قال القرطبي في تفسيره (5/180) :” فالآية أصل في خلوص الأعمال لله
تعالى وتصفيتها من شوائب الرياء وغيره، قال الله تعالى (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ).
حتى لقد قال بعض علمائنا: إنه
من تطهر تبردا أو صام محما لمعدته ونوى مع ذلك التقرب لم يجزه، لأنه مزج في نية التقرب
نية دنياوية وليس لله إلا العمل الخالص، كما قال تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ
) وقال تعالى: (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
)”
أقول : ليس هذا محل اتفاق غير أنه قوي وغيرهم قاس حال هذا على حال المجاهد
الذي يأخذ الغنيمة وقد ورد الخبر الصحيح أن السرية إذا أخذوا الغنيمة فقد استعجلوا
ثلثي أجرهم ، ومنهم من جعل هذا كالاتجار في الحج
غير أن مما لا يختلفون فيه أن النية الخالصة هي الأفضل ، والقول بالبطلان
له قوته
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم