِين حديثًا أو أكثرُ “

أقول : هنا يذهب أبو زرعة إلى أنه من المحال أن تكون تلك الأحاديث التي
رواها جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم .

 كلها محفوظة بل ذهب إنها عن سعيد
ولعله يعني أنها مرسلة أو مقطوعات على سعيد بن جبير ( ودعوى الارسال أقرب فسيأتي أن
بعضها أعل بالإرسال )

والآن مع سرد مرويات ما وقفت عليه من مرويات جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً ، وأرجو أن أكون قد استقصيت

1- قال ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول 2: حدثنا محمد بن عبد الوهاب
( كذا في الأصل وصوابه محمد بن عبد الواهب ) حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة
عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال :” عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من
الأنصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل فلما دخل عليه لم ير أحدا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم سمعتك تكلم غيرك قال يا رسول الله لقد دخلت الداخل اغتماما
بكلام الناس مما بي من الحمى فدخل علي رجل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلسا ولا أحسن
حديثا منه قال ذاك جبريل وإن منكم رجالا لو أحدكم أقسم على الله عز وجل لأبره .

ورواه أيضاً الضياء المقدسي في المختارة (4/468)

ورواه الطبراني في الأوسط 2717 وقال :” لا يروى هذا الحديث عن بن
عباس إلا بهذا الإسناد ولم يروه إلا محمد بن عبد الواهب “

ومحمد بن عبد الواهب شيخٌ لابن أبي الدنيا والبغوي ، وموسى بن هارون كما
في المعجم لابن المقريء (330) وسهل بن علي الدوري كما في المعجم لابن الأعرابي
(1637) وعبد الله بن أحمد بن حنبل كما في المعجم الكبير للطبراني (10976) وعبد الله
لا يروي إلا عن ثقة

واحتج به المقدسي في المختارة فمثله مستقيم الحديث

فيكون السند صحيحاً إلى جعفر ، ويبقى الكلام في جعفر على ما قدمنا ، ولم
أجد له متابعاً وقد تقدم نص الطبراني في نفي وجود المتابع

2- قال الترمذي في جامعه [ 2980 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحسن بن موسى
حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس
قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك
قال حولت رحلي الليلة قال فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال فأوحي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
} أقبل وأدبر وأتق الدبر والحيضة

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ويعقوب بن عبد الله الأشعري هو يعقوب القمي
.

وهذا الحديث صححه ابن حبان (4202) وقد رواه أحمد (2703) وأورده البزار
في مسنده المعلل (5143 ) وقال :” وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن ابنِ عباس
إلاَّ مِن هذا الوجه بهذا الإسناد”

وقد روي في سبب نزول الآية خبراً أصح من هذا

قال البخاري 4528 : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ
ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَتْ الْيَهُودُ
تَقُولُ إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ فَنَزَلَتْ { نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } .وهو في صحيح مسلم

وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 2133 : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ،
انبا ابن وهب ، اخبرني مالك بن انس ، وابن جريج وسفيان بن سعيد الثوري ، أن محمد بن
المنكدر حدثهم عن جابر بن عبد الله ، أخبره أن اليهود قالوا للمسلمين : من أتى امرأة
وهي مدبرة ، جاءولده أحول ، فأنزل الله تعالى : نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم
قال ابن جريج في الحديث : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : مقبلة ومدبرة إذا
كان ذلك في الفرج

3- قال أبو داود في سننه 3164: حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْجَرَائِىُّ
أَخْبَرَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ أَبِى الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ فِى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ
الْمَغْرِبِ حَتَّى يَتَفَرَّقَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ.

وقد أعله أبو داود بالإرسال

وهذا يخالف الثابت في صحيح البخاري (1172) من أنه صلى الله عليه وسلم كان
يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته ، وقد أشار أبو داود إلى هذا

4- قال الطبراني في الكبير 12318 : حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عمر بن العباس
الرازي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما :” قال : لما افتتح النبي صلى الله عليه و سلم
مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقال : أيئسوا أن نريد أمة محمد على الشرك بعد
يومكم هذا ولكن أفتنوهم في دينهم وافشوا فيهم النوح “

وهذا موقوف له حكم الرفع

5- قال الطبراني في الأوسط 122 : حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قال
حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا موسى بن أعين عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الله :” يتوفى الأنفس حين موتها قال تلتقي أرواح
الأحياء والأموات في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء
إلى أجسادها “

لم يروه عن مطرف إلا موسى

أقول : والسند إلى جعفر سليم ، فبقي النظر في حال جعفر ، وهذا وإن كان
موقوفاً إلى أن له حكم الرفع

6- وقال الطبراني في الأوسط 7662 – حدثنا محمد بن موسى الاصطخري نا أبو
أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي نا علي بن ثابت الدهان ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن
أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي
صلى الله عليه و سلم فشهدوا معه أحدا وكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحد فلما رأوا
ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله إنا أهل ميسرة فائذن لنا نجيء بأموالنا
نواسي بها المسلمين فأنزل الله عز و جل فيهم الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون
الآية أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين قال ويدرءون بالحسنة السيئة
قال تلك النفقة التي واسوا بها المسلمين حتى نزلت هذه الآية قال ففخر أهل الكتاب على
المسلمين حتى نزلت هذه الآية فقالوا يا معشر المسلمين إما من آمن منا بكتابكم فله أجران
ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به فزادهم النور والمغفرة وقال لئلا
يعلم أهل الكتاب إلا يقدرون على شيء من فضل الله

لم يرو هذا الحديث عن جعفر إلا يعقوب القمي تفرد به علي بن ثابت.

وعلي بن ثابت الدهان قال فيه الذهبي في الميزان :” صدوق لكنه شيعي
معروف “

 غير أن شيخ الطبراني محمد بن موسى
الاصطخري قال فيه في لسان الميزان (7/541) :” شيخ مجهول ، روى عن شعيب بن عمران
العسكري خبراً موضوعاً “

وضعفه الدارقطني في سننه (2/125) وتابعه البيهقي في الكبرى (4/119)

7- وقال الطبراني في الكبير 12316 – حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا
عبد العزيز بن الخطاب ثنا حبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جيير عن أبن
عباس رضي الله عنهما قال :” قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم : ( أفيكم
أحد من هذيل ؟ ) فلم يجبه أحد ثم قال ( أفيكم أحد من هذيل ؟ ) فقال رجل منهم : أنا
وقد مات رجل منهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما منعك أن تكلم حيث تكلمت
؟ ) قال : ظننت يارسول الله أنه نزل في قومي شيء فكرهت أن أكون أن الذي آتيهم به قال
: ( لا إن صاحبكم محتبس بدينه )

أقول : وإسناده إلى جعفر مستقيم وبقي النظر في حال جعفر

8- وقال الطبراني في الكبير 12319 : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا
أبو بلال الأشعري ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: قال :” احتجم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو صائم محرم “

أقول : أبو بلال الأشعري ترجم له الذهبي في الميزان وذكر أن الدارقطني
ضعفه ، وهذا المتن غريب مستنكر

9- قال النسائي في سننه [ 2345 ] أخبرنا القاسم بن زكريا قال حدثنا عبيد
الله قال حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر .

أقول : وهذا الخبر له علة غير ما قيل في جعفر

قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 977 : حدثنا ابن بشار ، وابن المثنى
، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن موسى بن سلمة الهذلي ، قال
: سألت ابن عباس عن صوم الأيام البيض ، فقال : كان عمر يصومهن .

فأفتى ابن عباس بفعل عمر ، ولو كانت عنده سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
لما عدل عنها إلى الفتيا بفعل عمر والله أعلم

10- وقال الطبراني في الكبير 12322 : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا
يحيى الحماني ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
:” قال : أتت قريش اليهود فقالوا : بم جاءكم موسى ؟ قالوا : عصاه ويده بيضاء للناظرين
وأتوا النصاري فقالوا : كيف كان عيسى ؟ قالوا : كان يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى
فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا فدعا ربه
فنزلت هذه الآية { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
} فليتفكروا فيها “

أقول : وهذا الخبر منكر ، خالفه ما هو أصح منه

قال النسائي في الكبرى 11290 : أنا زكريا بن يحيى نا إسحاق نا جرير عن
الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال :” سأل أهل مكة رسول الله
صلى الله عليه و سلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزدرعوا قال الله
عز و جل إن شئت آتيناهم ما سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم وإن شئت نستأني
بهم لعلنا ننتج منهم فقال لا بل أستأني بهم فأنزل الله هذه الآية { وما منعنا أن نرسل
بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة } “.

فخالفه في المتن وذكر آيةً أخرى غير الآية التي ذكرها ابن أبي المغيرة
.

 وجعفر بن إياس من أثبت الناس في
سعيد بن جبير وإنما تكلموا في حديثه عن مجاهد ، ولعل البلاء من يحيى بن عبد الحميد
الحماني فهو مع سعة حفظه متهم .

11- وقال الطبراني في الكبير 12325 : حدثنا الفضل بن أبي روح البصري ثنا
عبد الله بن عمر بان أبان ثنا يحيى بن يمان عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن :” النبي صلى الله عليه و سلم { ألا إن أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قال : يذكر الله برؤيتهم “

أقول : شيخ الطبراني الفضل بن أبي روح قال الهيثمي في مجمع الزوائد
(7/36) :” لم أعرفه ” ، وتخريج الضياء له في المختارة تساهلٌ والله أعلم
فقد انفرد عنه الطبراني

ولكنه قد توبع عند النسائي في سننه في الكبرى أخبرنا حفص بن عمر نا محمد
بن سعيد بن سابق عن يعقوب وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب نا عثمان بن زفر نا يعقوب عن جعفر
عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل وقال إبراهيم سئل
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أولياء الله قال الذين إذا رأؤوا ذكر الله

12- وقال البيهقي في دلائل النبوة 736 : أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن
أبي سعيد السوسي قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي إملاء قال
: حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي قال : حدثنا محمد بن حميد قال : أخبرنا
علي بن مجاهد قال : حدثنا أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير
، عن ابن عباس قال : فأنزل الله سكينته عليه قال : على أبي بكر لأن النبي صلى الله
عليه وسلم لم تزل السكينة معه . ورواه الآجري في الشريعة (3/391)

أقول : ومحمد بن حميد الرازي حافظٌ متهم بالكذب وللأخ حمود الكثيري مقال
مستقل في تحرير حاله .

13- وقال البزار في مسنده 4764: حَدَّثنا أسيد بن عاصم ، قال : حَدَّثنا
عامر بن إبراهيم ، قال : حَدَّثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سَعِيد بن
جُبَير ، عَن ابنِ عباس ، رَضِي الله عنهما ، قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وقد أظلتنا سحابة ونحن نطمع فيها فقال : إن الملك الذي يسوقها ، أو يسوق هذه
السحابة دخل علي فسلم علي فأخبرني أنه يسوقها إلى وادي كذا.

أقول : وإسناده إلى جعفر مستقيم ، وبقي النظر في حال جعفر على ما قدمت

14- قال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص204 أخبرني أبو الحسن علي بن محمد
الخطيب عن سليمان بن حمزة قال أخبرنا جعفر بن علي قال أخبرنا السلفي قال أخبرنا علي
بن أحمد بن بيان قال أخبرنا طلحة بن علي قال أخبرنا أحمد بن عثمان الأدمي قال حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني قال حدثنا يعقوب القمي
قال حدثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال
من قرأ إذا صلى الغداة ثلاث آيات من أول سورة الأنعام إلى ويعلم ما تكسبون نزل إليه
أربعون ألف ملك يكتب له مثل أعمالهم ونزل إليه ملك من فوق سبع سماوات ومعه مرزبة من
حديد فإن أوحى الشيطان في قلبه شيئا من الشر ضربه ضربة حتى يكون بينه وبينه سبعون حجابا
فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى له أنا ربك وأنت عبدي امش في ظلي واشرب من الكوثر
واغتسل من السلسبيل وادخل الجنة بغير حساب ولا عذاب

هذا حديث غريب

والمتهم به إبراهيم بن إسحاق وإن كان في محمد بن عثمان بعض الضعف لكنه
لم يترك

وأما إبراهيم قال الدارقطني متروك

وقال الأزدي زائغ

وأما ابن حبان فذكره في الثقات لكن قال ربما خالف .

أقول : قد كفانا ابن حجر مؤنة البحث في هذا الخبر

15- وقال البيهقي في البعث والنشور 371 : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي ، ثنا سليمان بن محمد بن ناجية ، ثنا محمد بن علي بن عتاب الجلاب ، ثنا
أبو الربيع الزهراني ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير
، عن ابن عباس ، قال :

 سلونا فإنكم لا تسألون عن شيء
، إلا سألنا عنه ، فقال رجل : أفي الجنة غناء ؟

 قال : أكوار من مسك عليها جوار
يمجدون الله عز وجل بصوت لم تسمع الآذان بمثلها قط .

وهذا موقوف ولكن له حكم الرفع ، وهذا الخبر موضوع ولا يحتمل جعفر مثله
، والمتهم به محمد بن الحسين السلمي

قال الذهبي في الميزان :” محمد بن الحسين ، أبو عبد الرحمن السلمى
النيسابوري . شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم . تكلموا فيه ، وليس بعمدة
. روى عن الاصم ، وطبقته ، وعنى بالحديث ورجاله . وسأل الدارقطني

 قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف
القطان : كان يضع الأحاديث للصوفية .

وقال الحافظ عبد الغافر الفارسى في تاريخ نيسابور : جمع من الكتب ما لم
يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرست تصانيفه مائة أو أكثر ، وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق
والحجاز . ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة “

وهذا الخبر مما وضعه للصوفية ، ليحسن لهم غناءهم ، فإنهم من سماجة عقولهم
يستدلون بالسماع الأخروي في الجنة ، على حسن السماع الدنيوي كما فعل القشيري في رسالته

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم