باب من كره جعل المصحف في القبلة عند الصلاة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن أبي شيبة في المصنف 4612: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ خُصَيْفٍ
، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إذَا دَخَلَ بَيْتًا ، فَرَأَى فِي
قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ مُصْحَفًا ، أَوْ شِبْهَهُ أَخَذَهُ فَرَمَى بِهِ ، وَإِنْ كَانَ
عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ شِمَالِهِ تَرَكَهُ.

4613: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ

 أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ
الرَّجُلُ وَفِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ مُصْحَفٌ ، أَوْ غَيْرُهُ.

4614- حَدَّثَنَا حَرَمِيّ بن عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ
، قَالَ : سَأَلْتُ الْحَكَمَ ، وَحَمَّادًا عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْقِبْلَةِ الْمُصْحَفُ ؟ فَكَرِهَاه.

4615- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ
، قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ
حَتَّى الْمُصْحَفُ.

أقول : أثر ابن عمر فيه خصيف وهو صدوق سيء الحفظ ويحتمل في الموقوف ، خصوصاً
مع ورود أخبار عن التابعين في هذا

ومجاهد تابعي أدرك جمعاً من الصحابة فإذا قال ( كانوا ) دخل الصحابة في
ذلك دخولاً أولياً والإسناد إليه صحيح

وآثار النخعي والحكم وحماد صحاح

وقال ابن أبي داود في المصاحف 577 : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى ،
عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم قال :

  كانوا يكرهون أن يصلوا وبين أيديهم شيء حتى المصحف
.

واتفاق التابعين في مكة والكوفة على هذا الأمر يدل على أن له أصلاً أصيلاً
وإنما كرهوا الزائد على السترة والله أعلم أو استحبوا الاستتار إلى جدار

وللمصحف خصوصية زائدة لورود بعض الآثار فيه بعينه ، وعامة مساجدنا اليوم
للأسف تخالف هذا الأدب ، فالمصاحف فيها في قبلة المصلين والله المستعان 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم