قال ابن ماجه في سننه 3856: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْعَلاَءِ ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ :
اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ الَّذِي
إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي سُوَرٍ ثَلاَثٍ : الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَطه.
3856- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ
، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِيسَى بْنِ
مُوسَى ، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ غَيْلاَنَ بْنَ أَنَسٍ ، يُحَدِّثُ عَنِ الْقَاسِمِ
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ نَحْوَهُ.
أقول : الرواية المقطوعة على القاسم أصح ، فإن من وصل سلك جادة ، ثم إن
غيلان بن أنس لم يوثقه معتبر فلا تحتمل مخالفته ، وأما رواية الحاكم التي من طريق محمد
بن مهدي العطار فلا تقوى على مقاومة هذه الرواية لأنه لا يكاد يعرف
وقال البيهقي في الأسماء والصفات 27 – وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد
بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ، ثنا عبد الله
بن أبي مريم ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، قال : سمعت
القاسم أبا عبد الرحمن ، يقول : إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث : البقرة
، وآل عمران ، وطه
وهذا أيضاً مقطوع
وقال الدولابي في الكنى 741 – حدثنا العباس بن محمد قال : ثنا يحيى قال
: حدثنا خزيمة بن زرعة الخراساني عن أبي حفص التنيسي ، عن عبد الله بن العلاء بن زبر
عن القاسم أبي عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اسم الله الأعظم
في ثلاث سور : سورة البقرة وآل عمران وطه »
هذا الخبر في تاريخ ابن معين المطبوع بذكر أبي أمامة وهو غلط فالتنيسي
هو نفسه عمرو بن أبي سلمة ، وقد تقدم لك أن عامة الروايات عنه المقطوعة
قال الحاكم في مستدركه 1913 – أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ:
” إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فِي ثَلَاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فِي
سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَطَهَ ” قَالَ الْقَاسِمُ: ” فَالْتَمَسْتُهَا
إِنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ “
هشام ضعيف فكان يلقن فيتلقن وقد خولف
وقال الحاكم في المستدرك 1918 – أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ
، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ ، ثنا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ
، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ” إِنَّ اسْمَ
اللَّهِ الْأَعْظَمَ لَفِي ثَلَاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ: فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ
، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَطَهَ “
فَالْتَمَسْتُهَا فَوَجَدْتُ فِي
سُورَةِ الْبَقَرَةِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ } [البقرة: 255] ، وَفِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: { الم اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [آل عمران: 2] ، وَفِي سُورَةِ طَهَ: { وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ }
قال الفريابي في فضائل القرآن 45 – حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، نا الوليد
بن مسلم ، نا عبد الله بن العلاء ، حدثني القاسم أبو عبد الرحمن قال : « إن اسم الله
الأعظم في ثلاث سور من القرآن ، في سورة البقرة ، وآل عمران ، وطه
قال الشيخ : التمستها ، فوجدت
في البقرة « آية الكرسي » : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفاتحة آل عمران الم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي طه : وعنت الوجوه للحي القيوم
والخبر عن الوليد بن مسلم مقطوع على القاسم أرجح لأن راويه أوثق ولم يسلك
الجادة ، وقد رواه تمام في فوائده من طريقه موصولاً وفيه جهالة
وقال أحمد في مسنده 27611 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ
بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: ” فِي هَذه الْآيَتَيْنِ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
وَ {الم اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ
اللهِ الْأَعْظَمَ “
عبيد الله ضعيف وقد اضطرب في متنه
قال الترمذي في جامعه 3478 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ القَدَّاحِ،
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ
الآيَتَيْنِ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}
{الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} “: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ»
ولم يذكر سورة طه كما خبر القاسم ، والآية الأولى في خبر الترمذي ليس فيها
ذكر ( الحي القيوم ) فتكون مخالفةً صريحة لخبر القاسم
وقال أحمد في مسنده 22965 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ . الْأَحَدُ
الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
. فَقَالَ: ” قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ
بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ “
أقول : ظاهر هذا الخبر يخالف مرسل القاسم الذي استفادوا منه بأن اسم الله
الأعظم ( الحي القيوم ) ، ولكن هذا الخبر معلول
قال ابن أبي حاتم في العلل :” 2082- وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ
؛ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ. عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ : يَا اللَّهُ الْوَاحِدُ
الصِّمَدُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبِي : رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ
، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَحَدِيثُ عَبْدِ الْوَارِثِ أَشْبَهُ.
قَالَ أَبِي : رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ : هَذَا الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَرَوَى الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ
: هَذَا الْحَدِيثَ”
أقول : وحديث عبد الوارث الذي رجحه أبو حاتم ليس فيه ذكر الاسم الأعظم
قال أحمد في مسنده 18974 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ
بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ
وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللهِ الْوَاحِدِ
الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “،
قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” قَدْ غُفِرَ
لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ” ثَلَاثَ مِرَارٍ
وقد اشار ابن مندة في التوحيد إلى علة الحديث السابق
وبقي معنا من أحاديث الباب حديث أنس
قال الترمذي في جامعه 3544 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الثَّلْجِ،
– رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
– قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ،
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ وَرَجُلٌ قَدْ صَلَّى وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ
فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ،
الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» : هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ عَنْ أَنَسٍ
سعيد بن زربي هذا ضعيف جداً منكر الحديث
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 29974- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم رَجُلاً يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ
إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَك ، لاَ شَرِيكَ لَكَ ، الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ
الأَعْظَمِ الَّذِي إذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ.
أقول : أبو خزيمة هذا يحتمل أن يكون يوسف بن ميمون الصباغ فإنه مذكور في
تلاميذ أنس بن سيرين وفي شيوخ وكيع ، أو يكون نصر بن مرداس العبدي وهو الآخر من تلاميذ
أنس بن سيرين وشيوخ وكيع
ويوسف الصباغ منكر الحديث ، ونصر صدوق ، ولا يمكن تصحيح الحديث مع وجود
هذا الإشكال العظيم في السند ، ولعل مما يقوي أنه الصدوق تخريج أحمد لهذا الحديث في
مسنده وعادته اجتناب حديث المتروكين
وقال أحمد في مسنده 13570 – حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ
خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ ، وَرَجُلٌ
قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ فِي دُعَائِهِ:
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ
، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا
حَيُّ يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ” أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللهَ ؟ ” قَالَ: فَقَالُوا: اللهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ دَعَا اللهَ
بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى
“
خلف بن خليفة اختلط بآخره وقد انفرد هنا بذكر ( الحي القيوم )
وقال أحمد في مسنده 13798 – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ،
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِأَبِي عَيَّاشٍ زَيْدِ بْنِ صَامِتٍ الزُّرَقِيِّ وَهُوَ يُصَلِّي، وَهُوَ يَقُولُ:
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، يَا
مَنَّانُ ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَقَدْ دَعَا اللهَ
بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى
“
أقول : صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الطحاوي غير أن عبد العزيز بن مسلم
الأنصاري مولى آل رفاعة مجهول الحال قال عنه الحافظ في التقريب :” مقبول
” ، وحديثه هذا قد يحسن لغيره مع خلف بن خليفة إلا قوله ( الحي القيوم ) ، إذ
قد انفرد بذلك خلف بن خليفة
وهذا الحديث والله أعلم ، هو عمدة مجاهد في قوله أن اسم الله الأعظم ذو
الجلال والإكرام
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 16384 – حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ،
ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ:
الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ الاسْمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ
وَهُوَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
وقد روي خلافه عن أبي الدرداء وابن عباس
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36760- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِىءُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ : حدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
ثَوْبَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقْيَةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولاَنِ : اسْمُ اللهِ الأَكْبَرُ رَبِّ رَبِّ.
أقول : هشام بن أبي رقية مصري معروف بالرواية عن الصحابة المصريين ، فيبعد
عندي سماعه من أبي الدرداء الشامي ، وسماعه من ابن عباس المدني
وقال الدارمي في مسنده 3393 – حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله
بن عمرو عن زيد عن جابر عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله قال : قرأ رجل عند عبد الله
البقرة وآل عمران فقال قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا
سئل به أعطي
أقول : جابر هو الجعفي متروك
وقال الفريابي في فضائل القرآن 41 – حدثني حكيم بن سيف الرقي ، نا عبيد
الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، أن رجلا قرأ
عند عبد الله بن مسعود البقرة وآل عمران ، فقال : « لقد قرأت سورتين فيهما اسم الله
الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى »
أقول : حكيم بن سيف ضعفه أبو حاتم ولا ينفعه تعديل ابن عبد البر والحال
هذه ، فأين أبو حاتم وأين ابن عبد البر ، وأبو إسحاق اختلط
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 3401 – حدثنا أبي ، ثنا علي بن محمد الطنافسي
، أنبأ إسحاق بن سليمان ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، قال :
اسم الله الأعظم ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ) إلى قوله : ( وترزق من
تشاء بغير حساب )
عمرو بن مالك النكري
قال ابن عدي في ترجمة أبي الجوزاء من الكامل (1/402)
“حدَّث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة”
ويبدو أن هذا منها
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 2609 – حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا
إسماعيل بن علية ، عن أبي رجاء ، حدثني رجل ، عن جابر بن زيد ، أنه قال : اسم الله
الأعظم هو : الله
جابر بن زيد تابعي من تلاميذ ابن عباس ، وهذا السند فيه مبهم
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 29979- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي هِلالٍ
، عَن حَيَّانَ الأَعْرَجِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ
اللَّهُ.
أقول : حيان وثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وبه
يثبت الخبر عن جابر بن زيد
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 29980- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
، عَن مِسْعَرٍ عَمَّنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ : اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ الله
, ثُمَّ قَرَأَ ، أَوْ قَرَأْت عَلَيْهِ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ إِلَى آخِرِهَا
وهذا فيه إبهام
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 29977- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
، عَن مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قرَأَ رَجُلٌ الْبَقَرَةَ
وَآلَ عِمْرَانَ فَقَالَ كَعْبٌ : قَدْ قَرَأَ سُورَتَيْنِ إنَّ فِيهِمَا لِلاسْمِ
الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ اسْتَجَابَ.
وهذا منقطع عبد الملك لم يدرك كعباً
وهنا تنبيه أخير بعدما ذكرت لك أقوى ما ورد في الباب : وهو أن القول بأن
أسماء الله عز وجل كلها عظمى ليس فيها اسم أعظم من غيره ، قولٌ لم أجده عن أحد من السلف
والواجب التنكب عن الأقوال التي
لم يقلها السلف ولعلها من إفرازات المتكلمين الذين ينكرون التفاضل في كلام الله عز
وجل ، فأنكروا التفاضل في أسمائه أيضاً
وهنا فائدة أخيرة من نفائس الفوائد
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 978 – حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة
، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال « : قال : آصف كاتب
سليمان ، وكان يعلم الاسم الأعظم ، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه
، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا من كل سطرين سحرا وكفرا ، وقالوا : هذا الذي
كان سليمان يعمل بها ، قال : فأكفره جهال الناس وسبوه ، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم
يسبونه حتى أنزل على محمد » : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر
سليمان ولكن الشياطين كفروا)
وهذا إسنادٌ قوي ولا وجه لإعلاله بعنعنة الأعمش
قال أبو داود في سؤالاته لأحمد 138- سَمِعْتُ أَحْمَد سُئِلَ عن الرجل
يعرف بالتَّدْلِيس ، يُحْتَجُّ فِيما لم يقل فِيه : سَمِعْتُ ؟ قَالَ : لا أدري .
فَقُلْتُ : الأَعْمَش ، متى تُصَاد له الألفاظ ؟ قَالَ : يضيق هذا ، أي
أنك تَحْتَج به .
أقول : وهذا مقيد إن لم يقم الدليل على تدليسه أو إرساله الإرسال الخفي
، والقرينة هنا تدل على عدم تدليسه فإنه قد نزل في السند فقد أدرك الأعمش سعيد بن جبير
وسمع منه بعض الأحاديث فروايته عنه بواسطة مظنة عدم تدليس والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم