باب من كفره السلف من أهل البدع

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا جمع لمن كفره أهل العلم من أهل البدع:

(1) الحجاج بن يوسف الثقفي: هذا الرجل كان ناصبياً وكان يقول بتحريف القرآن ويتهم ابن مسعود بالنفاق
وابن الزبير بتحريف القرآن

 قال أبو داود في سننه 4643 – حدثنا محمد بن العلاء ثنا أبو بكر عن عاصم قال سمعت الحجاج وهو على المنبر يقول: اتقوا الله ما استطعتم ليس فيها مثنوية واسمعوا وأطيعوا ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين عبد الملك والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من أبواب المسجد فخرجوا من باب آخر لحلت لي دماؤهم وأموالهم والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان ذلك لي من الله حلالا

ويا عذيري (من يعذرني منه) من عبد هذيل يزعم أن قراءته من عند الله والله
ما هي إلا رجز من رجز الأعراب ما أنزلها الله على نبيه عليه السلام وعذيري من هذه الحمراء
يزعم أحدهم أنه يرمي بالحجر فيقول إلى أن يقع الحجر قد حدث أمر فوالله لأدعنهم كالأمس
الدابر (المنقطع)، قال فذكرته للأعمش فقال أنا والله سمعته منه.

وقال ابن سعد في الطبقات 5316- أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ : خَطَبَ الْحَجَّاجُ الْفَاسِقُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ :

إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللهِ

 فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : كَذَبْتَ ، كَذَبْتَ ، كَذَبْتَ ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، وَلاَ أَنْتَ مَعَهُ . فَقَالَ لَهُ
الْحَجَّاجُ : اسْكُتْ فَإِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ ، يُوشِكُ شَيْخٌ أَنْ يُؤْخَذَ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فَيُجَرَّ قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ.

وهذه أخبار صحيحة.

قال  في تهذيب التهذيب: “وقال طاووس : عجبت لمن يسميه مؤمنا
، و كفره جماعة منهم سعيد بن جبير و النخعى و مجاهد و عاصم بن أبى النجود و الشعبى
و غيرهم”.

وعلى هذا لا يجوز أن يقال عمن خرج عليه بأنه يرى الخروج على المسلمين فإن خروجهم عليه لتكفيرهم له واعتقادهم في أنفسهم القدرة وقد غلطوا في تقدير القدرة غلطاً عظيماً كلفهم الكثير ، فلا يجوز أن يقال سعيد بن جبير وافق مذهب الخوارج فإن مأخذه غير مأخذهم.

(2) عمرو بن عبيد: وقد كان هذا
الرجل قدرياً وعيدياً على ما يذكر عنه من العبادة والتقشف، قال الخلال في السنة
863- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ , قَالَ : كَانَ لاَ يُقِرُّ بِالْعِلْمِ , وَهَذَا الْكُفْرُ
بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي (تَارِيْخِهِ): سَمِعْتُ ابْنَ
مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ، والدهرية كفار
وقد استبعد الذهبي قول ابن معين هذا وليس ببعيد عن رجل انتحل كل بدع عمرو بن عبيد مع
كذبه في الحديث وحتى صلاته كان يرونها من النفاق.

قال العقيلي في الضعفاء 4331- حَدثنا إِبراهيم بن مُحمد، قال: حَدثنا مُسلم
بن إِبراهيم، قال: حَدثنا نُوح بن قَيس، قال: كان بَين عَمرو بن عُبَيد وبَين أَخي
خالد بن قَيس إِخاء، فَكان يَزُورَنا، فَكان إِذا صَلَّى في المَسجِد, يَقُوم كَأَنه
عُود، قال: فَقلت لخالد، أَما تَرَى عَمرو، ما أَخشَعَهُ، وأَعَبَدَهُ، فقال: أما تَراه
إِذا صَلَّى في البَيت كَيف يُصَلّي؟ قال: فَنَظرت إِلَيه إِذا صَلَّى في البَيت يَلتَفِت
يَمينًا وشِمالاً.

(3) حفص الفرد: قال اللالكائي
في السنة 357 – أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن عيسى
المستملي قال : حدثنا أبو نعيم الجرجاني ح .

 وأخبرنا الحسين بن أحمد الطبري
قال : حدثنا محمد بن بندار ، ومحمد بن إسحاق بن بشر قالا : حدثنا أبو نعيم الإستراباذي
قال : أخبرنا الربيع بن سليمان قال :

 أتيت الشافعي يوما فوافقت حفصا
الفرد خارجا من عنده ، فقال : كاد والله الشافعي أن يضرب عنقي ، فدخلت

فقال لي إسماعيل ،-  رجل ذكره الربيع-
 : ناظر الشافعي حفص الفرد فبلغ أن القرآن مخلوق

 فقال له الشافعي : والله كفرت
بالله العظيم . قال : وكان الشافعي لا يقول : حفص الفرد ، وكان يقول : حفص المتفرد
.

 أخبرنا الحسين قال : أخبرنا إبراهيم
بن أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن آدم المصري قال : أخبرنا الربيع قال
: سمعت أبا شعيب قال : حضرت الشافعي وحفص الفرد يسأل الشافعي ، فاحتج الشافعي عليه
بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وكفر حفصا المنفرد .

 قال الربيع : فلقيته فقال : أراد
الشافعي قتلي .

 أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال
: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال في كتابي : عن الربيع بن سليمان قال : حضرت الشافعي
أو حدثني أبو شعيب ، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ، ويوسف بن عمرو بن
زيد ، وحفصا الفرد ، فسأل حفص عبد الله فقال : ما تقول في القرآن ؟

فأبى أن يجيبه ، فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد فلم يجبه ، وكلاهما أشار إلى
الشافعي ، فسأل الشافعي فاحتج عليه وطال فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن
القرآن كلام الله غير مخلوق ، وكفر حفصا المنفرد .

 قال الربيع : فلقيت حفصا في المسجد
بعد ، فقال : أراد الشافعي قتلي.

وظاهر هذا أن الشافعي ناظره وأقام عليه الحجة ، فظاهر التكفير أنه الكفر
الأكبر كما يفهم من كلام اللالكائي، وقال الحافظ في اللسان: “حفص الفرد: مبتدع
قال النسائي: صاحب كلام لا يكتب حديثه وكفره الشافعي في مناظرته”.

ولهذا دفع البلقيني قول من يقول أنه الشافعي ما أراد الكفر الأكبر.

قال السيوطي في تدريب الراوي (1/26): “السابعة: من كفر ببدعته وهو
كما في شرح المهذب للمصنف: المجسم ومنكر علم الجزئيات قيل: وقائل خلق القرآن فقد نص
عليه الشافعي واختاره البلقيني ومنع تأويل البيهقي له بكفران النعمة بأن الشافعي قال
ذلك في حق حفص القرد لما أفتى بضرب عنقه وهذا راد للتأويل”.

وقول البيهقي أن القول بخلق القرآن كفر أصغر كالحكم بغير ما أنزل الله
زلة بينة من البيهقي

فإن بينهما فرقاً جلياً فالقول بخلق القرآن كفر أكبر بإجماع السلف والحكم
بغير ما أنزل الله كفر أصغر بإجماع السلف ، فلو علم المرء الحاكم بغير ما أنزل الله
-بلا استحلال أو جحود أو استكبار- أنه عاص لله لم يكن كافراً ، وأما القائل بخلق القرآن
فليس بينه وبين التكفير سوى إقامة الحجة فلو علم أن قوله باطل وأصر عليه صار كافراً
وإن لم يستحل.

وبهذا تعلم خطأ دعوى النووي في المجموع أن مذهب الشافعي جواز الصلاة خلف
من يقول بخلق القرآن ، فإن هذا لا يستقيم أبداً مع تكفير الشافعي لحفص الفرد.

(4) المأمون العباسي: قال
الخلال في السنة 1708- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ , قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ , قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّهُمْ مَرُّوا
بِطَرَسُوسَ بِقَبْرِ رَجُلٍ , فَقَالَ أَهْلُ طَرَسُوسَ : الْكَافِرُ , لاَ رَحِمَهُ
اللَّهُ . فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : نَعَمْ , فَلاَ رَحِمَهُ اللَّهُ , هَذَا
الَّذِي أَسَّسَ هَذَا , وَجَاءَ بِهَذَا.

وهذا سند صحيح ، وهذا القبر هو قبر المأمون إذ ليس عن الجهم والجعد وغيرهم
من الرؤوس أن قبورهم كانت بطرسوس

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 28): “تُوُفِّيَ: بِالبَذَنْدُوْنَ
، فَنَقَلَهُ ابْنُه العَبَّاسُ، وَدَفَنَهُ بِطَرَسُوْسَ، فِي دَارِ خَاقَانَ خَادِمِ
أَبِيْهِ”، فالجعد قتله خالد القسري بعد خطبة العيد وإنما كان يخطب في البلدان
التي يليها وما ولي على طرسوس ، والجهم قتل في خراسان قتله سلم بن أحوز، وبشر بن غياث
المريسي مات في واسط.

فلم يبقَ إلا المأمون وهو الذي بدأ بامتحان الناس ، ومما يدل أنه يقصد
المأمون أن الخلال لم يسمه بل كنى عنه ، وذلك أن أبناءَه كانوا الخلفاء ، ومما يدل
على أن المقصود هو المأمون أنه خليفة وقبره معروف لهذا الاعتبار أما بقية رؤوس التجهم
فلا يعرف الناس قبورهم ولا يميزونها، والمأمون كان ذا فقه وعلم فلم يعذره أحمد، فهذه
عدة أمور تدل على أن المأمون هو المقصود بكلمة الإمام أحمد:

الأول: ما ذكره المؤرخون من أنه قبر بطرسوس.

الثاني: تكنية الخلال عنه مع أن عادته في أهل البدع تسميتهم.

الثالث: قول الإمام أحمد (هذا الذي أسس هذا) يعني امتحان الناس ، ولا شك
أن الإمام أحمد لا يريد ابتداء القول بخلق القرآن فهذا ظهر في أواخر دولة بني أمية
قبل المأمون بزمن طويل.

الرابع : معرفة العامة لقبره لقرب عهدهم به ولأنه كان خليفة.

قال ابن أبي شيبة في المصنف 33137- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ،
عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ خَرَشَةَ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ: هَلاَكُ الْعَرَبِ إذَا بَلَغَ
أَبْنَاءُ بَنَاتِ فَارِسَ.

ولا أرى أحداً هذا الأثر أشد انطباقاً عليه من المأمون فقد كانت أمه فارسية
، وقد أحدث في الإسلام حدثاً عظيماً،

قال الجويني الأشعري! في الغياثي عن المأمون ص193:” ولو قلت إنه مطالب
بمغبات البدع والضلالات ، في الموقف الأهول في العرصات ، لم أكن مجازفاً”.

وذلك لأنه بدأ بترجمة كتب الفلاسفة.

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (2/ 84):

 “وعاش السلف فيها برهة طويلة
ثم خفى بعض نور النبوة فعرب بعض كتب الأعاجم الفلاسفة من الروم والفرس والهند فى أثناء
الدولة العباسية، ثم طلبت كتبهم فى دولة المأمون من بلاد الروم فعربت ودرسها الناس

وظهر بسبب ذلك من البدع ما ظهر وكان أكثر ما ظهر من علومهم الرياضية كالحساب
والهيئة أو الطبيعة كالطب أو المنطقية فاما الإلهية فكلامهم فيها نزر وهو مع نزارته
ليس غالبه عندهم يقينا وعند المسلمين من العلوم الإلهية الموروثة عن خاتم المرسلين
ما ملأ العالم نورا وهدى”.

وقال في الرد على المنطقيين ص374: “الإسلام ما زالوا يزنون بالموازين
العقلية ولم يسمع سلفنا بذكر هذا المنطق اليوناني وإنما ظهر في الإسلام لما عربت الكتب
الرومية في دولة المأمون أو قريبا منها”.

وللفائدة قد كان هارون الرشيد والد المأمون يكفر القائلين بخلق القرآن
، ويتوعد بقتلهم.

قال عبد الله بن أحمد في السنة 62 – حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني
محمد بن نوح المضروب ، عن المسعودي القاضي، سمعت هارون ، أمير المؤمنين يقول: بلغني
أن بشرا المريسي يزعم أن القرآن مخلوق لله علي إن أظفرني به إلا قتلته قتلة ما قتلتها
أحدا قط.

(5) الحسين الكرابيسي: قال
ابن عبد الهادي في بحر الدم :” 1290 – الكرابيسي، قال المروذي: قلت لابي عبد الله:
إن الكرابيسي يقول: من لم يقل: لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال: بل هو كافر، وقال:
مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي، وقال لي: هذا قد تجهم وأظهر الجهمية، ينبغي
أن يحذر عنه وعن كل من ابتعد.

وقال في رواية أبي الحارث وقد سئل عن قول الكرابيسي: إنه يقول: لفظي بالقرآن
مخلوق، فقال: هذا قول جهم.

وقال إسحاق بن إبراهيم: سمعته يقول: أخزى الله الكرابيسي، لا يجالس ولا
يكلم، ولا تكتب كتبه، ولا تجالس من يجالسه.

وقال في رواية شاهين بن السميدع، الحسين الكرابيسي عندنا كافر”.

فكفره أحمد في موضعين كما ترى.

(6) موسى بن نصر بن دينار: أبو سهل الرازيّ: قال الذهبي في تاريخ الإسلام (5/93): “173 – موسى
بن نصر بن دينار. أبو سهل الرازيّ.

سمع: جرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن مغراء، وجماعة.

وعنه: أهل الرِّيّ.

لكن قال أبو حاتم: هو أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم يخلقا، وإن
خلقتا فسيفنيان.

نقله الخلاّل في كتاب السُّنّة له.

توفي سنة إحدى وستيّن ومائتين”.

وهذا أشد لفظ جرح وقفت عليه في حياتي.

(7) محمد بن عمر الرازي المتكلم الأشعري: قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/447) وهو يتحدث عن الرازي
:” انه من العجب أن يذكر عن أبي معشر ما يذم به عبادة الأوثان وهو الذي اتخذ أبا
معشر أحد الأئمة الذين اقتدى بهم في الأمر بعبادة الأوثان لما ارتد عن دين الإسلام
وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر والكواكب والأوثان في كتابه الذي سماه:
“السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم”.

فنص شيخ الإسلام على أنه مرتد ، وقد نقل عنه توبة من التعطيل ولم تنقل
توبة من السحر ، وشيخ الإسلام على كثرة ما يذكره لا يترحم عليه لما يعلم من حاله.

وقال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (4/63) :” فان نفاة كونه
على العرش لا يعرف فيهم إلا من هو مأبون في عقله ودينه عند الأمة وأن كان قد تاب من
ذلك

بل غالبهم أو عامتهم حصل منهم نوع ردة عن الإسلام وأن كان منهم من عاد
إلى الإسلام كما ارتد عنه قديما شيخهم الأول الجهم بن صفوان وبقي أربعين يوما شاكا
في ربه لا يقر بوجوده ولا يعبده وهذه ردة باتفاق المسلمين

وكذلك ارتد هذا الرازي حين أمر بالشرك وعبادة الكواكب والاصنام وصنف في
ذلك كتابه المشهور وله غير ذلك بل من هو أجل منه من هؤلاء بقي مدة شاكا في ربه غير
مقر بوجوده مدة حتى آمن بعد ذلك وهذا كثير عالب فيهم ولا ريب أن هذا ابعد العالمين
عن العقل والدين فإذا كان نؤلاء لا يناظرون ويخاطبون ويستعد لرد قولهم الباطل لما احتيج
إلى ذلك فالذين هم أولى بالعقل والدين أولى منهم بذلك”.

وقال الإمام المجدد في مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد :” فانظر
رحمك الله إلى هذا الإمام الذي ينسب عنه من أزاغ الله قلبه عدم تكفير المعين كيف ذكر
عن مثل الفخر الرازي، وهو من أكابر أئمة الشافعية، ومثل أبي معشر وهو من أكابر المشهورين
من المصنفين، وغيرهما، أنهم كفروا وارتدوا عن الإسلام، والفخر هو الذي ذكره الشيخ في
الرد على المتكلمين لما ذكر تصنيفه الذي ذكر هنا قال: وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين،
وسيأتي كلامه إن شاء الله تعالى”.

(8) بشر بن غياث المريسي: قال
الدارمي في الرد على الجهمية 184 – وسمعت محمد بن المعتمر ، يقول : سمعت زهير بن نعيم
، يقول : سئل حماد بن زيد وأنا معه ، في سوق البصرة عن بشر المريسي ، فقال : ذاك كافر.

وقال عبد الله بن أحمد في السنة 53 – حدثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة
الحراني ، قال سمعت شبابة بن سوار ، يقول : «اجتمع رأيي ورأي أبي النضر هاشم بن قاسم
وجماعة من الفقهاء على أن «المريسي كافر جاحد نرى أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه»،
فتكفيره إجماع فيما يبدو والكلام في ذلك كثير ويكفي هنا الإشارة.

(9) محمد بن شجاع الثلجي: قال
الخطيب البغدادي في تاريخه (3/315) : وكان محمد بن شجاع يذهب إلى الوقف في القرآن،
فأخبرنا الحسن بن علي التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا
عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قَالَ: سمعت القواريري قبل أن يموت بعشرة أيام وذكر ابن
الثلجي، فقال: هو كافر، فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت، فقلت له: ما أكفره إلا بشيء
سمعه منه؟ قَالَ: نعم.

وهذا إسناد صحيح إسناد المسند، وقد كان الثلجي جهمياً من أهل الرأي وهو
تلميذ المريسي.

(10) عبد الرحمن ابن يوسف بن سعيد بن خراش الحافظ المعروف:

 قال الذهبي في تذكرة الحفاظ
(2/185) :” قال ابن عدي الجرجاني ذكر بشيء من التشيع وأرجو أنه لا يتعمد الكذب
سمعت بن عقدة يقول كان بن خراش عندنا إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول هذا لا ينفق
الا عندي وعندك وسمعت عبدان يقول حمل بن خراش إلى بندار كان عندنا جزئين صنفهما في
مثالب الشيخين فأجازه بألفى درهم بنى له بها حجرة فمات إذا فرغ منها.

وقال أبو زرعة محمد بن يوسف: خرج بن خراش مثالب الشيخين وكان رافضيا وقال
ابن عدي سمعت عبدان يقول قلت لابن خراش حديث: “ما تركنا صدقة” قال: باطل
أتهم مالك بن أوس بالكذب ثم قال عبدان: وقد روى مراسيل وصلها ومواقيف رفعها قلت جهلة
الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت
بولك أن صدقت في الترحال فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور فأنت زنديق معاند للحق
فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين”.

وظاهر كلام الذهبي أنه يكفره ، والذهبي ليس من السلف غير أن كلامه هنا
على سننهم وهديهم.

وقد كرر هذا المعنى في ترجمة ابن عقدة من السير حيث قال في (15/ 341):
“وَمِنْ بَلَغَ فِي الحِفْظِ وَالآثَار مَبْلَغَ ابْنِ عُقْدَةَ، ثُمَّ يَكُوْنُ
فِي قَلْبِهِ غِلٌّ لِلسَّابقين الأَولين، فَهُوَ مُعَانِد أَوْ زِنْدِيْق وَاللهُ
أَعْلَمُ”.

(11) أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي المشهور: قال الخلال في السنة 1757- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ ثَوَابٍ الْمُخَرِّمِيُّ
, قَالَ : قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : ابْنُ أَبِي دَاوُدَ , قَالَ : كَافِرٌ
بِاللَّهِ الْعَظِيمِ.

1758- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , قَالَ
: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْوَلِيدِ , يَقُولُ : اسْتُتِيبَ
ابْنُ أَبِي دَاوُدَ مِنَ الْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فِي لَيْلَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَتُوبُ
, ثُمَّ يَرْجِعُ لِيَتُوبَ , ثُمَّ يَرْجِعُ.

1759- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ , أَنَّ حُبَيْشَ بْنَ
سِنْدِيٍّ , حَدَّثَهُمْ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ
, فَقَالَ : حَشَا اللَّهُ قَبْرَهُ نَارًا.

1760- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ , أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ
إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ حَضَرَ الْعِيدَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ
: فَإِذَا بِقَاصٍّ يَقُولُ : عَلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ لَعْنَةُ اللَّهِ , وَحَشَا
اللَّهُ قَبْرَ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ مِئَةَ أَلْفِ عَمُودٍ مِنْ نَارٍ , وَجَعَلَ يَلْعَنُ
, فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : مَا أَنْفَعَهُمْ لِلْعَامَّةِ.

هذا ما تيسر جمعه وقد تركت الزنادقة المعروفين عند عامة الناس كالجعد بن
درهم والجهم بن صفوان والشيخ الأكفر ابن عربي وابن الفارض والحلاج فهؤلاء أمرهم معروف
ولا يرتاب عاقل في كفرهم.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم