باب من أخذ ماءً جديداً لمسح الأذنين

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن المعتركات العلمية في باب الوضوء مسألة أخذ ماء جديد للأذنين

فمن أهل العلم من يرى أنه يمسح الأذنين بالباقي من فضل الماء الذي أخذه
لمسح رأسه ولا يأخذ ماءً جديداً محتجاً بحديث ( الأذنان من الرأس )

وغيرهم يرى أنه يأخذ ماءً جديداً

وحديث ( الأذنان من الرأس ) فيه بحث طويل والراجح ضعفه كما رجحه بعض الحفاظ
قديماً غير أن هذا اللفظ صح موقوفاً على عبد الله بن عمر

والذي لا يعرفه كثيرون أن عبد الله بن عمر القائل ( الأذنان من الرأس ) كان
يأخذ ماءً جديداً لأذنيه ! مما يدل على أنه لما أطلق العبارة لم يرد أن ماءهما واحد

قال عبد الرزاق في المصنف [ 26 ]:

  عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْسِلُ ظُهُورَ أُذُنَيْهِ وَبُطُونَهُمَا إِلَّا الصِّمَاخَ
مَعَ الْوَجْهِ مَرَّةً – أَوْ مَرَّتَيْنِ – وَيُدْخِلُ بِإِصْبَعَيْهِ بَعْدَمَا
يَمْسَحُ بِرَأْسِهِ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمَا فِي الصِّمَاخِ مَرَّةً، وَقَالَ:
فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَمُوتُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي الْمَاءِ
فَجَعَلَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي صِمَاخِهِ فَلَا يَهْتَدِيَانِ، وَلَا يَنْتَهِي
حَتَّى أَدْخَلْتُ أَنَا إِصْبَعِي فِي الْمَاءِ فَأَدْخَلتُهُمَا فِي صِمَاخِهِ

وقال مالك في الموطأ [  67 ]:

 عن نافع :أن عبد الله بن عمر كان
يأخذ الماء بأصبعيه لأذنيه

فهذه الأخبار بينة في أنه كان يأخذ ماءً جديداً لأذنيه وصفة الأخذ غير
مألوفة فإنه رضي الله عنه كان يأخذ الماء لهما بأصبعيه

وما أعلم أحداً من الصحابة أنكر عليه هذا الفعل

ولهذا اختار الإمام أحمد فعل ابن عمر هذا في إحدى الروايات عنه

قال ابن هانيء في مسائله عن أحمد [  74]:

 وسئل عن المسح أيمسح الرجل أذنيه
مع الرأس أو يأخذ لهما ماءً جديداً فيدخل أصبعيه في صماخيه ؟

قال : يأخذ لهما ماءً جديداً ، فيدخل أصبعيه في صماخيه .

 هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم