فمن المشهور في شجرة الأنبياء المشهورة بين الناس أن إلياس غير إدريس وقد
جاء عن جماعة من السلف أنهما واحد
قال الطبري في تفسيره 13515 – حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد
قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد الله بن مسعود قال:”إدريس”،
هو”إلياس”، و”إسرائيل”، هو”يعقوب”.
وهذا إسناد محتمل في التفسير ، وقد حسنه السيوطي في الدر المنثور
وقال الطبري (21/95) : وقيل: إنه إدريس، حدثنا بذلك بشر، قال: ثنا يزيد،
قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان يقال: إلياس هو إدريس. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى قبل.
وقال ابن كثير في تفسيره (7/ 36) :” وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي،
حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة ، عن عبد الله بن
مسعود، رضي الله عنه، قال: إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك.”
وقال البغوي في تفسيره (7/ 59) :” وقال الفراء: هو جمع أراد إلياس
وأتباعه من المؤمنين، فيكون بمنزلة الأشعرين والأعجمين بالتخفيف، وفي حرف عبد الله
بن مسعود: سلام على إدراسين يعني: إدريس وأتباعه، لأنه يقرأ: وإن إدريس لمن المرسلين”
وقد خالف في هذا ابن إسحاق ووهب بن مبنه ، ويروى عن ابن عباس أنه ابن عم
اليسع واختاره الطبري والبغوي
وما روي عن ابن عباس لا ينفي كونه وإدريس واحداً ، ولم أقف على إسناد له
عن ابن عباس وأما وهب وابن إسحاق إذا رجع الأمر إلى الأثر فقتادة والضحاك أعلى سنداً
منهما وإذا تعارض المأثور قدم الأعلى سنداً وقد اعتضد المأثور عن قتادة والضحاك بما
روي عن ابن مسعود
والمشهور عند أهل النسب أن إدريس قبل نوح ، وقال جماعة من أهل العلم أنه
من أنبياء بني إسرائيل ولعل مما يعضد القول الثاني ما ورد في حديث الإسراء أنه قال
للنبي صلى الله عليه وسلم :” مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ
“
ولو كان جداً للنبي صلى الله عليه وسلم لقال ( الابن الصالح ) كما قال
إبراهيم وآدم
وعليه فالقول بأن إدريس هو إلياس هو قول قوي ومأثور عن جماعة من السلف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم