بحث في الصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي ودعوى كونه من قتلة عثمان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا بحث في الصحابي ( عبد الرحمن بن عديس البلوي ) الذي قيل أنه من أصحاب
الشجرة ، ومع ذلك كان في قتلة عثمان رضي الله عنه ، وعند البحث والتحقيق وجدت مدار
الخبر الذي يذكرون فيه أنه قتل عثمان على ابن لهيعة والواقدي وسيف التميمي

قال أبو نعيم في معرفة الصحابة 4669 – حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ
لَهِيعَةَ، ثنا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحِجْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُقْتَلُونَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ»
قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ كَانَ ابْنُ عُدَيْسٍ مِمَّنْ أَخَذَهُ مُعَاوِيَةُ
فِي الرَّهْنِ، فَسَجَنَهُمْ بِفِلَسْطِينَ، فَهَرَبُوا مِنَ السِّجْنِ، فَاتُّبِعُوا
حَتَّى أُدْرِكُوا، فَأَدْرَكَ فَارِسٌ مِنْهُمُ ابْنَ عُدَيْسٍ، فَقَالَ ابْنُ عُدَيْسٍ:
وَيْحَكَ، اتَّقِ اللهَ فِي دَمِي، فَإِنِّي مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ:
الشَّجَرُ كَالْجَبَلِ كَثِيرٌ، فَقَتَلَهُ

ابن لهيعة ضعفه بعض الأئمة مطلقاً

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في سؤالاته عن ابن معين : سمعت يحيى
بن معين يسأل عن رشدين بن سعد ، قال : ليس بشىء ، و ابن لهيعة أمثل من رشدين ، و قد
كتبت حديث ابن لهيعة

قلت ليحيى بن معين : ابن لهيعة و رشدين سواء ؟ قال : لا ، ابن لهيعة أحب
إلى من رشدين ، رشدين ليس بشىء ثم قال لى يحيى بن معين : قال أهل مصر: ما احترق لابن
لهيعة كتاب قط ، و ما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات .

ولهذا اختار أبو حاتم وأبو زرعة أن حديثه ضعيف مطلقاً إلى أن حديث المتأخرين
أشد ضعفاً ،

قال ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل: نا عبد الرحمن قال سألت ابي وابا
زرعة عن ابن لهيعة والافريقى ايهما احب اليكما فقالا: جميعا ضعيفان، بين الافريقى وابن
لهيعة كثير، اما ابن لهيعة فأمره مضطرب، يكتب حديثه على الاعتبار.

قلت لابي: إذا كان من يروى عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج
به ؟ قال: لا.

نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه ؟ فقال:
آخره واوله سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان اصوله فيكتبان منه، وهؤلاء
الباقون كانوا يأخذون من الشيخ -قال محقق الطبعة: وقع في الاصلين والظاهر (النسخ)-
وكان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه.

وهذا اختيار الذهبي

قال الذهبي :ولم يكن على سعة علمه بالمتقن حدث عنه ابن المبارك وابن وهب
وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه وقبل احتراق كتبه فحديث
هؤلاء عنه أقوى وبعضهم يصححه ولا يرتقي إلى هذا.

قد ضعفه غير واحد من أهل العلم قبل احتراق كتبه و بعده مثل:يحيى بن معين
و عمرو بن علي الفلاس و سعيد بن أبي مريم.

وكلام ابن معين في أن ابن وهب كان يكتب عن ابن لهيعة حتى مات ، وكلام أبي
حاتم وأبي زرعة جرحٌ مفسر لا يمكن دفعه ، يقدم على تعديل نمن سواهما ، وقد اختار الشيخ
مقبل الوادعي هذا المذهب في ابن لهيعة

وقد اضطرب ابن لهيعة في الخبر

قال البيهقي في دلائل النبوة وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ،
عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي
سُفْيَانَ، أَخَذَ ابْنَ عُدَيْسٍ فِي زَمَنِ أَهْلِ مِصْرَ فَجَعَلَهُ فِي بَعْلَبَكَّ
فَهَرَبَ مِنْهُ فَطَلَبَهُ سُفْيَانُ بْنُ مُجِيبٍ فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ رَامٍ مِنْ
قُرَيْشٍ فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِنُشَّابَةٍ , فَقَالَ ابْنُ عُدَيْسٍ: أَنْشُدُكَ اللهُ
فِي دَمِي , فَإِنِّي مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. فَقَالَ: إِنَّ الشَّجَرَ
كَثِيرٌ فِي الْجَبَلِ أَوْ قَالَ: الْجَلِيلِ , فَقَتَلَهُ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةُ
قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ سَارٍ بِأَهْلِ مِصْرَ
إِلَى عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ

وقال البغوي في معجم الصحابة 1944- حدثني محمد بن إسحاق نا أبو الأسود
نا ابن لهيعة عن يزيد عن ابن شماسة: أن رجلا حدثت عبد الرحمن بن عديس قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. [ … عن النضر بن عبد الجبار … ] .

وقد روى عمرو بن الحارث دون ذكر قصة مقتل عبد الرحمن

قال البغوي في معجم الصحابة 1943- حدثنا أحمد بن منصور نا نعيم بن حماد
نا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن عديس قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم
من الرمية يقتلون بجبل لبنان أو الجليل [أو بالجليل أو بحبل] لبنان.

وقال ابن شبة في تاريخ المدينة (4/1155) : * حدثنا هارون بن عمر قال، حدثنا
أسد بن موسى، عن أبي لهيعة قال، حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال: كان الركب الذين ساروا
إلى عثمان رضي اله عنه فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل،

وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكان ممن بايع رسول الله صلى الله
عليه وسلم تحت الشجرة

وهذا مرسل وابن لهيعة ضعيف

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 32718- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ
, قَالَ : حدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ , قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ
، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيَّ يَقُولُ : قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَن
بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ , فَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ
: فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَقُلْتُ : إنَّ فُلاَنًا ذَكَرَ
كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ عُثْمَان : وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللهِ
عَشْرًا : إنِّي لَرَابِعُ الإسْلاَمِ , وَقَدْ زَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم ابْنَتَهُ , ثُمَّ ابْنَتَهُ , وَقَدْ بَايَعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم بِيَدِي هَذِهِ الْيُمْنَى فَمَا مَسِسْتُ بِهَا ذَكَرِي , وَلاَ تَغَنَّيْتُ
, وَلاَ تَمَنَّيْت , وَلاَ شَرِبْت خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ , وَلاَ إسْلاَمٍ , وَقَدْ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ الزَّنقَةَ , وَيَزِيدُهَا
فِي الْمَسْجِدِ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ , فَاشْتَرَيْتهَا وَزِدْتهَا فِي الْمَسْجِدِ.

وهذا أيضاً فيه ابن لهيعة ، وقد أورده البزار في مسنده المعلل ولا أحسب
إلا أنه استنكره ، وقد اعتمد ابن حجر في الفتح على هذه الرواية في شرح بعض الأحاديث
فما أحسن

وقد ذكر ابن عدي أن ابن لهيعة فيه تشيع شديد ، ويبدو أنه لهذا كان يتجوز
بالتحديث بهذا الخبر وكان مداره عليه

وقال الطبري في تاريخه (2/474) : كتب إليّ السريّ، عن شعيب عن سيف، عن
محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان، قالوا: لما كان في شوال سنة خمس وثلاثين خرج أهل
مصر في أربع رفاق على أربعة أمراء؛ المقلّل يقول: ستمائة، والمكثّر يقول: ألف. على
الرّفاق عبد الرحمن بن عديس البلويّ

وسيف بن عمر التميمي كذاب خبيث

وقال البيهقي في دلائل النبوة (6/494) :” وَبَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْبَلَوِيُّ هُوَ رَأْسِ
الْفِتْنَةِ، لَا يَحِلُّ أَنْ يُحَدَّثَ عَنْهُ بِشَيْءٍ

هذا بلاغ لا يصح لذا ما كان ينبغي للذهبي إيراده في التاريخ

وقال أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (4/1854) :” عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قُتِلَ زَمَنَ
مُعَاوِيَةَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ، قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ  إِلَى عُثْمَانَ”

قوله ( قيل ) يدل على تشككه في ثبوت الخبر

وقال ابن سعد في الطبقات 2975- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ
: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ الرَّبِيعِ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهَا (ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مَحْمُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ (ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ
لَمَّا أَقْبَلُوا مِنْ مِصْرَ يُرِيدُونَ عُثْمَانَ وَنَزَلُوا بِذِي خَشَبٍ ، دَعَا
عُثْمَانُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِمْ ، فَارْدُدْهُمْ
عَنِّي ، وَأَعْطِهِمُ الرِّضَى ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي فَاعِلٌ بِالأُمُورِ الَّتِي
طَلَبُوا ، وَنَازِعٌ عَنْ كَذَا ، بِالأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمُوا فِيهَا ، فَرَكِبَ
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَيْهِمْ إِلَى ذِي خَشَبٍ . قَالَ جَابِرٌ : وَأَرْسَلَ
مَعَهُ عُثْمَانُ خَمْسِينَ رَاكِبًا مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا فِيهِمْ ، وَكَانَ رُؤَسَاؤُهُمْ
أَرْبَعَةً : عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيَّ , وَسَوْدَانَ بْنَ حُمْرَانَ
الْمُرَادِيَّ , وَابْنَ الْبَيَّاعِ , وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيَّ لَقَدْ
كَانَ الاِسْمُ غَلَبَ حَتَّى يُقَالَ : جَيْشُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ , فَأَتَاهُمْ
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ كَذَا وَيَقُولُ
كَذَا وَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَجَعُوا ، فَلَمَّا
كَانُوا بِالْبُوَيْبِ رَأَوْا جَمَلاَّ عَلَيْهِ مِيسَمُ الصَّدَقَةِ فَأَخَذُوهُ
, فَإِذَا غُلاَمٌ لِعُثْمَانَ فَأَخَذُوا مَتَاعَهُ فَفَتَّشُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ
قَصَبَةً مِنْ رَصَاصٍ ، فِيهَا كِتَابٌ فِي جَوْفِ الإِدَاوَةِ فِي الْمَاءِ إِلَى
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ أَنِ افْعَلْ بِفُلاَنٍ كَذَا وَبِفُلاَنٍ كَذَا مِنَ الْقَوْمِ
الَّذِينَ شَرَعُوا فِي عُثْمَانَ ، فَرَجَعَ الْقَوْمُ ثَانِيَةً حَتَّى نَزَلُوا
بِذِي خُشُبٍ فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : اخْرُجْ
فَارْدُدْهُمْ عَنِّي ، فَقَالَ : لاَ أَفْعَلُ ، قَالَ : فَقَدِمُوا فَحَصَرُوا عُثْمَانَ.

محمد بن عمر الواقدي كذاب

وقال أيضاً 2999- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ مَوْلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ : كَانَ الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ حَصَرُوا
عُثْمَانَ سِتَّمِائَةٍ ، رَأْسُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ
، وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ الْكِنْدِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ
الْخُزَاعِيُّ ، وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ مِئَتَيْنِ , رَأْسُهُمْ مَالِكٌ
الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ , وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْبَصْرَةِ مِئَةُ رَجُلٍ رَأْسُهُمْ
حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ ، وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَةً فِي الشَّرِّ ، وَكَانَ
حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ ضَوَوْا إِلَيْهِمْ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ
, مَفْتُونُونَ , وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الَّذِينَ
خَذَلُوهُ كَرِهُوا الْفِتْنَةَ ، وَظَنُّوا أَنَّ الأَمْرَ لاَ يَبْلُغُ قَتْلَهُ
، فَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ ، وَلَعَمْرِي لَوْ قَامُوا أَوْ قَامَ
بَعْضُهُمْ فَحَثَا فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ لاَنْصَرَفُوا خَاسِرِينَ.

محمد بن عمر الواقدي كذاب ، وللواقدي أخبار أخرى في أمر مقتل عثمان وفيها
ذكر عبد الرحمن بن عديس جمعها الطبري في تاريخه

وما أحسن ترجمة عبد الرحمن بن عديس في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم حيث
قال :” 1182- عَبد الرَّحمن بن عديس البلوي.

لَه صُحبةٌ.

رَوَى عَنه: أَبو ثور الفهمي، وأَبو الحصين الحجري، واسمه الهيثم بن شفى،
وتبيع الحجري.

روى عَبد الرَّحمن بن شماسة، عن رجل، عنه.

حَدَّثنا عَبد الرَّحمن، سَمِعتُ أَبي يقول بعض ذلك، وبعضُهُ مِن قِبَلي”

فلم يذكر ذلك الأمر إما لأنه لا يصح عنده ، وهذا قريب عندي وإما أنه رأى
أن يصون لسانه عن الصحابة

وقد تجوز كثيرٌ من المؤرخين بل وأئمة الحديث على ذكر تلك الواقعة مع عدم
ورودها من سند يعتمد عليه ، ولو أصلنا للتساهل في الأخبار التاريخية فلا ينبغي التساهل
في مثل هذا

فقد قال الإمام أحمد في مسنده 14778 – حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، وَيُونُسُ،
قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ،
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” لَا يَدْخُلُ
النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ “

وقال أحمد في مسنده 24566 – حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَرْسَلَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَقْبَلَ
عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْنَا رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَتْ إِحْدَانَا عَلَى الْأُخْرَى، فَكَانَ
مِنْ آخِرِ كَلَامٍ كَلَّمَهُ، أَنْ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ ، وَقَالَ: ” يَا عُثْمَانُ،
إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ
عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي، يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عَسَى
أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا
تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي ” ثَلَاثًا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ،
فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ ؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ، وَاللهِ فَمَا ذَكَرْتُهُ . قَالَ:
فَأَخْبَرْتُهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَرْضَ بِالَّذِي أَخْبَرْتُهُ
حَتَّى كَتَبَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ بِهِ، فَكَتَبَتْ
إِلَيْهِ بِهِ كِتَابًا

فكيف يكون رأس هؤلاء المنافقين رجلاً بايع تحت الشجرة ؟!

علماً بأن الخبر الوارد بأنه ممن بايع تحت الشجرة أيضاً مداره على ابن
لهيعة، فخبر ابن لهيعة إلى النكارة أقرب منه إلى إثبات حكم نحوم فيه حول عدالة صحابي
.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم